إمام وخطيب المسجد النبوي : من واجبات الإيمان حفظ اللسان إلا من الخير
تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة عن حفظ اللسان, موصياً المسلمين بتقوى الله عزوجل.
وقال فضيلته: أيها المسلمون نعم الله على العباد لا تحصى وما فيكم من نعمة فمن الله واللسان من النعم العظيمة ولطائف صنع الله العجيبة امتن به على الإنسان فقال (أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ) به العلم والبيان والتكريم لبني آدم قال تعالى (الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ) وكل ما يقول العبد محفوظ في صحائفه وسيلقى به ربه يوم القيامه ولذا أمر الله عبادة بالقول السديد فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا ).
وبين فضيلته أن من واجبات الإيمان حفظ اللسان إلا من الخير قال عليه الصلاة والسلام: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) وامتدح الله عبادة المؤمنين بالأعراض عن اللغو من القول والعمل فقال تعالى (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ), والمسلم من حفظ لسانه وبحفظه تتفاضل منازل العباد .
وأشار فضيلته إلى أن من أعظم آفات اللسان دعاء غير الله وجعله نداً له سبحانه لقوله تعالى (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ), ومن الآفات الاستسقاء بالنجوم والاستعاذة بغير الله التي لا تزيد صاحبها إلا خوفاً وضعفاً , والحلف بغير الله ,قال صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك), والتسخط على الأقدار بالأقوال من أمر الجاهلية, وإقران مشيئة الله سبحانه بغيره, مبيناً ان من أعظم المحرمات القول على الله بلا علم لقوله تعالى (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ). والكذب وشهادة الزور وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات والغيبة وسباب المسلم .
ونبه إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن القاسم أن من آفات اللسان السعي بالنميمة بين الخلق لقوله تعالى (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ),وسباب المسلم فسوق ولعن المؤمن كقتله ومن لعن شيئا ليس بأهل رجعت اللعنة عليه ,والسخرية بالخلق من أنواع الكبائر لقوله تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)