مقياس الذكاء و الاستقلالية تهدد مستقبل ” التوحد “
طالب عدد من المواطنين بإلغاء إشعارات أهلية القبول في مراكز الرعاية النهارية التابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، ومراجعة اللائحة التنظيمية للمراكز نظراً لما تتضمنه من شروط مجحفة تحول دون قبول بعض الأطفال ممن هم أْولى بالرعاية من المصابين بمرض التوحد.
وبحسب المادة الثالثة من الدليل الإجرائي لافتتاح مراكز الرعاية فإنه في حالة كانت درجة ذكاء المستفيد أقل من 50 يتم التقديم على مراكز الرعاية النهارية الأهلية، أما في حالة كانت درجة ذكاء المستفيد أكثر من 50 في تم التحويل إلى وزارة التعليم.
ما هي مراكز الرعاية النهارية؟ هي مراكزُ يقبل فيها الأشخاص شديدو الإعاقة أو متوسطوها أو مزدوجوها أو متعددوها ممن يعانون من إعاقة ذهنية، ويتم قبولهم لفترات صباحية ومسائية لا تقل عن خمس ساعات في كل فترة، على أن تتحمل الدولة رسوم رعاية وتأهيل المستفيدين لفترة واحدة فقط، وهذا التعريف يؤكد على قبول ذوي اضطراب التوحد المصاحب بإعاقة ذهنية، وهم أيضاً ممنُ يقبلون في وزارة التعليم لكن المراكز تتجاهلهم.
شروط القبول في مراكز الرعاية وبحسب المادة 4 من الدليل الإجرائي:
يراعى عند القبول في المراكز توفر الشروط التالية: خلو المعوق من الأمراض السارية أو المعدية.
إذا كان المعوق مصاباً بالصرع أو الاضطرابات النفسية أو السلوكية، فيجب أن تكون حالته مستقرة وتحت السيطرة بحيث لا يشكل خطراً على نفسه أو على غيره.
وبناء على الشرط الثاني في هذه المادة يتم استبعاد الكثير من ذوي اضطراب التوحد المصابين بالصرع أو الاضطرابات النفسية أو السلوكية. لماذا استبعاد مرضى التوحد؟ وتشترط المادة الرابعة عشرة، الفقرة 3 منها الاستفادة من مراكز التأهيل المهني من ذوي الإعاقات العقلية مثل، التخلف العقلي، بدرجة بسيطة، على ألا يقل مقياس معدل الذكاء عن 50 درجة، ومع ذلك يتم استبعاد ذوي الإعاقات العقلية الشديدة وممن تنخفض درجة ذكاءهم عن 50.
ازدواجية المعايير ويطالب الكثير من الأهالي بمراجعة هذه المعايير خصوصاً ما يتعلق بشرط نسبة الذكاء؛ لأن ذوي اضطراب التوحد يصعب وبشدة تحديد نسب ذكاء لهم، وبعضهم يعاني من صعوبة في النطق، بالتالي فهذا المعيار يحرمهم من الالتحاق بالمراكز.
أما أطفال التوحد الذين يعانون من نقص الانتباه واضطراب فرط النشاط والحركة، فيوجد صعوبة كذلك في تشخيصهم باستخدام مقاييس ذكاء لا تتناسب مع طبيعة الاضطراب لتعطي نتيجة غير واقعية تجعلهم مشخصين بالخطأٔ. كما أن الكثير من حالات ذوي اضطرابات التوحد غير مستقلين بدورات المياه، وفي الدليل التنظيمي للتربية الخاصة بوزارة التعليم تستبعد قائدة المدرسة الطفل غير المستقل، وغير المعتمد على نفسه في النظافة الشخصية. علاوة على أن وزارة التعليم لا تسمح بوجود مرافق (ظل) بالمدرسة، كذلك تتجاهل معايير الشروط والقبول المحددة في لائحة المراكز النهارية الفروق الفردية أو للمهارات والسلوكيات بين الأطفال ذوي الإعاقة وبالأخص ذوي اضطراب التوحد التي تتباين بينهم الحالات. معايير جديدة وفي الوقت الذي تخلت فيه جميع الممارسات العالمية عن نسبة الذكاء (IQ) ليكون هو المعيار الرسمي والوحيد في الرفض والقبول لا تزال المراكز في المملكة تتمسك به وتعتبره المعيار الأساسي.
والسؤال المطروح..
هل وزارة التعليم توسعت ببرامج دمج ذوي التوحد لتستقبل كافة الحالات المحولة لها مع مطلع العام الدراسي القادم؟
في الواقع نقص إمكانيات الدمج لدى وزارة التعليم لا يجعلها مهيأة لاستقبال جميع الحالات المحولة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، فلا وجودِ فعلي لبرامج الدمج التي حددتها وزارة التعليم لاستقبال الحالات، ولا يتوفر الفريق متعدد التخصصات ببرامج وزارة التعليم كالأخصائي النفسي، وأخصائي النطق، والأخصائي النفسي، وأخصائي
العلاج الوظيفي، وأخصائي العلاج الطبيعي.