«تسجيل خاص» يكشف رأي بومبيو في «صفقة القرن» الأمريكية
كشف تسجيل خاص بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن قناعة وزارة الخارجية الأمريكية بتشككها في إمكانية تنفيذ خطة السلام الأمريكية. وخلال التسجيل، أعرب وزير الخارجية مايك بومبيو (خلال اجتماع مغلق مع زعماء يهود) عن أمله ألا يتم رفضها على الفور ببساطة.
وذكرت الصحيفة أن بومبيو قدم (خلال الاجتماع) تقييمًا واقعيًّا لآفاق خطة السلام التي ترعاها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطال انتظارها، قبل أن يقول: «المرء قد يقول إن الخطة لا يمكن تنفيذها وإنها قد لا تحظى بالدعم.. ربما يتم رفضها».
وتابع بومبيو (خلال التسجيل الخاص الذي كشفت عنه صحيفة واشنطن بوست): «قد يقول المرء: لا جديد، ولا فائدة منها.. هناك شيئان جيدان، وتسعة أشياء سيئة.. السؤال الكبير: هل نستطيع إيجاد مساحة كافية حتى يمكن أن يكون لدينا حوار حقيقي حول تطويرها؟».
وقالت الصحيفة إن تصريحات بومبيو هي «الأكثر صراحةً» التي تخرج عن مسؤول بشأن «صفقة القرن»؛ حيث أقر بومبيو بالفكرة الشائعة بأن الاتفاق سيكون محابيًا للحكومة الإسرائيلية، موضحًا: «أتفهم سبب قناعتهم بأن الاتفاق يحبه الإسرائيليون فقط.. أتفهم هذا التصور».
إلى ذلك، قال مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر: إن «الفلسطينيين يستحقون تقرير المصير». وحول مستقبل التحرر الفلسطيني من التدخل العسكري والحكومي الإسرائيلي، أضاف كوشنر (في برنامج تلفزيوني على محطة: إتش بي أو التلفزيونية): «هذا سيكون طموحًا عاليًا».
ولم يصل كوشنر إلى حد تأييد إقامة دولة فلسطينية، مشككًا في قدرة الفلسطينيين على «حكم أنفسهم»، فيما ينتظر العالم تفاصيل خطة السلام التي يشارك كوشنر (صهر الرئيس دونالد ترامب) في وضعها؛ حيث لم يتم الكشف عن تفاصيلها بعد.
وعلى الرغم من إعداد كوشنر هذه الخطة منذ عامين تحت ستار من السرية، يرى الفلسطينيون وبعض المسؤولين العرب أنها منحازة بشدة لصالح إسرائيل وتحرم الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة الكاملة السيادة.
وتفادى كوشنر (بحسب وكالة رويترز) الخوض فيما إذا كانت الخطة ستتضمن حلًّا يقوم على وجود دولتين، لكنَّه قال: «أعتقد أنه يجب أن يحصلوا على حق تقرير المصير.. سأترك التفاصيل إلى أن نعلن الخطة الفعلية».
وتتألف الخطة (التي جرى تأجيل الإعلان عنها لعدة أسباب خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية) من شقين رئيسيين؛ أحدهما سياسي يتعلق بالقضايا الجوهرية (مثل وضع القدس، واللاجئين، والمياه، والمستوطنات)، والآخر اقتصادي يهدف إلى مساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم.
ويسيطر الغموض على تفاصيل الطرح الأمريكي المتعلق بحل الصراع؛ ما يدفع الخبراء إلى التشكيك في فرص نجاح إدارة ترامب في حل الأزمة. وقال كوشنر ردًّا على عدم ثقة الفلسطينيين به: «لست هنا كي أكون محل ثقة».
وبشَّر مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، مطلع الشهر الجاري، بأن خطة السلام في الشرق الأوسط التي يعكف على وضعها «ستكون نقطة بداية جيدة لمعالجة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.. أعمل على إعداد خطة السلام منذ نحو عامين».
وأوضح كوشنر (لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) أنه «تم تكليفي بمحاولة إيجاد حل بين الجانبين. وأعتقد أنَّ ما سنطرحه هو إطار عمل أعتقد أنه واقعي.. أنه قابل للتنفيذ، وهو أمر أعتقد بشدة أنه سيقود الجانبين إلى حياة أفضل كثيرًا».
وقال: «ما سنتمكن من إعداده هو حل نعتقد أنه سيكون نقطة بداية جيدة للقضايا السياسية، وإطارًا لما يمكن القيام به لمساعدة الطرفين على بدء حياة أفضل.. آمل أن يفكر الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني جيدًا في خطة السلام قبل اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب».
بدورها، قالت السلطة الفلسطينية إنها «لن تحضر مؤتمرًا للاستثمار»، يعقد في البحرين أواخر يونيو الجاري، تحت رعاية الولايات المتحدة؛ حيث من المتوقع كشف النقاب عن الجزء الاقتصادي من المبادرة الأمريكية حول الصراع.
وترفض القيادة الفلسطينية التعامل مع إدارة ترامب منذ أواخر 2017 عندما قرَّر الرئيس نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما تقاطع جهدًا دبلوماسيًّا أشاد به ترامب بوصفه «صفقة القرن».
وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (23 مايو) أن البيت الأبيض سيطرح رؤيته للسلام في الشرق الأوسط (الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية) الصيف القادم، معربًا عن أمله أن «توفر مستقبلًا أفضل للفلسطينيين».
وقال بومبيو (في كلمة على هامش احتفال إسرائيل بما يسمى عيد الاستقلال): «لدى البيت الأبيض رؤية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسنكشف عنها هذا الصيف. إنها فرصة، رغم أنه لا توجد ضمانات نأمل منها أن توفر مستقبلًا أفضل للفلسطينيين».
ويقول كوشنر (الذي يعد الخطة مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات): إن «الخطة ليست محاولة لفرض الإرادة الأمريكية على المنطقة»، فيما يعبر الفلسطينيون عن تشككهم في الجهود التي يقودها كوشنر.
وفيما يقول جرينبلات إنَّ «المفاوضين الأمريكيين يتوقعون اعتراض الإسرائيليين والفلسطينيين على بعض أجزاء الخطة»؛ يعتقد مسؤولون ومحللون عرب أن من المرجح أن تأتي الخطة في صالح إسرائيل، في ظل تشدد إدارة ترامب تجاه الفلسطينيين.
وكشفت معلومات جديدة (منتصف أبريل الماضي) عن ملامح مقترح «صفقة القرن» الأمريكية الخاصة بحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقال تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» إنَّ «الحل الذي تعمل عليه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يتضمن دولة كاملة السيادة».
وأوضح التقرير أنَّ ما يجري العمل عليه حاليًّا في العاصمة واشنطن «يتضمن تحسين ظروف حياة الفلسطينيين فقط»، وأن «من المتوقع أن يطرح البيت الأبيض حزمة السلام التي طال انتظارها خلال الربيع أو بداية الخريف المقبل، بعد جهود قام بها جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره».
وقال ترامب لمقربين منه (وفق واشنطن بوست) إنه يرغب في «قلب الافتراضات التقليدية بشأن حل الصراع»؛ وذلك على عكس دبلوماسيته الشخصية التقليدية مع كوريا الشمالية؛ حيث أوكل الملف الفلسطيني-الإسرائيلي بدرجة كبيرة إلى صهره، غير أنَّ معظم المحللين يرون أن «فرصة نجاح كوشنر ضئيلة للغاية».