مجلس التعاون يعقدون اجتماعهم السادس والثلاثين
عقد أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في مسقط اليوم الأربعاء الموافق 16 أكتوبر 2019م، اجتماعهم السادس والثلاثين برئاسة معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية في سلطنة عمان، ومشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني.
وفي بداية الاجتماع ألقى معالي وزير الداخلية في سلطنة عمان كلمة قال فيها إن اجتماع اليوم يأتي لمواصلة الجهود المخلصة في تعزيز الأمن الخليجي المشترك، ورغبة في مواصلة التشاور من أجل توحيد هذه الجهود حفاظا على ما تنعم به دول مجلس التعاون من أمن ومكتسبات تنموية مزدهرة في ظل أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، حفظهم الله ورعاهم، مشيدا بنتائج اجتماع وكلاء وزارات الداخلية بدول المجلس المنعقد في مسقط يوم الأثنين 14 أكتوبر2019م للتحضير لهذا الاجتماع.
كما ألقى معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في دولة الكويت الشيخ خالد الجراح الصباح كلمة قال فيها إن اجتماع اليوم يأتي امتدادا لاجتماعات وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون المتجددة لتدارس الشأن الأمني، وتعزيز سبل التعاون والتنسيق في ظل ظروف إقليمية بالغة التعقيد، مثمنا استشعار هذه التحديات من أصحاب المعالي الوزراء من منطلق أن المصير واحد والأهداف مشتركة، مؤكدا موقف دولة الكويت الثابت والراسخ في الوقوف إلى جانب المملكة العربية السعودية في تصديها للأخطار الإقليمية، والدفاع عن مقدراتها وحماية منشآتها.
وأضاف أن دول مجلس التعاون قطعت شوطا كبيرا في محاربة الإرهاب وحماية دولها من شروره وأخطاره، وأن الجهود مازالت مستمرة للتصدي له، مؤكدا أن المستجدات تقتضي تعزيز التعاون والتكامل الأمني في حماية منشآت دول المجلس الحيوية حفاظا على المقدرات الرئيسية لشعوبها، منوها الى أن الجرائم الالكترونية المتنامية الناتجة عن سوء استخدام التقدم التكنولوجي من قبل التنظيمات الإجرامية والجماعات الإرهابية تستلزم ضرورة التوعية الأمنية بشأنها ومكافحتها والتصدي لها.
كما ألقى معالي الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية في مملكة البحرين كلمة أكد فيها المكانة المرموقة التي احتلتها دول مجلس التعاون في ظل سياسة الاستقرار الحكيمة والوازنة لقادة دول مجلس التعاون، وبما أنعم الله عليها من مقومات عديدة، وثروات حضارية وإنسانية واقتصادية، وهي مرتكزات ساهمت في استقرار المنطقة، وتوفير البيئة الاقتصادية والصناعية التي تتمتع بها دول مجلس التعاون.
وأشار معاليه الى عدد من التحديات التي فرضت نفسها على الساحة الأمنية، منها التحديات الناتجة عن سوء استغلال التقنيات والأسلحة الحديثة، مثل الصواريخ الباليستية، والطائرات والغواصات الموجهة، والهجمات السيبرانية، فضلا عن الإشاعات المضللة والإعلام الموجه الذي يستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في دول مجلس التعاون، مؤكدا أن هذا التحديات تتطلب مراجعة الأولويات الأمنية لتقوية متانة المظلة الأمنية الشاملة في دول المجلس، وما يترتب على ذلك من تطوير للأجهزة والمنظومات الأمنية للعمل بالسرعة والكفاءة الأمنية اللازمة.
وألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية كلمة قال فيها إن اجتماع اليوم ينعقد وسط ظروف حرجة، ومهددات إرهابية وأمنية خطيرة، وتدخلات خارجية تستهدف في المقام الأول إثارة الفوضى والفتنة والتدخل في شؤون دول المجلس الداخلية، مما يضعنا أمام مسؤولية مضاعفة لدرء الأخطار المحدقة بأوطاننا وشعوبنا، مؤكدا وقوف المملكة العربية السعودية مع دول مجلس التعاون في الحفاظ على السيادة والاستقرار والأمن الخليجي المشترك.
وأوضح سموه أن انعدام الأمن والاستقرار في مواقع كثيرة من العالم والتي أدت الى تزايد موجات العنف والإرهاب وانتشار الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، تستلزم اتخاذ التدابير الفعالة لحماية أمن دول المجلس، وتفعيل الإستراتيجيات والاتفاقيات والقرارات ذات الصلة الصادرة من مؤسسات العمل الخليجي المشترك للحفاظ على أمن واستقرار دول المجلس.
ثم ألقى الأمين العام لمجلس التعاون كلمة أكد فيها أن هذا الاجتماع دلالة أكيدة على الحرص المعهود لأصحاب السمو والمعالي الوزراء واهتمامهم الكبير، بتعزيز العمل الأمني الخليجي، وتقوية مؤسساته وتطوير مخرجاته، وضرورة العمل الجاد المتواصل لحماية أمن دول المجلس واستقرارها والحفاظ على مصالح مواطنيها والمقيمين فيها.
وأضاف أن أصحاب السمو والمعالي برهنوا، بجهودهم الحثيثة ومساعيهم المخلصة، أن أمن واستقرار دول المجلس هو أولوية قصوى، لن يسمح لأي جهة أو تنظيم اجرامي أو ارهابي أن يمسه، وأن دول المجلس سوف تظل بعون الله ورعايته، وبفضل توجيهات قادتها الميامين، وعملكم الدؤوب، وتضحيات رجالها البواسل، وإخلاص أبنائها الأوفياء، حصنا حصينا للأمن والأمان والاطمئنان، وواحة للخير والعطاء والازدهار.
وأشاد الأمين العام بالتعاون الأمني المشترك بين دول المجلس، وما وصل اليه من تقدم كبير، وما حققه من نتائج ايجابية، تمثلت في ما أظهرته الأجهزة الأمنية من كفاءة واقتدار في محاربة الجريمة، و مكافحة الارهاب وتنظيماته المجرمة، مما كان له أبلغ الأثر في ما حققته دول المجلس من انجازات مهمة وسمعة مرموقة اقليميا ودوليا.
كما أشاد معاليه في كلمته بالجهود الحثيثة التي قامت بها الأجهزة المختصة في المملكة العربية السعودية للتعامل، بكل جدارة وكفاءة، مع حادث الاعتداء الارهابي التخريبي المدان من المجتمع الدولي، والذي استهدف المنشآت النفطية التابعة لشركة أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص، مما مكن المملكة من معاودة ضخ النفط في وقت قياسي، والمحافظة على امدادات الطاقة العالمية.
وفي ختام الجلسة قام معالي وزير الداخلية العماني والأمين العام لمجلس التعاون بتكريم الفائزين بجائزة الأمير نايف للبحوث الأمنية لعام 2017م وأعضاء هيئة الجائزة السابقين.