تزامنًا مع اليوم العالمي للصحة النفسية.. باحث يدعو للاهتمام بقضايا سلامة المرضى
يحتفل العالم اليوم “الثلاثاء” باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف العاشر من أكتوبر من كل عام؛ وذلك بهدف التوعية بقضايا الصحة النفسية. وفي هذا الصدد دشن ناشطون على تويتر وسم #اليوم_العالمي_للصحة_النفسية، شاركوا فيه بتغريدات عن الاكتئاب وطرق علاجه والوقاية منه.
وشدَّد الباحث والمدرب في سلامة المرضى سلطان المطيري على أهمية تحقيق مظاهر سلامة المرضى في مستشفيات الصحة النفسية؛ وذلك بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف اليوم العاشر من شهر أكتوبر.
وقال المطيري : “لا تخلو مستشفيات الصحة النفسية في دول العالم من قضايا سلامة المرضى، التي نتج منها أضرار خطيرة ووفيات بأعداد كبيرة؛ سبَّبت الألم النفسي للمرضى وذويهم، إضافة إلى الألم الجسدي للمرضى”.
وبيَّن أن قضايا سلامة المرضى في مستشفيات الصحة النفسية تختلف نوعًا ما عن قضايا سلامة المرضى في المستشفيات العامة.
وأردف بأن قضايا سلامة المرضى التي تحدث في مستشفيات الصحة النفسية تشمل الانتحار، وهروب المرضى النفسيين من المستشفيات، والعدوى المرتبطة بالرعاية الصحية والأخطاء الدوائية، والموت بسبب تقييد المرضى، والاعتداء على المرضى، سواء من المرضى الآخرين أو العاملين، وسقوط المرضى على الأرض.
وأضاف: هناك قضية أخرى متعلقة بحقوق المرضى، هي انتهاك خصوصية المرضى، مثل استحمام المرضى أمام المرضى الآخرين أو العاملين. أيضًا تنفيذ الإجراءات التشخيصية أو العلاجية التي تتطلب موافقة المرضى أو أقاربهم؛ إذ إن تنفيذ هذه الإجراءات بدون موافقة مسبقة نظرًا للحالة العقلية للمريض يعتبر مخالفة لحقوق المرضى وعائلاتهم؛ إذ ينبغي الحصول على موافقة أقرب قريب للمريض لتنفيذ مثل هذه الإجراءات.
وشدد على أهمية العمل على تطبيقات سلامة المرضى، مثل توفير البيئة الصحية الآمنة، مع التأكد من خلوها من الوسائل المساعدة، التي قد يستخدمها المرضى في الانتحار. أيضًا إنشاء أرضيات خشنة الملمس لمنع انزلاق المرضى وسقوطهم. كما ينبغي وجود وسائل الترفيه، التي تعتبر عنصرًا مهمًّا في العلاج النفسي.
كما نوه بأهمية استخدام أجهزة البصمة للتعرف على المريض الصحيح؛ وذلك لأن المريض النفسي قد يُخرج السوار الموجود في معصم اليد، الذي يحتوي على اسمه ورقم ملفه. مشيرًا إلى أن هذا السوار له دور كبير في حماية المرضى من الأخطاء الطبية القاتلة، من خلال معرفة المريض الصحيح قبل تنفيذ الإجراءات التشخيصية أو العلاجية.
وأردف: يجب التأكد من وجود حراسات أمنية لمنع المرضى من الهروب؛ إذ قد يؤذي المريض نفسه أو الآخرين بعد هروبه من المستشفى.
واختارت منظمة الصحة العالمية موضوع الاكتئاب للحديث عنه في اليوم العالمي للصحة النفيسة هذا العام 2017، وذلك تحت عنوان “دعونا نتحدث عن الاكتئاب”.
وأشارت المنظمة إلى أن الاكتئاب من المشاكل النفسية الخطيرة؛ إذ إنه قد يصيب جميع الفئات العمرية، ويؤثر بقدر كبير على تمكُّنهم من إنجاز حتى الأشياء البسيطة اليومية في حياتهم، وفي حالات أخرى قد ينتهي بالشخص إلى مصير خطير، قد يكون الانتحار الذي هو الآن السبب الرئيسي الثاني للوفاة في العالم بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عامًا، أو التوجه إلى حياة الجريمة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أنه من الممكن الوقاية من الاكتئاب، كما أنه من الممكن علاجه أيضًا، وذلك عبر فهم هذه المشكلة النفسية بشكل أفضل، ومعرفة الأسباب التي كانت وراء حدوثها؛ الأمر الذي سيفضي إلى زيادة عدد من يسعون من المصابين به إلى الحصول على المساعدة في علاجه.
كما أوضحت المنظمة عبر موقعها الرسمي أن الاكتئاب ليس علامة على الضعف، وأنه من الممكن الوقاية من الاكتئاب وعلاجه بفاعلية عبر التحدث عنه من قِبل المصاب، والاعتراف به لمن يثق بهم المريض.. ويُعد هذا أول خطوة على طريق الشفاء منه، أو أخذ الأدوية المضادة له، وأحيانًا يكون عبر استخدام كلا العلاجين معًا.
يُشار إلى أن الاكتئاب مرض يجعل المصاب به دائم الشعور بالحزن، ويُفقده الاهتمام بالأنشطة والأعمال والأمور التي يمارسها الشخص بالعادة، والمصابون به يُظهرون العديد من الأعراض، أهمها: فقدان الطاقة، تغير الشهية، النوم فترات أطول أو أقصر، القلق، انخفاض معدل التركيز، التردد، الاضطراب، الشعور بعدم احترام الذات أو بالذنب أو باليأس، وأخطر هذه الأعراض هو التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.