“آل الشيخ ” يرأس وفد المملكة في حفل افتتاح أكبر مسجد في أوروبا بحضور الرئيس الشيشاني
شرف معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ مترأساً وفد المملكة المشارك في افتتاح جامع ” فخر المسلمين ” بمدينة شالي في جمهورية الشيشان، بحضور معالي المستشار بالديوان الملكي الدكتور سعد بن ناصر الشثري، ومعالي نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الأستاذ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد، وعدداً من وكلاء وزارة الشؤون الإسلامية، وحضور جمع كبير من القيادات الإسلامية من مختلف دول العالم، إلى جانب حضور أكثر من خمسين ألف من الشعب الشيشاني .
وكان فخامة رئيس جمهورية الشيشان رمضان أحمدوفيتش قديروف قد افتتح اليوم الجمعة جامع ” فخر المسلمين ” بمدينة شالي بالشيشان، وبدأ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى فخامة الرئيس الشيشاني كلمة أعلن في مستهلها عن تغيير أسم المسجد من فخر المسلمين إلى مسجد “خاتم المرسلين” حباً للنبي الكريم ـــ صلى الله عليه وسلم ــ كما حمد الله على تمام البناء، مؤملاً أن يكون نواة خير وبركة ومشعلاً لنشر قيم الإسلام وتعاليمه السمحة، مزجياً شكره وتقديره لكافة الوفود المشاركة في الافتتاح من مختلف دول العالم.
إثر ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة المملكة العربية السعودية نقل في مستهلها سلام وتحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ــ حفظهما الله ــ قائلاً جئتكم من أطهر بقاع الأرض جئتكم من مكة المكرمة ، جئتكم من المملكة العربية السعودية التي يُحكم فيها بكتاب الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم وبسنة نبيه صلى الله عليه وعلى آلة وصحبه أجمعين ، جئتكم من البلاد الطاهرة التي يحكمها خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيزــ أيده الله ــ جئتكم مهنئاً فخامة الرئيس والشعب الشيشاني الشقيق على افتتاح هذا الصرح الإسلامي العظيم .
وعبر آل الشيخ عن رجائه أن يكون هذا المسجد منارة هدى وحق وانطلاقا لنشر الاعتدال والوسطية التي يقوم على نشرها ومكافحة الغلو والتطرف ونشر الرحمة والمحبة بين شعوب الأرض، كما تطرق معاليه إلى بيان فضل عمارة المساجد مستشهداً بقول الله تعالى:{ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّه}، سائلاً الله التوفيق لرئيس الشيشان على هذا العمل المبارك.
وأعلن الوزير آل الشيخ خلال الكلمة عن تقديم هدية من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وهي قطعتين من ستار الكعبة المشرفة إهداء لفخامة الرئيس لوضعها في هذا المسجد الطاهر الذي سيكون منارة هدى وإصلاح في قارة أوروبا ــ بإذن الله ــ، إلى جانب تقديم 800 نسخة من القرآن الكريم العظيم الذي طبع في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف إهداء لهذا المسجد الكريم وهذا الصرح العظيم وإهداء لفخامة الرئيس ولجميع أبناء شعب الشيشان المناضل الكريم.
وشدد الوزير آل الشيخ في كلمته على وجوب أن يتعامل المسلمون من منطلق المحبة والأخوة الإسلامية كما توجهوا جميعاً إلى كعبة الله سبحانه وتعالى المطهرة في يومهم خمس مرات وفي دعائهم دائماً يجب أن تتحد قلوبهم كما اتحدوا في هذا التوجه العظيم الذي أمرهم الله سبحانه وتعالى مستدلاً بقوله الله سبحانه وتعالى:{ ومَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }، لافتاً إلى أن العبادة لا تصرف إلا لله وحده ولا سمع ولا طاعة إلا لله وحده ثم للأئمة المسلمين وقادتهم وأمرائهم .
وأختتم معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد كلمته سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجمع كلمة المسلمين وأن يحقق الأهداف النبيلة التي من أجلها أنشئ المسجد، كما سأل الله أن يعين المخلصين العاملين لخدمة الإسلام والمسلمين في نشر الاعتدال والوسطية ونبذ الغلو والتطرف ونشر المحبة بين شعوب الأرض، مبيناً أن هذه هي رسالة نبينا وحبينا محمد بن عبدالله ــ صلى الله عليه وعلى آلة وصحبه وسلم ــ الذي حملها من الله سبحانه وتعالى إلى البشرية.
أثر ذلك توالت كلمة رؤساء الوفد المشاركة في مراسم الافتتاح والذين نوهوا ببناء المسجد رافعين التهاني للحكومة الشيشانية على إتمام البناء.
عقب ذلك سلم معالي وزير الشؤون الإسلامية هدية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو واي عهده الأمين، لفخامة الرئيس الشيشاني وهي عبارة عن قطعتين من كسوة الكعبة المشرفة، حيث ارتفعت أصوات الحضور بالتكبير، معربين عن فرحهم العظيم بهذه الهدية التي قدمتها المملكة لفخامة الرئيس رمضان قديروف ، وهي تقدير للشغب الشيشاني المسلم.