مرضى القلب قادرون على المعاشرة الزوجية بهذه الشروط
يعاني مريض القلب من هواجس كثيرة، وتكتنفه الشكوك حول الكثير من متطلبات الحياة مثل المجهود العضلي، وإمكانية العمل، ونوعية الأطعمة ويبقى هناك في الركن البعيد المظلم ذلك السؤال الملح والذي يتحرج منه كثير من المرضى ألا وهو إمكانية المعاشرة الزوجية والنشوة الجنسية، قد تدفع هذه الهواجس بعض المرضى إلى تناول المنشطات الجنسية رغم خطورتها، ويبقى التساؤل الهام حول قدرة مرضى القلب على المعاشرة الزوجية للبحث عن إجابة شافية لذلك دون حرج في الدخول مباشرة لتلك المنطقة الحرجة حفاظاً على حقوق المريض، وحقوق زوجته.
د. حسام أحمد رماح استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية بمستشفى الحمادي بالرياض يجيب على هذا السؤال فيقول: كثير من مرضى القلب بمختلف أسبابه ومرضى ارتفاع ضغط الدم يعانون من نقص أو عدم وجود الرغبة في المعاشرة الزوجية DEC.LIPIDO)) ويلاحظ آخرون مشاكل من جانب آخر تتمثل في عدم الانتصاب أو سرعة القذف وفي قليل من الأحيان تأخير القذف، هذا بجانب الحالات النفس عضوية مصاحبة، وفي بعض الأوقات يكون الطرف الآخر (الزوجة) مسؤولاً عن تلك الهواجس والشكوك، بسبب التخوف من المعاشرة الزوجية حرصاً على راحة الزوج وخوفاً عليه.
لذلك يتعين على الطبيب سرعة التطرق إلى ذلك الأمر حتى يجعله خفيفاً على مريضه دون الولوج إلى مهاترات الحالة النفسية ومالها من تأثير سيئ يطيل شكوك المريض وذلك بالشرح والتبسيط والإيضاح.
ويضيف د. رماح: وقد أثبتت الدراسات الفسيولوجية للقلب أثناء الممارسة الزوجية أنه منذ بدء التفكير والاتجاه نحو الفعل يكون هناك تسارع تدريجي فسيولوجي في ضربات القلب قد يصل إلى 30- 40 % زيادة عن المعدل الطبيعي مما يصل بضربات القلب إلى 120 + 10 ضربات /د أثناء ذروة الاتصال، مصاحب له زيادة شدة انقباض عضلة القلب وزيادة ضخ الدم إلى شرايين الجسم مع ارتفاع ضغط الدم يصل إلى حوالي 20-30 % من ضغط الدم الطبيعي ليصل إلى 95 / 160 أثناء ذروة المعاشرة وهو ما يعادل ما يحدث مع معظم الأعمال اليومية العادية مثل صعود الدرج أو التفكير العميق في مسألة ما.
كلتا الزيادتين تؤديان إلى زيادة المجهود القلبي (CARDIAC WORK) والذي يحتاج بالتبعية إلى زيادة تدفق الدم بالشريان التاجي مع زيادة تروية خلايا عضلة القلب، وفي خلال ثلاث دقائق بعد ذروة المجهود تعود تلك العوامل تدريجياً إلى معدلها الطبيعي ما لم يكن هناك مؤثر آخر مثل تناول الطعام مباشرة قبل المجهود أو تدخين السجائر أو تناول المشروبات الكحولية.
وبناء على ذلك يمكن تقسيم مرض القلب حسب التشخيص النهائي فهناك قصور الدورة التاجية مع ضعف سريان الدم بالشريان التاجي وضعف تروية عضلة القلب ANGINA PECTORIS)) وهناك مرض احتشاء عضلة القلب بعد جلطة الشريان التاجي MYOCARDIAL INFARCTION وقد يؤدي إلى مرض هبوط عضلة القلب الارتشاحي CONGESTIVE HEART FILURE والأخير قد ينتج عن التهاب عضلة القلب MYOCARIDITIS أو أمراض صمامات القلب أو أمراض عضلة القلب الغامضة CARDIOMYOPATHY أو اختلال وظائف الغدة الدرقية أو اختلال ضربات القلب، وبالطبع هناك مرض ارتفاع ضغط الدم HYPERTENSION وتلك هي الأمراض الأكثر شيوعاً.
في كل الحالات المرضية السابقة يتناول المريض نوعية معينة من الأدوية تختلف من الشكل والنوع والجرعة تتراوح بين مركبات النيترات، مثبطات أو حاصرات بيتا والكالسيوم ومدرات البول بجانب أدوية أخرى مثل الاسبرين ومضادات الصفائح الدموية ومعظم تلك الأدوية تؤدي إلى نقص الرغبة الجنسية وضعف الانتصاب في عدد من الحالات تختلف في طريقة عرضها تبعاً لنوعية الدواء والجرعة المقررة بجانب احتمالية مزج أكثر من دواء لنفس المريض، إضافة لحالة المريض النفسية وهواجسه من الفعل وفي كل الأحوال ينصح المريض بأن يبدأ في تجربة الأمس خلال فترة 4-6 أسابيع من استقرار حالته الصحية وهو على أقل كم ممكن من الأدوية المؤدية إلى استقرار حالته الصحية، وفي كل الأوقات يكون إجراء فحص تخطيط القلب بالمجهود له عظيم الأثر في إعطاء المريض الدفعة النفسية والثقة بالنفس والقدرة على إجراء المجهود، وفي نفس الوقت لإعطاء الطبيب فكرة جيدة عن الدرجة التي تبدأ فيها تغيرات رسم القلب مع الازدياد المطرد في ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم أثناء المجهود RISK STRATIFICATIOM)) وبذلك يمكن اعطاء النصائح لكل مريض تبعاً لحالته الصحية مثلاً هناك من تعود وظائف قلبه إلى طبيعتها مع الاستقرار في حوالي 6 أسابيع، مثل ذلك المريض ينصح بأن يعود إلى جميع متطلبات حياته اليومية كسابق عهده بها بدون تخوف.
وهناك عدد آخر من المرضى يعطي نتيجة إيجابية على مجهود متوسط مع هبوط في وظائف القلب يلاحظ عن طريق الموجات فوق الصوتية أو المسح الذري لعضلة القلب مع المجهود الزائد، ذلك المريض ينصح بكيفية تجنب ازدياد المجهود القلبي المصاحب للمعاشرة الزوجية وذلك عن طريق تناول قرص نيتروغليسرين تحت اللسان 15 20 دقيقة قبل المباشرة وأيضاً محاولة الاستمتاع عن طريق أوضاع خاصة للمعاشرة الزوجية تقلل المجهود العضلي وبالتبعية المجهود القلبي للمريض.
ويشير استشاري أمراض القلب بمستشفى الحمادي بالرياض إلى أنه في حالة ما إذا كان رسم القلب بالمجهود يعطي نتيجة إيجابية على مجهود ضعيف ففي تلك الحالة يتعين على الطبيب اللجوء إلى الأبحاث الأخرى حتى يصل بالمريض إلى القسطرة القلبية ومحاولة إعادة تروية عضلة القلب عن طريق التوسيع البالوني وتركيب الدعامة التاجية أو إجراء جراحة ترقيع الشريان التاجية، وفي الحالة الأولى يستطيع المريض ممارسة جميع أنشطة حياته العادية والمعاشرة الزوجية بعد 3 5 أيام من إجراء القسطرة أما في حالة إجراء عملية القلب المفتوح لترقيع الشريان التاجي يحتاج المريض إلى 4 6 أسابيع حتى يعود إلى ممارسة أنشطة حياته ومنها المعاشرة الزوجية.
وفي جميع الأحوال وفي حالة هبوط عضلة القلب الارتشاحي خاصة، على المريض متابعة كيفية مواكبة وظائف جسده للتفاعل والمعاشرة الزوجية فإذا كان هناك قصر شديد بالتنفس أو ضيق بالتنفس يستمر إلى أكثر من عشر دقائق أو كان هناك ألم بالصدر لا يستجيب إلى العلاج سريعاً إلى ضربات قلبية سريعة أو غير منتظمة تستمر أكثر من عشر دقائق عليه استشارة طبيبه في أقرب وقت لإعادة تقييم وضعه.
ويحذر د. حسام رماح مرضى القلب من تناول أقراص الفياجرا أو غيرها من المنشطات الجنسية بدون استشارة طبيب القلب لما لها من تأثير شديد قد يؤدي إلى مضار غير محمودة خاصة في مرضى القلب ومن يتناول عقاقير مشتقات النيترات، وبدون استشارة الطبيب تعني هنا أنها ليست ممنوعة على الإطلاق ويمكن تناولها بعد استشارة طبيبه خاصة أنه الوحيد القادر على تحديد متى يمكن استخدامها والجرعة المناسبة، كذلك يجب على مرضى القلب تجنب تناول الطعام لمدة لا تقل عن ساعتين قبل إجراء أي مجهود بدني، والتوقف تماماً عن التدخين وعن تناول المشروبات الكحولية كشرط لتحسن القدرة الجنسية لمريض القلب.