مدينة «بخارى» عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2020
تعتبر مدينة بخارى من أقدم مدن العالم، حيث تتمتع بالمعالم التاريخية الأثرية القديمة، وفي العام 1997م، تم الاحتفال بمرور 2500 سنة لتأسيس المدينة على مستوى دولي.
لقد ورد اسم بخارى أول مرة من قبل المؤرخ «نرشخي» في القرن التاسع الميلادي، حسب كثير من المؤرخين وعلماء اللغة يرجع مصطلح «بخارى» إلى كلمة سنسكريتية «وخارى» حيث تعني «قلعة»، كما سميت المدينة في القدم بكلمتي «نوميجكات» و»فخيرة» أيضا، لقد كانت بخارى في القرون الوسطى مركزاً للحرفيين والتجارة حيث كانت تصدر المنتوجات إلى دول آسيا وأوروبا، وكان العرب يسمون بخارى بمدينة التجار أو مدينة الصفرية أي مدينة النحاس، وفي العام 1996م أعلنت اليونسكو إدراج مدينة بخارى إلى قائمة التراث الثقافي العالمي وحمايتها.
لقد عاش في قلعة (أرك) أمراء من الأسرة الحاكمة، وأبدع فيها العلماء العظماء والشعراء والفلاسفة الذين تركوا تراثها ثمينا للأجيال القادمة، وفي القرون الوسطى عندما ازدهرت حضارة بخارى عاش في قلعة (أرك) كل من رودكي، وفردوسي، وأبوعلي ابن سينا، والفارابي، وعمر خيام وغيرهم. كتب ابن سينا عن تلك الفترة ما يلي: (لقد وجدت في المكتبة هنا كتبا لم أعثر على مثلها من قبل ولا من بعد حيث اطلعت عليها وكشفت أسرار العالم).
كان استقلال جمهورية أوزبكستان (31 أغسطس 1991م) ويوم الاستقلال (1 سبتمبر 1991م) وانضمام أوزبكستان إلى منظمة الأمم المتحدة (2 مارس 1992م) وإعلان مدينة طشقند في العام 2007م عاصمةً للثقافة الإسلامية وغيرها من الأحداث التاريخية، وعلاوة على ذلك نحن شهدنا أن مثل هذه الأحداث المهمة والمعترفة عالميا أصبحت اليوم حدثا تاريخيا وثقافيا للشعب الأوزبكي الحبيب.
وتدرج بخارى ضمن المدن القديمة التي أرست أسس للعلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية والدبلوماسية.
كما أنها تحتل مكانة خاصة منذ القدم في تنمية الحضارة الإنسانية ولا سيما الحضارة الإسلامية. لقد اعترف العالم والمنظمات الدولية بالمساهمة القيمة التي ساهم بها أجدادنا الأفذاذ في تطوير المجالات العديدة للعلوم والفنون والثقافة.
وخلال الاجتماع التاسع لوزراء الثقافة للدول الإسلامية الذي عقد في باكو فإنه تم اختيار كل من مدن بخارى (أوزبكستان) والقاهرة (مصر) وباماكو (مالي) عواصم للثقافة الإسلامية في العام 2020م، إن إعلان مدينة بخارى من قبل المنظمة عاصمة للثقافة الإسلامية يعتبر دليلا آخر لمساهمتها وعلمائها الذين انحدروا منها خلال القرون العديدة في الحضارة الإسلامية.