الجامعة العربية تحتفي باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
نظمت جامعة الدول العربية اليوم، في مقرها بالقاهرة فعالية تضامنية بمناسبة “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني”، الذي أقرّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1977 ليكون يوماً عالمياً لتأكيد التضامن مع جميع حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها “القدس”.
وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته خلال الفعالية والتي ألقاها نيابة عنه مندوب فلسطين الدائم بالجامعة العربية، السفير دياب اللوح، أنه حان الوقت لاتخاذ تدابير عملية تحمي الشعب الفلسطيني وتمكنه من ممارسة حقه في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله على أرضه المحتلة منذ العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وطالب “أبو مازن” بضرورة أن تقوم دول العالم التي تؤمن بحل الدولتين وتعترف بدولة إسرائيل أن تقوم أيضًا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود العام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، لافتا إلى أن القانون الدولي هو حجر الأساس للمنظومة الدولية، ولا يحتمل الازدواجية والتحريف، فالتعامل مع إسرائيل بوصفها دولة فوق القانون يشجعها على الاستمرار في التصرف كدولة خارجة عن القانون.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير سعيد أبو علي، مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية وإصرارها على الالتزام بقضية الشعب الفلسطيني، ومواصلة الدفاع عن حقوقه، ودعم استعادة حريته ورفع الظلم التاريخي الذي يتعرض له.
وأشار إلى أن السنوات الأخيرة شهدت تحركاتٍ من قبل الإدارة الأمريكية قيل إنها تهدف لتحقيق السلام، ولكن تبين أن هذا “السلام المزعوم” ليس سوى انعكاس لرؤية اليمين الإسرائيلي في فرض الحل على الفلسطينيين وتثبيت واقع الاحتلال، بل وشرعنته.
وأدان “أبوالغيط” التغيير المؤسف في الموقف الأمريكي تُجَاه القضية الفلسطينية والذي من شأنه أن يدفع جحافل المستوطنين الإسرائيليين إلى ممارسة المزيد من العنف والوحشية ضد السكان الفلسطينيين، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية سيظل احتلالاً مرفوضاً ومداناً من العالم أجمع، والاستيطان يظل استيطاناً وهو باطلٌ من الناحية القانونية، بغض النظر عن أية مساعٍ لتبييض وجه الاحتلال أو إضفاء شرعية زائفة عليه.
من جهته، دعا مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية، السفير علاء رشدي، في كلمته خلال الفعالية، إلى ضرورة اتخاذ وقفة حازمة وموقف صُلب يؤكد استمرار تماسك الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا تعهد مصر باستمرار عملها الجاد والدؤوب، بعيدًا عن المزايدات لتوحيد الصف الفلسطيني تحت قيادته الشرعية، لتجاوز جميع التحديات والمخاطر.
ووجه “رشدي” رسالة إلى ضمير المجتمع الدولي بحتمية تحمل المسؤوليات التي قبلها على عاتقه باستمرار تقديم جميع أشكال الدعم والحماية للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة ومنع استهداف المدارس والأطفال والبنية التحتية.
كما أكد سفير العراق لدى مصر والمندوب الدائم بجامعة الدول العربية، السفير أحمد نايف الدليمي، في كلمته، أن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 لا بديل له ويمثل حلًا عادلًا للقضية الفلسطينية يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وحذر من بقاء المجتمع الدولي مكتوف اليدين، منبهًا إلى أن النتيجة ستكون وجود دولة فصل عنصري تتحكم بمصير الملايين الذين سيحرمون بالظلم والقمع من حقوقهم الأساسية وحقهم في العيش بحرية ومساواة.