عام

إيران على صفيح ساخن

تواصل إيران مد أذرعها الخفية في اليمن من خلال سعيها الدؤوب لتشكيل الهلال الشيعي الذي تقف السعودية حصناً منيعاً في مواجهته، ولكنها لم تكتف بذلك، فالحرب بالوكالة التي تدعم من خلالها إيران المنظمات الإرهابية كالحوثيين في اليمن بالسلاح والعتاد تجاوزت مرحلة الصراع على أرض الغير، إذ أثبتت هذه المنظومة فشلها بعد عاصفة الحزم التي وضعت حداً للتمدد الإيراني الذي كان متواصلاً بسهولة فأعاقته وعطلت هذه المسيرة وأكدت استحالة تطبيق ذلك في ظل وجود مملكة قوية وقيادة ترفض كل مخططات إيران في المنطقة.

تجاوزت إيران الخطوط الحمراء وواصلت استخدام نبرة الاستعلاء من خلال استهداف المنشآت الصناعية على أراضي المملكة وكل الدلائل تشير إلى أن الهجوم انطلق من الأراضي الإيرانية، رغم إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجوم فقد أكدت وزارة الدفاع من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته بأن الأسلحة المستخدمة ذات تقنيات إيرانية سواء على صعيد التصنيع أو التطوير وهذا ما يرجحه الجميع ولكن وبرغم وجود معطيات كثيرة عن انطلاق الهجوم من إيران، إلا أن وزارة الدفاع لم تستبق نتائج البحث والتحقيق التي تجريها حتى إذا ما صار الإعلان بشكل رسمي كان مرفقاً بالأدلة الدامغة على تورط إيران بشكل لا يدع مجالاً للشك ذاك بدوره يشير إلى أمور قد تقلب كل المعادلات فمعنى انطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من الأراضي الإيرانية يعتبر بمثابة خرق لقواعد الاشتباك وقد يصل حد اعتباره إعلان حرب على المملكة ما يستوجب رداً قاسياً يخشى الجميع أن يغير خريطة المنطقة.

الهجوم الذي استهدف مصافي النفط في بقيق وخريص لم يأتِ عبثاً، إنما هو لضرب قوة اقتصاد المملكة وعصب إنتاجها النفطي وهذا الأمر يهدد كل دول المنطقة والعالم أيضاً، فأسعار النفط قد تقفز لأعلى معدلاتها منذ سنوات طويلة لولا مقدرة المملكة على توفير العجز لأحدث هذا الهجوم أزمة دولية يصعب الخروج منها ولكن تأكيد المملكة على عودة الإنتاج النفطي كما كان بعيداً عن الحاجة للمخزون الاحتياطي وذاك الأمر بأسرع وقت طمأن دول العالم على مصالحهم ولكن يبقى السؤال هل تقف إيران عند هذا الحد؟

الرئيس الأمريكي أرسل وزير خارجيته لبحث المسألة مع السعودية وفي هذا دليل واضح على أن الأزمة تتعدى حدود المنطقة إنما تضرب مصالح الدول مجتمعة في المنطقة، يأتي هذا بعد تأكيد ترمب دعمه للسعودية في أي حرب أو صراع قد ينشأ في المنطقة، فلطالما كان التحالف قوياً بوجود السعودية التي تعد ركيزة أساسية في اقتصاد العالم باعتبارها أكبر مصدري النفط وأحد أعضاء أوبك الذين يحفظون توازن الاقتصاد في العالم.

إن التوقعات تشير إلى أن إيران تواصل عنجهيتها وعدوانها ما يلزم الجميع بوضع حد لتغولها في مصالح دول العالم، صحيح بأن لا أحد يسعى لحرب في المنطقة من شأنها أن تقلب الأمور رأسا على عقب، ولكن من يستطيع الوصول لحل سياسي مع إيران في ظل استمرار سياساتها العدائية تجاه كل دول المنطقة، فالأمر أصبح مرهوناً بممارسات إيران التي قد تلزم المملكة برد قوي وقاسٍ بمشاركة حلفائها يضع إيران في زاوية تحتاج لسنوات طويلة كي تخرج منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى