“أطباء السودان”: مقتل 5 محتجين بمظاهرات الأحد على يد قناصة مجهولين
أعلنت لجنة أطباء السودان مقتل 5 محتجين في مظاهرات الأحد، فيما أفاد نائب رئيس المجلس العسكري بالسودان، مساء الأحد، الفريق أول محمد حمدان دقلو، بأن قناصة مجهولين أطلقوا النار على 6 مدنيين و 3 من قوات الدعم السريع في الخرطوم، حسب موقع قناة العربية.
وفى التفاصيل، ذكرت قوات الدعم السريع أن “التظاهرات بدأت سلمية حتى قرر المتظاهرون التوجه للقصر الجمهوري”، مشيرة إلى أن “التظاهرات خرجت عن مسارها بعد الاعتداء على قواتنا”.
وخرجت، اليوم الأحد، تظاهرات في الخرطوم وعدد من مدن السودان، بدعوة من “قوى الحرية والتغيير” للمطالبة بتسليم السلطة لجهات مدنية، حيث شارك آلاف السودانيين في التظاهرات بعدة مدن منها الخرطوم وبورتسودان (شرق) وود (مدني وسط) والأبيض (غرب).
وأكدت مراسلة قناتي “العربية” والحدث” إغلاق كل شوارع الخرطوم العاصمة مع انطلاق التظاهرات، وكذلك فرض طوق أمني على كل المداخل المؤدية لقيادة الجيش.
وفي وقت سابق، دعا “تجمع المهنيين” المحتجين للتوجه للقصر الرئاسي، وقد كثّفت القوات الأمنية انتشارها قبالة القصر، حيث ذكرت وكالة “فرانس برس” أن “الشرطة السودانية أطلقت خمس عبوات من الغاز المسيل للدموع على متظاهرين اقتربوا من القصر الجمهوري حتى مسافة تناهز 700 متر، بينما وصلت سيارات مسلحة تتبع لقوات الدعم السريع شبه العسكرية”.
وحاول المتظاهرون التوجه إلى مقر وزارة الدفاع في الخرطوم، فيما أطلق الأمن النار في الهواء لمنع المتظاهرين من التوجه للمقر، كما أطلق الأمن النار في الهواء بأم درمان لمنع متظاهرين من عبور جسر يؤدي للخرطوم.
واستخدم الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق التظاهرات في مدينة القضارف في بورتسودان وفي الخرطوم، وتحديدًا في منطقة باري في شمال الخرطوم وفي منطقتي معمورة واركويت في شرق العاصمة ضد المتظاهرين الذين كانوا يهتفون “حكم مدني حكم مدني!”. كما أدى الإطلاق الكثيف للغاز المسيل للدموع في أم درمان السودانية لحالات إغماء.
وتم تسجيل انتشار أمني مكثف يواكب التظاهرات في مناطق مختلفة وسط حالات عنف محدودة. وتحدث شهود عيان عن إصابة أحد المتظاهرين في العاصمة بعبوة غاز مسيل للدموع في رأسه. كما تحدث ناشطون عن مقتل متظاهر بالرصاص بمدينة عطبرة (شمال) وعن وفاة متظاهر متأثرًا بإصابته بالرصاص بمدينة الأبيض (غرب).
وأعلنت الشرطة وقوع 3 جرحى بين المدنيين و3 من قوات الدعم السريع بإطلاق نار مجهول المصدر بأم درمان، مؤكدة أن القوات النظامية في مناطق التظاهرات غير مزودة بالذخيرة.
وعلى الجانب السياسي، وردت أنباء عن اجتماع ثانٍ يُعقد بين ممثلين عن قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي.
وكان المجلس الانتقالي قد استبق التظاهرات بتحميل “قوى الحرية والتغيير” مسؤولية أي خسارة في الأرواح، أو أي أضرار قد تنجم عن احتجاجات اليوم.
وفي خضم تحركات كثيفة للفاعلين السياسيين السودانيين، رحبت أحزاب سياسية بالتظاهرات التي تسيرها “قوى الحرية والتغيير” والتي أسمتها “مليونية الشهداء”.
وقالت “تنسيقية القوى الوطنية”، التي تضم عدة كتل سياسية، إنها في سياق معارضتها لأي اتفاق ثنائي بين المجلس العسكري و”قوى الحرية والتغيير”، ترفض أن تكون الفترة الانتقالية 3 سنوات.
وسادت حالة من الترقب والقلق في السودان قبيل انطلاق التظاهرات التي تتزامن مع الذكرى الـ30 للانقلاب الذي أوصل الرئيس السوداني المعزول عمر البشير إلى الحكم، فيما برزت دعاوى إقليمية ودولية للتهدئة.
وتمسكت “قوى الحرية والتغيير” بخروج المظاهرات، معتبرة أن التظاهر السلمي حق مشروع، وطالبت المجلس العسكري بتوجيه الأجهزة الأمنية لحماية المواكب، محملة إياه مسؤولية سقوط أي ضحايا خلال المسيرات المرتقبة.
ومن جهة أخرى، حمّل المجلس العسكري “قوى التغيير” المسؤولية عن أي ضحايا أو أضرار تلحق بالمؤسسات، معتبرًا أنها دعت للتظاهر في وقت ينتظر فيه السودانيون توافقًا نهائيًا.