مال واعمال

السعودية تشهد أعلى قيمة لصفقة سابك بـ 72,5 مليار دولار

أصدرت شركة ميرجرماركت (Mergermarket)، الشركة الرائدة في مجال توفير بيانات ومعلومات صفقات الاندماج والاستحواذ، بحثاً جديداً يظهر أن المملكة العربية السعودية شهدت قفزة ملحوظة في حجم وقيمة عمليات الاندماج والاستحواذ (14 صفقة بقيمة 72.6 مليار دولار أمريكي) خلال النصف الأول من العام 2019، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى صفقة سابك التي بلغت قيمتها 70 مليار دولار أمريكي، والتي تم الإعلان عنها في الربع الأول من العام 2019، وهي أعلى صفقة قيمة في المنطقة وثاني أكبر صفقة للصناعات الكيماوية على مستوى العالم. ووفقاً لبيانات ميرجرماركت، فقد شهد سوق الاكتتاب في المملكة نشاطًا محدودًا في السنوات القليلة الماضية، إلا أن النصف الأول من العام 2019 شهد اكتتابات بقيمة 752 مليون دولار موزعة على ثلاثة عروض، وهي أعلى قيمة لها منذ العام 2015. وشملت هذه الاكتتابات اكتتاب شركة المراكز العربية بقيمة 659 مليون دولار أمريكي؛ وشركة مهارة للموارد البشرية بقيمة 207 ملايين دولار أمريكي؛ وشركة عطاء التعليمية، بقيمة 93 مليون دولار.

وقال باتريك هاريس، رئيس الطاقة والموارد الطبيعية في شركتي ميرجرماركت وديلريبورتر: “لا تزال المملكة العربية السعودية السوق الرئيسية التي تقود عمليات الاندماج والاستحواذ في المنطقة. كما أن استحواذ أرامكو السعودية على الغالبية العظمى من شركة سابك يعد خطوةً نحو الابتعاد عن تنقيب وإنتاج النفط والغاز، ويدل على أن الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة قد تغلغلت في إبرام الصفقات والمشهد الاستثماري. ومع العدد الكبير من عمليات الخصخصة المحددة أو الجزئية قيد المراجعة، فمن الممكن أن يتم طرح عدد من الأهداف الاستثمارية المحتملة، سواء من خلال بيع الأسهم أو الاكتتابات العامة، تماماً مثل الخطط التي وضعتها شركة أرامكو السعودية”.

وشهد قطاع تمويل المشاريع في البلاد نشاطاً ملحوظاً هو الآخر خلال الأشهر الـ 18 الماضية، فوفقاً لشركة إنفراميشن (Inframation)، الشركة الزميلة لميرجرماركت والتي تركز على البنية التحتية، إنه من المقرر أن تصل المشروعات الكبرى إلى الإغلاق المالي في المملكة، بما في ذلك مشروعان مستقلان للمياه ومشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية ومزرعة رياح. وشملت المشاريع مشروع “الشقيق 3” بقيمة 646 مليون دولار أمريكي الممنوح لشركة آكيونا ومروبيني في تحالف مع المطورين المحليين، والذي تم إغلاقه في شهر مايو الماضي. كما تم إغلاق مشروع “رابغ 3” بتكلفة 715 مليون دولار أمريكي، والذي تم منحه إلى شركة أكوا باور وشركة إخوان السعودية في شهر مارس، بالإضافة إلى محطة دومة الجندل للرياح البالغة طاقتها 400 ميجاوات، والتي تم منحها لشركة اي دي اف وشركة مصدر، والتي تم إغلاقها في شهر يونيو.

وتبدو الخطط المستقبلية لمشاريع البنية التحتية في المملكة قوية، حيث تخطط الحكومة لاستخدام شراكة القطاعين العام والخاص والخصخصة لتحقيق رؤية المملكة 2030. ولدى المركز الوطني للتخصيص مجموعة كبيرة من المشاريع في قطاعات الطاقة والمياه والرعاية الصحية والطرق والسكك الحديدية. وتتضمن المعاملات المباشرة التي يقوم بها المركز حالياً عدد من شراكات القطاعين العام والخاص، وذلك لبناء 60 مدرسة ومركز طب إشعاعي وسكن موظفين وخدمات إدارة معدات لمستشفى الملك فيصل التخصصي. كما أن هنالك ثمانية مشاريع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في مرحلة المؤيدين المؤهلين مسبقاً.

وقال كريس هافيندين، مدير مشروع في قسم تمويل المشاريع في أكوريس: “نمت الفائدة الأجنبية في المشاريع السعودية بشكل ملحوظ، حيث تسعى المملكة إلى تمويل برامج طموحة للبنية التحتية والخصخصة. وكان هناك أكثر من 100 كيان مؤهل مسبقاً للجولة الثانية في مجال الطاقة المتجددة. وهناك أكثر من 100 مبادرة عبر 12 قطاعاً تم التخطيط لها في إطار برنامج رؤية المملكة 2030. كما تم إغلاق ست صفقات مقابل 3.5 مليار دولار أمريكي، بما فيها عدداً من مشاريع المياه والنفايات وتحلية المياه، مع وجود مشاريع تجريبية في مجالات الرعاية الصحية والتعليم.

ويعمل صندوق الاستثمارات العامة في المملكة على تطوير مشروع بقيمة 500 مليار دولار أمريكي، المعروف باسم “نيوم” وهو عبارة عن مدينة ذكية مستقبلية على ساحل البحر الأحمر بحجم ولاية ماساتشوستس. وقد أظهر المستشارون الخاصون بهذا المشروع حماستهم للتفويضات المحتملة”.

ومن جهته، قال كامبل ستيدمان، الشريك الإداري لمنطقة الشرق الأوسط في شركة وينستون آند سترون المحدودة: “شهدنا هذا العام عدداً كبيراً من صفقات الاندماج والاستحواذ في المملكة العربية السعودية، ولا يعكس هذا النشاط تحسن آفاق النمو الاقتصادي في المملكة والمنطقة ككل فحسب، بل هو دليلٌ على ارتفاع ثقة المستثمرين أيضاً. ومع اقتراب طرح الاكتتاب العام الأولي لشركة أرامكو السعودية وعدد من عمليات الاندماج والاستحوذ المهمة الأخرى عبر مجموعة من القطاعات الرئيسية، نتوقع أن يساهم ذلك في تشجيع زيادة نشاط الاكتتاب العام والاستثمارات الجديدة والسيولة في جميع أنحاء المنطقة، نظراً لأن الشركات تسعى لتقديم قيمة إضافية من خلال الاندماج”.

جدير بالذكر أن شركة ميرجرماركت استضافت منتدى الاندماج والاستحواذ الخاص في المملكة العربية السعودية في دبي بتاريخ 9 سبتمبر 2019. وقد تم تنظيم هذا الحدث بالشراكة مع وينستون وسترون المحدودة وإرنست ويونغ وبارثيون وDFin وكرول، وحضرته فرق تطوير الشركات وعمليات الاندماج والاستحواذ ومحترفي الأسهم الخاصة وأصحاب الأعمال والبنوك الاستثمارية والمستشارين الماليين والمحام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى