ترحيب حذر من المحتجين العراقيين بقرار رفض تكليف العيداني
أبدى محتجون بالشارع العراقي اليوم ترحيبًا حذرًا بقرار الرئيس العراقي برهم صالح رفض تكليف مرشح (كتلة البناء) أسعد العيداني برئاسة الوزراء وتشكيل حكومة جديدة.
وطغت بوادر الترحيب بالقرار على المشهد في ساحة التحرير التي تمثل معقل الاحتجاجات في بغداد حيث رفع ناشطون لافتةً كبيرة عليها صورة الرئيس العراقي ومكتوبًا عليها “شكرًا برهم على وقوفك مع مطالب الجماهير وعدم الاستجابة لمرشحي الاحزاب الفاسدة “.
وكتب المحتجون على اللافتة كذلك “ادعم مرشحًا تنطبق عليه شروط الثوار في ساحة الاعتصام فنكون معك، والا فأنت عدونًا “.
وفي الوقت الذي لم يقم المحتجون بأي نشاط بارز في الشارع وساحات الاعتصام، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة لتبادل وجهات النظر والإعراب عن الآراء.
ونظم ناشطون وصفحات عراقية تحظى بمتابعات كبيرة على موقعي (فيس بوك) و (تويتر) استفتاءات حول قرار الرئيس العراقي كشفت عن ترحيب كبير بالقرار وبنسب عالية، فيما نشر آخرون تغريدات تشيد بالقرار وتثني عليه.
وبالتزامن مع ذلك تواصلت الاعتصامات وفقًا لشهود عيان في بغداد ومحافظات وسط وجنوبي البلاد لتأكيد رفض العيداني والمطالبة بتكليف مرشح مستقل بمنصب رئاسة الحكومة المقبلة.
وكانت المواقف السياسية تباينت كذلك بين الترحيب والرفض إذ رحبت كتل سياسية مهمة مثل سائرون والنصر والوطنية بالقرار، بينما عده تحالف البناء الذي رشح العيداني خرقًا دستوريًا.
وكان الرئيس العراقي أعلن أمس الاعتذار عن تكليف العيداني برئاسة الوزراء بعد التعثر في التوصل إلى توافق بشأنه في ضوء تصعيد الاحتجاجات الشعبية.
وأشار صالح في بيان رسمي وجهه لمجلس النواب (البرلمان) إلى مادتين بالدستور تلزمان الرئيس بالمحافظة على استقلال العراق وسيادته ووحدته وسلامة أراضيه وتكليف مرشح الكتلة النيابية الأكثر عددًا لتشكيل مجلس الوزراء من دون أن يكون له حق الاعتراض.
ودخلت الاحتجاجات العراقية غير المسبوقة شهرها الثاني متسببة في تغييرات كبيرة بالمشهد السياسي إذ أطاحت بالحكومة الاتحادية ودفعت البرلمان لإلغاء مجالس المحافظات فضلًا عن تشكيل مفوضية انتخابات جديدة من القضاة وإقرار قانون انتخابات جديد ينهي هيمنة الأحزاب الكبيرة