ترامب يخير النظام الإيراني بين «التفاوض» أو «العمل العسكري»
لم يستبعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب إمكانية قيام بلاده بـ«تحرك عسكري ضد إيران»، وقال (ردًّا على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية، حول التحرك العسكري ضد النظام الإيراني): «الاحتمال وارد…»، لكنه ألقى بالكرة في ملعب طهران التي سيحدد تجاوبها مع دعوة «التفاوض حول برنامجها الصاروخي والنووي» مصير هذا الخيار.
وقال ترامب «نعم بالطبع يمكنني الحوار مع الرئيس الإيراني حسن روحاني…»، رغم تحريك واشنطن مجموعة حاملة طائرات هجومية، والدفع بقاذفات وصواريخ باتريوت وقوات إلى الشرق الأوسط، على خلفية معلومات استخبارية تتحدث عن «استعدادات الإيرانية المحتملة لمهاجمة قوات ومصالح أمريكية في المنطقة».
وقال ترامب (لتلفزيون: آي. تي. في، البريطاني): «إيران كانت مكانًا عدوانيًّا جدًّا عندما وصلت للسلطة.. كانت الدولة الإرهابية الأولى في العالم آنذاك، وربما لا تزال اليوم…»، وعن مصير الخيار العسكري الأمريكي قال: «الاحتمال وارد دائمًا.. هل أريد ذلك؟.. أفضل ألا يحدث ذلك، لكن هناك احتمالا واردًا دائمًا…»، في هذا الشأن.
وعندما سأله الإعلامي البريطاني، بيرس مورجان (في برنامج جود مورنيج بريطانيا) حول ما إذا كان يرغب في إجراء مباحثات مع روحاني، قال ترامب: «بالتأكيد.. قلت هذا، وهو قال ذلك.. روحاني قال إنه لا يسعى لخوض حرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية…»، قبل أن يؤكد ترامب أن «الاتفاق النووي مع إيران لم يُجْدِ نفعًا.. لا نستطيع أن نتركهم يمتلكون أسلحة نووية».
وفيما تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تصعيدًا ملموسًا في الأشهر الأخيرة على خلفية فرض واشنطن عقوبات اقتصادية موجعة على إيران (التي تتهمها واشنطن بالسعي للحصول على أسلحة نووية وبدعم الإرهاب، كما صنفت الحرس الثوري منظمة إرهابية) فقد قال مسؤول أمريكي، أمس الثلاثاء، إن «روسيا ربما تكون أكثر استعدادًا من ذي قبل للتعامل مع المخاوف الأمريكية حول نفوذ إيران، لاسيما في سوريا…».
وأعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أن جون بولتون، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، سيلتقي بنظيريه الروسي في القدس في يونيو الجاري، لكنها لم تذكر تفاصيل عن الاجتماع، فيما وصف مسؤول كبير في إدارة ترامب (إلى الصحفيين شريطة عدم نشر اسمه) إلى أن «الاجتماع المرتقب فرصة دبلوماسية غير مسبوقة للتحاور بشأن سوريا، خاصة «كيف يمكننا العمل معًا للتخلص من مصدر الاضطرابات الأساسي في الشرق الأوسط، ممثلًا في إيران».
وقال المسؤول الأمريكي: «نأمل أن نوضح نقطة مع الإسرائيليين وهي أننا لا نرى أي دور إيجابي للإيرانيين وهذا يتجاوز سوريا ولبنان والعراق واليمن إلى الأماكن الأخرى التي ينشطون فيها.. إذا أدرك الروس هذه الحقيقة، فأعتقد أننا سنكون سعداء للغاية بهذه النتيجة…»، وعندما سئل عما جعل إدارة ترامب متفائلة بشأن الاحتمالات الآن، قال المسؤول «مشاركة روسيا في اجتماع من هذا النوع أمر مهم».
وتابع المسؤول: «حقيقة أن الروس يرون قيمة في هذه المحادثات.. إنهم على استعداد للقيام بذلك علنًا، أعتقد أن هذا بحد ذاته مهم للغاية.. لذا فإننا نأمل أن يأتوا إلى الاجتماع ببعض المقترحات الجديدة التي ستتيح لنا إحراز تقدم…»، ووفقًا لإدارة ترامب، فمن المتوقع أن يشارك مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شبات، ونيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن القومي الروسي، في الاجتماع.
بدوره، قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ (قبل زيارة لروسيا) إن «تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدعو للقلق وإن جميع الأطراف بحاجة ضبط النفس»، في إشارة إلى تفاقم التوتر بين إيران والولايات المتحدة، وقال «شي» (لوكالة تاس، وصحيفة روسيسكايا جازيتا): «تطور الوضع مقلق.. نأمل في أن تظل جميع الأطراف المعنية عقلانية وأن تمارس ضبط النفس، وتكثف الحوار والمشاورات وتنزع فتيل الوضع المتوتر الحالي…».
غير أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، قال أمس الثلاثاء، إن «طهران لن تنخدع بعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التفاوض معها، ولن تتخلى عن برنامجها الصاروخي»، وفقًا لكلمة لخامنئي (بثها التلفزيون الرسمي) مضيفًا: «الرئيس الأمريكي قال في الآونة الأخيرة إن إيران يمكنها تحقيق التنمية في ظل زعمائها الحاليين.. هذا يعني أنهم لا يسعون لتغيير النظام، لكن هذه الحيلة السياسية لن تخدع المسؤولين الإيرانيين والشعب الإيراني…»ن قبل أن يقر بأن «العقوبات الأمريكية سببت صعوبات للإيرانيين».