د.محمد ميسرة استشاري أمراض الأطفال بالحمادي: المواد الحافظة في الأطعمة في مقدمة مسببات الحساسية عند الأطفال
مع تغير الفصول واختلاف درجات الحرارة ، تنتشر أمراض الحساسية بين الأطفال ، إضافة إلى أسباب أخرى مسببة لهذه الحساسية ، مثل التلوث البيئي ، وتناول بعض الأطعمة – لكن كيف تحدث هذه الحساسية ، وماهي أنواعها ، وماهي أفضل طرق الوقاية منها؟
د . محمد ميسرة استشاري الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض ، يجيب على هذه التساؤلات من خلال هذا الحوار .. فيقول:
بداية يجب أن نعرف بعض الحقائق التي تساعد على فهم معنى الحساسية ، إلى جانب بعض الأمراض التي تكون الحساسية سبباً مباشراً في حدوثها ، إضافة إلى سبل تشخيصها وطرق التعايش معها وتفاديها ، والحساسية تعني التدخل الغير الطبيعي لجهاز المناعة الذي ينتج عنه أجساماً مضادة لمقاومة ذلك العنصر الغير مقبول لدى الجسم بغض النظر عن كم تواجده في الجسم ، ويعتبر العامل الوراثي من مسببات الحساسية عامة بالإضافة إلى عوامل أخرى ، على سبيل المثال كثرة المواد الحافظة ، والمواد الإضافية التي تدخل في تصنيع بعض الأغذية التي يتناولها الأطفال بكثرة ، والتلوث البيئي وكثرة العطور ومستحضرات التجميل ، وتغيرات الطبيعة ( المناخ ) .
* وهل تختلف الحساسية باختلاف العامل المسبب لها ؟ وماهي أنواعها ؟
– أنواع ومسببات الحساسية كثيرة ، منها: حساسية الأطعمة ، حساسية الصدر ، حساسية الجلد ، حمى القش ، وعلى سبيل المثال حساسية الأطعمة : كثيراً ما يكون تناول بعض المواد الغذائية سبباً في ظهورها كحليب الأبقار ومشتقاته ، والبيض ، وبعض الحمضيات، والموز، والقمح ، والمكسرات ، والأسماك ، واللحوم ، والطيور ، وعادة مايكون الرضع أقل تحساساً للطعام خاصة عند تأخير إعطاء بعض المواد الغذائية المسببة للحساسية مثل حليب الأبقار كعامل مساعد لحليب الأم ، وكذلك الإدخال المبكر لبعض الأطعمة كالبيض والقمح ، ولذلك فإن من مصلحة الطفل الإعتماد على حليب الأم أطول فترة ممكنة مع اتباع بعض الإرشادات الخاصة بتغذية الطفل.
* ماهي هذه الإرشادات التي تنصح بها الأمهات لتجنب إصابة أطفالهن بالحساسية ؟
– ننصح كل أم أن تقدم لابنها ابتداء من الشهر السادس : الخضروات والفواكه ( غير الحمضيات ) والأرز واللحم والدجاج ، ومن الشهر الثاني عشر : الأطعمة التي تحتوي على القمح والمكرونة والخبز والبسكويت ، وبعد العام الأول : من الممكن أن تقدم له حليب الأبقار الطازج .
* وهل ثمة أعراض للحساسية الناتجة عن تناول الرضع لبعض الأغذية ؟
– أعراض هذا النوع من الحساسية ، والتي تنتج بعد تناول المواد المسببة مباشرة في معظم الأحيان يمكن تلخيصها في حدوث تورم مع الحكة في الشفاه والفم ، وقد تظهر علامات حساسية في مناطق أخرى من الجسم مثل الصدر والجلد ، كذلك حدوث مغص وقيء وغازات وإسهال – وبطء نمو وذلك بسبب سوء الإمتصاص ، يضاف لذلك النشاط الغير طبيعي للطفل ، وحدوث تحسس شديد مباشر .
* وماهي وسائل تشخيص هذه الحساسية وعلاجها ؟
– لتشخيص هذه الحساسية يمكن إجراء بعض التحاليل الخاصة ، والتي يمكن استشارة الطبيب فيها . ولما كان العلاج الأمثل لهذه الحساسية هو تفادي مسبباتها ، لذا ننصح بتحري مكونات الأطعمة المختلفة التي يتناولها الأطفال ، وتجنب بعض الأطعمة ( كالبيض وحليب الأبقار ) خاصة في السنوات الأولى ، مع مراعاة عدم إعطاء تطعيم M.M.R لمن يعانون من حساسية تجاه البيض إلا تحت إشراف طبي دقيق ، وتقديم أطعمة بديلة كالفواكه مثل التفاح والعنب والخوخ والكمثرى والبرقوق ، واللحوم مثل لحم الضأن والديك الرومي ، والخضروات مثل البطاطس ، والأرز والبازلاء والكوسا ، والحبوب كالشعير والشوفان .
* وماذا عن حساسية الصدر ؟
– حساسية الصدر أو ( الربو ) : ان من أكثر اسباب تردد الأطفال على عيادات الأطباء حيث يعاني الطفل من الكحة المزمنة التي تختلف شدتها من حين لآخر ، ومع إقصاء المسببات الأخرى للكحة نجد أن حساسية الصدر من أهم هذه المسببات ، وحسب دراسة ميدانية أجريت في المملكة ، وجد أنه حوالي 10% من طلبة المدارس في الرياض يعانون من الربو ، وتزداد هذه النسبة إلى 13% بين طلبة المدارس في جدة والقصيم ، وتكون أكثرها ازدياداً في أبها حيث تصل النسبة إلى 17% ، وترجع هذه النسب إلى عوامل طبيعية ووراثية ، وكذلك كثـرة التعرض للمواد ذات العلاقة المباشرة بحدوث الربو .
* وماهي أبرز أعراض حساسية الصدر وضوحاً ؟
– تتفاوت أعراض الربو في شدتها حسب درجة ضيق الشعب الهوائية ، ومن أبرز الأعراض وأكثرها شيوعاً الكحة المتكررة ، والشعور بضيق التنفس مع وجود التصفير في الصدر ، كذلك المعاناة من نوع آخر من الحساسية في الجسم حيث لوحظ أن نسبة 80% من المصابين بحساسية الصدر يعانون من نوع آخر من الحساسية مثل حساسية الجلد ، بينما يعاني آخرون من حمى القش ، ويعتبر التاريخ المرضي من أهم سبل تشخيص هذا النوع من الحساسية ، إضافة إلى بعض الإجراءات الأخرى كأشعة الصدر ، وبعض التحاليل المخبرية .
* وماذا عن العلاج ؟
– يتم علاج حساسية الصدر حسب شدة المرض ، فهناك علاج للحالة الحادة والعلاج الوقائي ، وهنا يكمن واجب الطبيب في توضيح الخطة الكاملة للعلاج موضحاً الأعراض الجانبية للعلاج المتبع ، ومن أجل سلامة المريض لابد للأهل من إتباع إرشادات الطبيب دون إهمال أو تدخل .
* يصاب كثير من الأطفال بحساسية الجلد ، فماذا عن الوقاية وعلاج هذا النوع من الحساسية ؟
– حساسية الجلد : هو التهاب مزمن مختلف الدرجات يؤدي إلى الحكة واختلاف طبيعة الجلد من خشونة وتشققات والتهابات جرثومية ثانوية ، وهذا الإلتهاب يصيب حوالي 3% من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ، 60% منهم في السنة الأولى من العمر ، ويعتمد مكان الإصابة على عمر الطفل ففي العام الأول ، تكون أكثر الاماكن إصابة هى الوجـه والجذع وخلف الركبه وعلى السطح الداخلي لليدين ، وبعد العام الأول : تكثر الإصابة في السطح الداخلي لليدين والساقين ، ومن الأعراض الأخرى لهذه الحساسية شحوب الوجه مع وجود هالة أسفل العينين ، ويتلخص العلاج بالنسبة لحساسية الجلد في مداوة الحكة إضافة إلى ملطفات للجلد ومراهم خاصة مثل الكورتيزون المختلف التركيز ، وقد يفيد استبعاد بعض الأطعمة المساعدة على زيادة الحساسية في شفاء 10-30% من الحالات ويتم اختفاء المرض في 80% من الحالات في العام الأول ، و90% خلال الخمس سنوات الأولى من العمر .