سببان وراء ارتفاع نسبة الوفيات بفيروس كورونا في إيران
أعلنت إيران ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد اليوم الجمعة إلى 34 حالة، بينما بلغ عدد المصابين 388 شخصا فقط، مما يظهر تزايدا طرديا غير متناسب مقارنةً مع الأرقام المعلنة في الصين وفي دول أخرى أصابها الوباء.
ويشكك الكثير من المراقين في الأرقام الرسمية التي يعلنها المسؤولون الإيرانيون، ويقولون إن الأرقام الحقيقية أضعاف ذلك، لكن السلطات تخفي مدى اتساع الكارثة للتستر على سوء إدارتها للأزمة.
ويعزو الخبراء تفشي الفيروس في إيران إلى أمرين أساسيين: الأول هو التعامل الأمني مع الوباء واتخاذ سياسة التعتيم، والثاني هو مخالفة رجال الدين لقرارات إغلاق الأماكن الدينية.
ويتهم مراقبون السلطات الإيرانية بـ”تسييس” قضية تفشي فيروس كورونا من خلال عدم الإعلان عن أولى الإصابات قبل أسابيع، للحيلولة دون التأثير على الانتخابات النيابية التي جرت في 21 فبراير/شباط.
ويؤكد بعض مستخدمي مواقع التواصل أن العديد من الزوار الأجانب لمدينة مشهد الإيرانية كان قد تم تشخيص إصابتهم في بلدان أخرى قبل وصولهم إلى إيران، لكن المسؤولين الإيرانيين يواصلون الإنكار بأن المدينة تعاني من أزمة حادة.
ومشهد هي ثاني أكبر مدينة إيرانية، وهي مقصد سياحي مهم وموطن لضريح “الإمام الثامن” لدى الشيعة الذي يزوره الآلاف يومياً.
كما أن مدينة قم، وهي بؤرة انتشار كورونا في إيران، تعتبر العاصمة الدينية للبلاد، ويزورها آلاف الزوار يومياً، لكن بعض المسؤولين ورجال الدين المتنفذين في المدينة عارضوا بشدة حتى الآن إغلاق “ضريح معصومة” (شقيقة “الإمام الثامن” لدى الشيعة) و”مسجد جمكران” الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى الزوار.
في سياق آخر، أفادت تقارير أن فيروس كورونا قد أصاب 4 نواب بمجلس الشورى الإيراني ومساعد وزير الصحة وسفير سابق، بالإضافة إلى نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة.
وتسود الفوضى في إدارة ملف تفشي فيروس كورونا في إيران، حيث يدلي العديد من المسؤولين الحكوميين بتصريحات متناقضة. وفي بعض الحالات، يطلق مسؤولو الصحة تصريحات تقلل من هول الوباء، تحت ضغوط من هيئات حكومية ودينية متنفذة.
في نفس السياق، كرر الرئيس الإيراني حسن روحاني في تصريحات الأربعاء اتهام من وصفهم بـ”الأعداء” بـ”استخدام كورونا كسلاح” ضد إيران. من جهتها، دعت منظمة الصحة العالمية طهران إلى اعتماد الشفافية بخصوص الأرقام والإحصائيات حول انتشار المرض.
إغلاق الأضرحة
وكان وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي قد أكد الأربعاء أن وزارته تريد إغلاق الأضرحة في المدن الموبوءة، لكنه ذكر أن على وزارته أيضاً الالتزام بقرار اللجنة الخاصة التي شكلت لمكافحة فيروس كورونا والتي لم توافق على إغلاق المؤسسات الدينية.
وتم تشكيل هذه اللجنة في 20 فبراير/شباط، وهي تشمل وزراء الصحة والداخلية والسياحة والنقل والناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء وممثل عن القيادة العامة للقوات المسلحة.
يذكر أن المزارات الدينية تعود بأرباح كبيرة على المؤسسات التي يهمين عليها المتشددون في رأس هرم النظام الإيراني.
يذكر أن بعض رجال الدين المتنفذين كانوا قد دعوا الناس إلى زيارة هذه الأماكن من أجل الشفاء متذرعين بقداسة هذه الأماكن التي ستحمي الزوار، بحسب تصريحاتهم.
لكن في المقلب الآخر، حث العديد من رجال الدين المستقلين الناس إلى الاستماع إلى الأطباء وخبراء الصحة وتجنب التجمعات المكتظة.
وفي ظل تضارب التصريحات الرسمية والتعتيم الرسمي الذي تفرضه “هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية” في إيران، تلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في الكشف عن حقيقة انتشار الوباء في إيران، من خلال بث أخبار وصور ومقاطع تظهر الإصابات المتزايدة بكورونا في مختلف المحافظات.