منوعات

نقص الكفاءات في الأمن السيبراني مستمرّ بتأثيره على قدرة المؤسسات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على مواجهة التهديدات السيبرانية

كشف رأي صادر عن بوز ألن هاملتون أن جيل الألفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يمتلك الإمكانيات لحل مشكلة النقص الكبير الحاصل في مجال الكفاءات الإلكترونية في المنطقة في حال أدرك القطاع إمكاناتهم واستفاد منها.

على الصعيد العالمي، أشارت دراسة حول القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني لعام 2018 الى نقص بلغ حجمه 2.9 مليون متخصص في مجال الأمن السيبراني. وتبرز هذه الفجوة أيضا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حيث تفتقر المؤسسات في بعض الأحيان إلى فهم متطلبات الأمن السيبراني، فيما تجد الشركات صعوبة في دعم الموظفين الجدد بالتدريب اللازم بينما يصعب العثور على الكفاءات المؤهلة. ولكن نظرا لكون المنطقة تضمّ نسبة كبيرة من المجتمعات الشابة في العالم وأعلى معدلات بطالة الشباب فيها، تبرز فرصة هائلة لإشراك جيل الألفية بشكل أفضل في القوى العاملة الإلكترونية.

وقال سهيل مقدّم، نائب الرئيس التنفيذي في بوز ألن هاملتون: “تشير بيانات البنك الدولي إلى أن جيل الألفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يشكّل حوالي ثلث إجمالي السكان وأكثر من 50 في المائة من القوى العاملة. لذا، هناك فرصة كبيرة لتسخير الإمكانات غير المستغلة لهذا الجيل. علاوة على ذلك، باعتبارهم من أبناء زمن الرقمية، يتمتع العديد منهم بالذكاء التكنولوجي بنسبة عالية مما يؤهلهم للتأقلم والتطوّر بسرعة في مهنة مرتبطة بالأمن السيبراني مع تدريب مناسب ومستمرّ أثناء فترة عملهم”.

كما أظهرت الأبحاث أن مهنة الأمن السيبراني تتماشى مع الدوافع المهنية لجيل الألفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك القدرة على التعلّم المستمر وضمان حياة مهنية ناجحة، ولطالما عرفت بكونها تركّز بشكل رئيسي على التطوير المهني المستمر مع تقديم شهادات قيّمة في القطاع، وتوفير أعمال جذابة تتطور لمواكبة بيئة التهديد المتغيرة باستمرار، وفرص التقدم الوظيفي، والرواتب العالية.

الفرص والمحفزات الوظيفية قائمة، لكن عملية الإعداد والمشاركة بشكل أفضل ستحتاج وقتا طويلا لجذب شباب الألفية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للانضمام إلى القوى العاملة في مجال الأمن السيبراني في المستقبل. هناك حاجة لتضافر الجهود لتصميم حملات توعية إلكترونية موجّهة لتعزيز قيمة الموظف في مجال الأمن السيبراني وجذب جيل الألفية من خلال التعاون بين الحكومات وأرباب العمل والأوساط الأكاديمية.

توصي بوز ألن بإطلاق مبادرات استراتيجية لجذب وتطوير جيل الألفية لمهنة الأمن السيبراني. ويشمل ذلك تطوير برنامج متكامل مع العديد من المعنيين، من ضمنهم الحكومات وأرباب العمل والأوساط الأكاديمية ودعمه بنموذج مهني احترافي وإطلاق عملية توظيف قائمة على الدافع وبناء قدرات القوى العاملة.

في العام 2018، تعاونت بوز ألن هاملتون مع الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة لإطلاق Kaizen Arabia، وهي مسابقة في الأمن السيبراني، هدفها تطوير الكفاءات المحلية في المجال السيبراني في المملكة العربية السعودية وفق أعلى المعايير.

وتقوم المملكة أيضا بمبادرة لتشجيع المزيد من الطلاب للعمل في مجال الأمن السيبراني. وكانت Fortinet، الشركة الرائدة عالميا في مجال الأمن السيبراني العريض والمتكامل والآلي، أعلنت أن جامعة تبوك ستكون أول مؤسسة تربوية في المملكة العربية السعودية تعتمد برنامج أكاديمية أمن الشبكة من Fortinet، والمصمّم لتطوير وتدريب خبراء الأمن السيبراني لإدارة التهديدات الجديدة والمتقدّمة في المجال السيبراني.

وقال زياد نصرلله، مدير مشاريع لدى بوز ألن هاملتون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “عند التخطيط للمستقبل، ينبغي على أصحاب العمل تحديد احتياجاتهم من القوى العاملة وفقا للمخاطر والقابلية للتطبيق، وتصميم قيمة الموظف، واعتماد استراتيجية “التوظيف والتدريب” لدفع تنمية قدرات الأمن السيبراني. كما يمكن للأوساط الأكاديمية أيضا تصميم مناهج دراسية للأمن السيبراني متعددة التخصصات، وتعزيز الروابط بين الطلاب وأرباب العمل وتقديم التدريب الاختباري على الأمن السيبراني. هذه الاجراءات من شأنها أن تضمن أن تكون المهن المتخصصة في المجال السيبراني من الأولويات لدى المتخصصين في بلدان الخليج العربي”.

كل شخص لديه مسؤولية مشتركة للتواصل مع جيل الألفية في مهنة الأمن السيبراني لسد الفجوات الحرجة في القوى العاملة. على الرغم من توفر وظائف الأمن السيبراني ومواءمة مهنة الأمن السيبراني إلى حد كبير مع الدوافع المهنية الألفية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن المرحلة التالية هي إعدادهم للمسؤوليات الوظيفية المطلوبة لمهنة الأمن السيبراني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى