فن وثقافة

«بغداد سنترال».. دراما في 6 حلقات

تعود أحداث المسلسل، المقتبس عن رواية للكاتب إليوت كولا، إلى عام 2003 بعد مرور ستة أشهر على سقوط العاصمة العراقية بغداد في أيدي قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويروي المسلسل قصة مفتش الشرطة السابق محسن الخفاجي الذي يسعى إلى تحقيق العدالة في مجتمع بات خارجاً عن سلطة القانون.

شاهدوا أحداث المسلسل عل STARZPLAY، خدمة مشاهدة الفيديو حسب الطلب الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي قامت بإنتاج المسلسل والتي يعرض حصرياً للمشتركين ابتداءً من 12 فبراير 2020.

 

مقابلة مع ستيفين بوتشارد – كاتب المسلسل

 

كيف شاركت في مسلسل “بغداد سنترال”؟

اتصلت بي كايت هاورد وأعطتني ملخصاً من خمس جمل لكتاب من تأليف إليوت كولا، يحمل الاسم نفسه. ووجدت أن قصة العلاقة بين أب وابنة في بغداد بعد الغزو الأمريكي هي قصة لم نرها من قبل. واخترت أن تكون الرواية مصدراً للإلهام بالنسبة للمسلسل، عوضاً عن الاقتباس الحرفي.

 

ما هي أبرز خطوط القصة؟

تدور أحداث العمل في عالم إجراءات الشرطة في قلب الحرب والظروف السياسية الصعبة، دون أن تطغى هذه العناصر على الدراما الإنسانية الفنية في القصة. أردنا التركيز على العلاقات الأسرية بصفتها حكاية يمكن للناس في كل مكان التعاطف معها، ولا سيما عندما نروي قصة أب يحاول إنقاذ حياة بناته. خفاجي، بطل العمل، ليس بالبطل التقليدي، لكن خطوة واحدة يأخذها تجعله غير قادر على التراجع، مهما كان حجم المخاطر التي تواجهه.

 

يبدو أن الشخصيات النسائية عنصر رئيسي في القصة؟

مروج هي ابنة خفاجي الوحيدة في الكتاب، وسوسن هي ابنة أحد إخوته. لذلك قررنا في المسلسل أن نقدم الشخصيتين بصفتهما ابنتا خفاجي، ولكل منهن قصتها وطموحاتهاالتي تشكل محوراً أساسياً في نسيج العمل. وهنالك أيضاً شخصية أستاذة سوسن، البروفسيورة زبيدة التي تقوم بدورها كلارا خوري. ومن الطبيعي أن يكون العنصر النسائي حاضراً بقوة في العمل، فخلال فترة الحرب كان الرجال غائبين عن أسرهم، وكانت العائلات عرضة لعصابات الحرب والمهربين. ولا شك أنه عند اندلاع أي حرب، فإن أول الضحايا تكون حقوق النساء.

 

ما الذي يميز خفاجي عن شخصيات المحققين في الأعمال التلفزيونية الأخرى؟

خفاجي شرطي سابق ولم يختر الطريق الذي رسمته له أحداث المسلسل، يحاول عيش حياة هادئة بعيداً عن كل ما يحيط به. إلا أن مجريات القصة تجذبه للعودة إلى عمله، فهو قبل كل شيء أب متفانٍ وشجاعته تنبع من حبه اللامتناهي لأسرته وبناته.

 

لاحظنا أن العائلة تتحدث اللغة الإنجليزية فيما بينها. لماذا اخترتم هذا الأسلوب؟

كان هدفنا أن يجمع المسلسل بين اللغتين العربية والإنجليزية، وكان التحدي في اختيار المشاهد المناسبة لكل لغة. لذلك، قررنا أن تتحدث الأسرة باللغة الإنجليزية فيما بينها، وباللغة العربية عندما تخرج إلى المدينة لنشعر بارتباطها بالمجتمع الذي تعيش فيه.

 

مقابلة مع وليد زعيتر (خفاجي)

 

ما الذي جذبك إلى مسلسل “بغداد سنترال”؟ وكيف تصف شخصية خفاجي؟

بدايةً لم أشأ المشاركة في المسلسل؛ كنت قد فقدت والدي قبل فترة قصيرة، لكن وكيل أعمالي كان متابعاً لتطورات “بغداد سنترال” لنحو عامين، وقال لي بأن الشخصية تبدو وكأنها قد كُتبت لي شخصياً. لكنني لم أكن أريد أن أقوم مجدداً بلعب شخصية رجل عربي بلكنة إنجليزية في مسلسل أجنبي، إلى حين قرأت المسلسل مع زوجتي التي شجعتني على المشاركة في اختبارات الأداء، وحينها شعرت بأن المشروع والشخصية مميزان للغاية. لقد كان النص ثرياً والشخصيات مرسومة بدقة وواقعية، الأمر الذي يساعد كل ممثل على تقديم أفضل ما لديه.

 

أما خفاجي، فهو ربما من أكثر الشخصيات المركبة التي قمت بأدائها، فعندما نراه للمرة الأولى، نجده يائساً ومحطماً، لكنه يجد نفسه في مواقف ترغمه على استجماع قواه استناداً إلى حبه لعائلته، وحبه لوطنه. وتتميز الشخصية بالعديد من التفاصيل التي تذكرني بالأسلوب الذي رباني عليه والدي، وقيم الشجاعة والنزاهة والثقة التي غرساها بداخلي. ومن هنا، أصبحت أكثر قدرةً على الارتباط بالشخصية والتماهي فيها.

 

هل تنظر إلى المسلسل وكأنه مشروع شخصي بالنسبة لك؟

بالتأكيد، فأنا رب عائلة وأطفالي هم بعمر بنات خفاجي تقريباً. أحياناً أشعر بأنني لست أفضل الآباء بسبب كثرة سفري وعملي، وخفاجي بدوره يعاني من الكثير من المشكلات التي تبعده عن بناته وخصوصاً بعد وفاة زوجته وابنه خلال فترة قصيرة، لتتداعى قواه النفسية والجسدية. وهذا الصراع مع الألم في مثل هذه الحالات هو أمر شخصي جداً بالنسبة لي.

 

لقد عانت عائلتي من مرارة الحرب والفقر والضائقة المالية، وتم طردنا من منازلنا إبان غزو صدام للكويت عام 1990. ولدت في ساكرامنتو، وترعرعت في الكويت من سن الخامسة إلى أن أصبحت في التاسعة عشرة من عمري، حيث عدت إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة في الجامعة، وعندما عدت إلى الكويت لحضور خطبة أخي، حدث غزو صدام، وتم إغلاق الحدود من السعودية، مما اضطرنا إلى السفر بصحبة عائلتي، وجدتي التي كانت تبلغ من العمر 93 عاماً، إلى الأردن. أمضينا ثلاثة أيام على الطريق، لكننا نجحنا في الوصول. وفي تلك المرحلة، أعتقد بأن براءة الطفولة والشباب ذهبت مني لأجد نفسي في مواجهة واقع العالم الذي نعيش فيه اليوم.

 

كيف تتوقع تأثير”بغداد سنترال” على جمهور اليوم؟

الموضوع الجيد، والعمل الجيد الذي يتواصل مع الجمهور على مستوى عاطفي وفكري، يصل دائماً إلى المشاهدين، وهذا حول الحال بالنسبة لـ “بغداد سنترال”. وفي ضوء ما يحدث في العالم اليوم، أعتقد أن المشاهد سيتعاطف مع قصة حول الوطن، وفقدان الوطن، أينما كان وأياً كانت جنسيته أو خلفيته الثقافية.

 

هل يمكن لشخصية خفاجي أن تصبح من شخصيات المحققين الشهيرة على شاشات التلفزيون؟

أعتقد ذلك. فأحداث المسلسل تدور حول عائلة عربية مسلمة، وتركز على الصراعات الداخلية التي تنجم عن الحب والخسارة، وهي مشاعر إنسانية بحتة. كما يستند”بغداد سنترال” على قيم الولاء والأخلاق والشجاعة الحقيقية، في إطار الظروف المعقدة التي كانت تمر بها المنطقة خلال تلك الحقبة. أحب الأعمال التي تكون الشخصية الرئيسية فيها غير مثالية، بل ومليئة بالمشكلات والصراعات الإنسانية العميقة، لكنها تتميز في الوقت ذاته بالنزاهة. ويرغب المشاهدون في كل مكان برؤية نسخة أفضل عن ذواتهم، وهو جوهر ما يقدمه الفن بشكل عام.

 

مقابلة مع جولي نمير (مروج)

 

ما الذي جذبك إلى مسلسل “بغداد سنترال”؟

بالنظر إلى كوني ممثلة من جنوب لندن، ولكون والديّ من مصر وولدت في ديفون، كانت آخر أربعة أدوار لعبتها لشخصيات لاجئين. وأعطاني “بغداد سنترال” فرصة سبر أغوار شخصية ليست نمطية على الإطلاق، وتخطي الإطار الذي وجدت نفسي فيه في أعمالي السابقة، مما سيعطي مسيرتي الفنية بعداً أكثر تميزاً وتنوعاً.

 

تعاني شخصية مروج من مرض في الكلى- فما هو مدى اتكالها على والدها خفاجي، الذي يقوم بدوره وليد زعيتر؟

تعاني مروج من المرض منذ سن مبكرة ليصل بها الحال إلى الفشل الكلوي الذي يتطلب إما الحصول على علاج غسيل الكلى أو الموت. ولكن المفارقة هي أن مروج تتعامل مع والدها بصفته ابن لها، فهي أكثر حكمة ووعياً من سنها، وشخصيتها قوية وقادرة على مواجهة الصعاب. وكل شخصية في “بغداد سنترال” تعبّر عن شيء ما، ومن وجهة نظري، فإن مروج هي تجسيد حقيقي لمفهوم الشجاعة.

 

كيف تصفين علاقة مروج بشقيقتها سوسن، التي تلعب دورها ليم لوباني؟

الشخصيتان مختلفتان للغاية. مروج منغلقة على ذاتها، على عكس شقيقتها سوسن التي على الرغم من كونها أكبر سناً، إلا أنها أقل تعقلاً  وأكثر اندفاعاً من مروج التي تعتمد على ذكائها وفطنتها في حياتها. وترتبط الأختان بعلاقة وثيقة، على الرغم من الأسرار التي تخفيها كل منهما والتي تكشفها أحداث المسلسل.

 

ما هي أحلام وطموحات مروج؟

لقد فقدت مروج والدتها وشقيقها في عمر صغير، وأصبحت بمثابة الأم لوالدها، وهي تضع الآخرين من حولها في المقدمة وتوليهم الأولوية على نفسها. وحتى عندما تبدأ التفكير بتغيير حياتها، فإن السبب هو رغبتها في جعل حياة عائلتها أكثر راحةً.

 

كيف تصفين العمل مع وليد زعيتر، الذي يقوم بدور والدك في المسلسل؟

كان العمل مع وليد رائعاً، والانسجام بيننا كبيراً، فكلانا يعتمد نفس المقاربة لفن التمثيل التي تبدأ بالإحساس قبل الأداء. وإذا ما أدى مشهداً أمامي، أشعر بأنني قادرة على الاستجابة لما يقدمه. لقد تعلمت منه الكثير، وأتطلع قدماً ليرى الجمهور هذه العلاقة المميزة على الشاشة بين شخصيتينا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى