أخبار العالم

بين تخصيب و”طرد” .. هل تستطيع إيران صنع قنبلة نووية؟ ومتى؟! هنا الإجابة

لم يعد مصطلح تخصيب اليورانيوم مقتصراً على العلماء؛ بل بات يستخدم على نطاق واسع في وسائل الإعلام، مع إعلانات إيران المتتالية بشأن تنصلها من بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الإثنين، إن إيران بدأت بتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من 3.67 في المئة، وهي النسبة المحدّدة وفقاً للاتفاق النووي.

وذكرت طهران، من جانبها، أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بـ 4,5 في المئة على الأقل، رداً على إعادة فرض عقوبات أمريكية عليها، فما اليورانيوم وكيف تتم عملية تخصيبه؟

ووفق تقرير نشرته اليوم “سكاي نيوز”، يعد اليورانيوم من أكثر العناصر الكيميائية كثافة في العالم، ويستخدم في توليد الطاقة أو صناعة الأسلحة النووية.

وعملية التخصيب معقدة للغاية وتتم على مراحل عدة، إذ يوضع اليورانيوم داخل أسطوانات الطرد المركزي لفصل نوعَي 235 و238، ولا تبدأ عملية التخصيب إلا بعد تحويل اليورانيوم الخام من حالته الصلبة إلى حالته الغازية.

وتعمل أسطوانات الضغط المركزي بسرعة تفوق سرعة الصوت، حيث تتجمع جزيئات يورانيوم 238 على الجدار ويهبط اليورانيوم غير المخصب، في حين ترتفع أجزاء يورانيوم 235 إلى مركز الأسطوانة العلوي، وينتقل اليورانيوم 235 من أسطوانة إلى أخرى، فترتفع نسبة التخصيب، ويحتاج الأمر إلى 1500 جهاز طرد مركزي لمدة عام من أجل صناعة قنبلة نووية واحدة.

ويمكن استخدام اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يحتوي على نسبة من 235 تتراوح بين 3 و4 بالمئة، لإنتاج الوقود لمحطات الطاقة النووية، لكن في حال الرغبة في إنتاج قنبلة نووية فإن تخصيب اليورانيوم يجب أن يصل إلى نسبة 90 في المئة، ويكفي نحو 20 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب لصنع رأس نووي.

ويقدر علماء بأن الوقت اللازم للوصول إلى الحد الأدنى البالغ 90 في المئة لليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة ينخفض إلى النصف بمجرد تخصيب اليورانيوم إلى نحو 20 بالمئة.

ولوحت إيران، ضمن خطواتها، بشأن الانسحاب التدريجي من الاتفاق، باستئناف تشغيل أجهزة الطرد المركزي، فما هذه الأجهزة؟

أجهزة الطرد المركزي هي الأدوات التي تخصب اليورانيوم الذي يتحول إلى غاز عبر دوران فائق السرعة، مما يتيح زيادة نسبة النظائر الانشطارية، وأجهزة الطرد المركزي من أهم تقنيات البحث وتستخدم كثيرا في الكيمياء الحيوية، والأحياء الخلوية والجزيئية، وغيرها.

وتعمل هذه الأجهزة التي تتضمن قوة الطرد المعروفة بـ “جي فورس” التي تعمل على عزل الجزيئات المعلقة من الوسط المحيط بها على دفعة أو بالتدفق المستمر، ثم سحبها من داخل الأسطوانة.

وقبل توقيع الاتفاق النووي، كانت إيران تمتلك مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب، يقدّر بنحو 20 ألفاً من أجهزة الطرد المركزي؛ الأمر الذي كان كافياً لإنتاج ما بين 8 إلى 10 قنابل ذرية.

ويقدّر خبراء في المجال النووي، بأن في وسع النظام الإيراني، إذا خرج من الاتفاق بشكل كامل، تشغيل كامل أجهزة الطرد المركزي التي كان عددها 20 ألفاً قبل الاتفاق، وتسريع عملية التخصيب للوصول بها إلى النسبة المطلوبة لصناعة سلاح نووي.

وقضى الاتفاق النووي بخفض عدد أجهزة الطرد المركزي بنسبة الثلثين خلال عشر سنوات والسماح بتشغيل 5000 جهاز فقط لتخصيب اليورانيوم في منشأة “نطنز” بنسبة 3.67 بالمئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى