«كوشنر» يتحدث عن «طموح عالٍ» ويشكِّك في «القيادة الفلسطينية»
قال مستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر: إن «الفلسطينيين يستحقون تقرير المصير». وحول مستقبل التحرر الفلسطيني من التدخل العسكري والحكومي الإسرائيلي أضاف كوشنر (في برنامج تلفزيوني على محطة: إتش . بي. أو التلفزيونية): «هذا سيكون طموحًا عاليًا…».
ولم يصل كوشنر إلى حد تأييد إقامة دولة فلسطينية، مشككًا في قدرة الفلسطينيين على «حكم أنفسهم»، فيما ينتظر العالم تفاصيل خطة السلام التى يشارك كوشنر (صهر الرئيس دونالد ترامب) في وضعها، حيث لم يتم الكشف عن تفاصيلها بعد.
وعلى الرغم من قيام كوشنر بإعداد هذه الخطة منذ عامين تحت ستار من السرية يرى الفلسطينيون وبعض المسؤولين العرب أنها منحازة بشدة لصالح إسرائيل وتحرم الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة، كاملة السيادة.
وتفادي كوشنر (بحسب وكالة رويترز) الخوض فيما إذا كانت الخطة ستتضمن حلًا يقوم على وجود دولتين، لكنَّه قال: «أعتقد أنه يجب أن يحصلوا على حق تقرير المصير.. سأترك التفاصيل إلى أن نعلن الخطة الفعلية…».
بدورها، قالت السلطة الفلسطينية: إنها «لن تحضر مؤتمرًا للاستثمار»، يعقد في البحرين أواخر يونيو الجاري، تحت رعاية الولايات المتحدة حيث من المتوقع كشف النقاب عن الجزء الاقتصادي من المبادرة الأمريكية حول الصراع.
وتتألف الخطة (التي جرى تأجيل الإعلان عنها لعدة أسباب خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية) من شقين رئيسيين؛ أحدهما سياسي يتعلق بالقضايا الجوهرية (مثل وضع القدس، واللاجئين، والمياه، والمستوطنات)، والآخر اقتصادي يهدف إلى مساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم.
ويسيطر الغموض على تفاصيل الطرح الأمريكي المتعلق بحل الصراع، ما يدفع الخبراء للتشكيك في فرص نجاح إدارة ترامب في حل الأزمة، وقال كوشنر ردًا على عدم ثقة الفلسطينيين فيه: «لست هنا كي أكون محل ثقة…».
وبشَّر مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، مطلع الشهر الجاري، بأن خطة السلام في الشرق الأوسط التي يعكف على وضعها «ستكون نقطة بداية جيدة لمعالجة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.. أعمل على إعداد خطة السلام منذ نحو عامين».
وأوضح كوشنر (لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) أنه «تم تكليفي بمحاولة إيجاد حل بين الجانبين. وأعتقد أنَّ ما سنطرحه هو إطار عمل أعتقد أنه واقعي.. أنه قابل للتنفيذ، وهو أمر أعتقد بشدة أنه سيقود الجانبين إلى حياة أفضل كثيرًا».
وقال: «ما سنتمكن من إعداده هو حل نعتقد أنه سيكون نقطة بداية جيدة للقضايا السياسية، وإطارًا لما يمكن القيام به لمساعدة الطرفين على بدء حياة أفضل.. آمل أن يفكر الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني جيدًا في خطة السلام قبل اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب».
وترفض القيادة الفلسطينية التعامل مع إدارة ترامب منذ أواخر 2017 عندما قرَّر الرئيس نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فيما تقاطع جهدًا دبلوماسيًا أشاد به ترامب بوصفه «صفقة القرن».
وأكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (23 مايو) أن البيت الأبيض سيطرح رؤيته للسلام في الشرق الأوسط (الأزمة الفلسطينية- الإسرائيلية) الصيف القادم، معربًا عن أمله أن «توفر مستقبلًا أفضل للفلسطينيين».
وقال بومبيو (في كلمة على هامش احتفال إسرائيل بما يسمى عيد الاستقلال): «لدى البيت الأبيض رؤية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسنكشف عنها هذا الصيف. إنها فرصة، رغم أنه لا توجد ضمانات نأمل منها أن توفر مستقبلًا أفضل للفلسطينيين».
ويقول كوشنر (الذي يعد الخطة مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات): إن «الخطة ليست محاولة لفرض الإرادة الأمريكية على المنطقة»، فيما يعبر الفلسطينيون عن تشككهم في الجهود التي يقودها كوشنر.
وفيما يقول جرينبلات: إنَّ «المفاوضين الأمريكيين يتوقعون اعتراض الإسرائيليين والفلسطينيين على بعض أجزاء الخطة»؛ يعتقد مسؤولون ومحللون عرب أنه من المرجح أن تأتي الخطة في صالح إسرائيل، في ظل تشدد إدارة ترامب تجاه الفلسطينيين.
وكشفت معلومات جديدة (منتصف أبريل الماضي) عن ملامح مقترح «صفقة القرن» الأمريكية الخاصة بحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وقال تقرير لصحيفة «واشنطن بوست»: إنَّ «الحل الذي تعمل عليه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يتضمن دولة كاملة السيادة».
وأوضح التقرير أنَّ ما يجري العمل عليه حاليًّا في العاصمة واشنطن «يتضمن تحسين ظروف حياة الفلسطينيين فقط»، وإنه «من المتوقع أن يطرح البيت الأبيض حزمة السلام التي طال انتظارها خلال الربيع أو بداية الخريف المقبل، بعد جهود قام بها جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره». وقال ترامب لمقربين منه (وفق واشنطن بوست): إنه يرغب في «قلب الافتراضات التقليدية بشأن حل الصراع»؛ وذلك على عكس دبلوماسيته الشخصية التقليدية مع كوريا الشمالية؛ حيث أوكل الملف الفلسطيني- الإسرائيلي بدرجة كبيرة إلى صهره، غير أنَّ معظم المحللين يرون أن «فرصة نجاح كوشنر ضئيلة للغاية».
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، بنيامين نتنياهو، قد تعهَّد في وقت سابق، بفوز حزبه «ليكود»، بالانتخابات المبكرة التي جرت الدعوة إليها بعدما فشل في تشكيل حكومة ائتلافية، وقال: (بعدما صوت الكنيست لصالح مشروع حل نفسه): «سنخوض حملة تحقق النصر.. سنفوز…».
وصوت أعضاء الكنيست الإسرائيلي، الخميس الماضي، لصالح حل المجلس مما يمهد لإجراء انتخابات جديدة؛ حيث صوت بأغلبية 74 صوتًا مقابل 45 لصالح قرار الحل، بعد دقائق من انقضاء المهلة المحددة لنتنياهو لتشكيل حكومة جديدة.
ومن المتوقع على نطاق واسع إجراء الانتخابات في سبتمبر لتكون الثانية هذا العام، بينما يقول معلقون: إنَّ هذه واقعة لم يسبق لها مثيل حتى في بلد معتاد على التشاحن السياسي، كما تمثل ضربة لنتنياهو الذي أعلن الفوز في الانتخابات الأخيرة التي أجريت في التاسع من أبريل. وقد تؤدّي الانتخابات الجديدة إلى تعقيد جهود الولايات المتحدة للمضي قدمًا في خطة السلام التي وضعها الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ورفض الفلسطينيون الخطة حتى قبل إعلانها باعتبارها ضربة لطموحاتهم في إقامة دولة.
وأبلغ ملك الأردن، عبد الله الثاني، جاريد كوشنر بأن «السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر بيان الديوان الملكي أنَّ العاهل الأردني، أبلغ كوشنر بأنه يتعين على إسرائيل أن تنسحب من الضفة الغربية التي كانت تحت الإدارة الأردنية وانتزعتها إسرائيل في حرب عام 1967، وتتعامل عمان بحساسية تجاه أي تغييرات في وضع القدس.