القهوة الفاتحة.. أفيد صحيًّا.. ولكن
يعرف عشاق القهوة أن مشروبهم المفضل غني بمضادات الأكسدة؛ ما قد يفسر العديد من الفوائد الصحية المرتبطة بتناولها، لكن إذا كنت ترغب حقًا في تعظيم هذه الفوائد في كل كوب، فإن دراسة منشورة في مجلة الغذاء الطبي، تقترح اختيار القهوة الفاتحة ذات التحميص الخفيف.
وفي الدراسة قارن الباحثون القهوة في مستويات مختلفة من التحميص، مع تحليل محتوى الكافيين ومستويات حمض الكلوروجينيك، وهو أحد مضادات الأكسدة المعروفة، وتأثيرها مع الخلايا البشرية واختبار خصائصها المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، فوجدوا أنه كلما كان التحميص أخف زاد محتوى حامض الكلوروجينيك، وكانت القهوة أفضل، حتى وإن لم تختلف مستويات الكافيين اختلافًا كبيرًا بين العينات.
وقد نظرت الدراسة على وجه التحديد في حبوب البن العربي، المحمصة على مستويات تقابل الشواء: الخفيف، المتوسط، القوي والفرنسي، وكانت حبوب البن المحمصة مطحونة ثم استخدمت من خلال آلة إسبرسو؛ للحصول على المستخلص المستخدم في الاختبار، وحسب الباحثين فإنه عندما نشوي شيئًا ما، فإننا نعرضه للهواء، وهناك أيضًا عنصر زمني وعنصر في درجة الحرارة، وكل هذه الأشياء تسهم في الأكسدة، وهذا يستنفد جزيئات مضادات الأكسدة الموجودة في القهوة المطحونة وكلما زاد التحميص، بينما يتطلب الأمر من الناحية المثالية أن نحافظ عليها بأكبر قدر ممكن، حتى يكون لها تأثير أفضل داخل الجسم بدلًا من الضياع خارجه.
وفي حين أن مضادات الأكسدة ليست دائمًا مضادة للالتهابات، كما أن المركبات المضادة للالتهابات ليست دائمًا مضادات لأكسدة، إلا أن الاثنين غالبًا ما يجتمعان، فإذا كنت تحب القهوة الداكنة فإنك قد تضحي ببعض الفوائد، لكنك لا تزال تحصل على بعضها، وحسب الخبراء فإن الدراسات المستقبلية قد تساعد منتجي البن في اتخاذ المزيد من القرارات التي تركز على الصحة بشأن نوع القهوة ومستوى التحميص؛ حيث يروج بعضها الآن للتحميص الفرنسي الغامق، بينما قد لا يكون ذلك أفضل بالنسبة للمنافع الصحية، كما أن المدة التي يتم فيها تحميص القهوة ليست سوى جزء من المعادلة عندما يتعلق الأمر بزيادة إمكاناتها الغذائية إلى الحد الأقصى.
وحسب الباحثين فإن الكثير من الناس لا يريدون بدء يومهم دون القهوة، دون أن ينظر هؤلاء إلى مضادات الأكسدة أو الخواص المضادة للالتهابات، لكن هذه الدراسة تبرز أن فوائد القهوة خاصة أنواع معينة منها قد تتجاوز ما يعتقده معظم الناس.