لماذا تأخر لقاح “كورونا”؟.. السر في مزارع الدواجن!
يحتاج إنتاج لقاحات الفيروسات إلى أكثر من مجرد اكتشاف مركب صيدلاني للوقاية من الأمراض؛ إذ يحتاج أيضًا إلى مزارع دواجن كاملة لإنتاج البيض بكميات وفيرة؛ للاستخدام في إنتاج تلك اللقاحات، وتَوَفر نظام متكامل من سلسلة مراكز الأبحاث وهيئات الترخيص والرقابة وشركات الابتكار والصناعة.
وغرّد الكاتب الصحفي والإعلامي عبدالرحمن السلطان في سلسلة تغريدات حول السبب في تأخر توفر اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد؛ مشيرًا إلى أن توفر الدجاج “البيّاض” يلعب دورًا أساسيًّا في إنتاج اللقاحات؛ إذ يحتاج الأمر على الأقل إلى 900 ألف دجاجة تُنتج بيضة واحدة كل يوم، لمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر؛ حتى يكون في الاستطاعة تغطية احتياج سكان دولة مثل أمريكا من اللقاح.
ولفت “السلطان” في تغريداته، إلى صعوبة استثمار شركات الأدوية في إنتاج لقاحات قد لا يشتريها أحد، وهو أمر مكلف اقتصاديًّا؛ خاصة وأن دورة اكتشاف وتطوير اللقاح، ثم إنتاجه من ملايين البيض قد تستغرق نحو عام؛ حينها تكون جائحة الفيروس قد تراجعت واندثرت مثل ما حدث مع لقاح فيروس سارس الذي ما إن بدأ إنتاجه حتى انحسر الفيروس القاتل.
وبحسب ما غرّد به الكاتب الصحفي؛ فإن طريقة إنتاج لقاحات الفيروسات تعتمد أساسًا على طريقة الاستزراع بواسطة بياض البيض منذ الخمسينيات من القرن الماضي، تبدأ بحقن البيضة بحقنة تحتوي على الفيروس، ثم تحضن لفترة محددة، ويستتبع قطع ذلك قطع رأس البيضة بما لا يتجاوز عُشر حجمها، ثم يُستخلص البياض ويُنقّى ويُطهّر؛ لضمان نقاوة الفيروس، ثم يُقطع أو يضعف، ليستكمل خطوات الصناعة الصيدلية حتى يكون جاهزًا للحقن.
كيف تعاملت الولايات المتحدة؟
وسرد “السلطان” قصة إنشاء الولايات المتحدة الأمريكية لعدد كبير من مزارع الدواجن في مواقع سرية من أجل إنتاج اللقاحات، بعد تعرض مسؤوليها في أعقاب 11 سبتمبر إلى طرود بريدية تحمل الجمرة الخبيثة، وعدم توفر اللقاح حينها لعدم جدواه اقتصاديًّا.
وعلى إثر ذلك، أنشأت الولايات المتحدة هيئة حكومية على المستوى الفيدرالي لتطوير الأبحاث الحيوية الطبية تحت اسم هيئة البحث والتطوير الطبي الحيوي المتقدم BARDA؛ لتتولى مهام التصدي للتهديدات الحيوية، وإنتاج اللقاحات المناسبة؛ وهو ما تَطَلّب عددًا ضخمًا من مزارع الدواجن في مواقع سرية، يُقَدّر عددها بـ35 مزرعة بتكلفة تجاوزت 44 مليون دولار.
ولفت “السلطان” إلى تعاقد الهيئة الأمريكية مع شركتين تُسابقان الزمن لاكتشاف لقاح لفيروس كورونا المستجد، ثم إنتاجه تجاريًّا بعد موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.