سموه : نحن من الشعب السعودي وفيه وأفخر بأني منه وفيه، كلنا عائلة واحدة.
فقدت المملكة احد قادتها الذين يشار لهم بالبنان في السياسة والحكمة والخبرة العسكرية وداعم للعمل الخيري والإنساني الشخصية التي خدمت الوطن بتفان وأمانة وإخلاص و لعقود طوال في المجال العسكري عبر توليه قيادة العمل بالقوات المسلحة نائبا لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام في تلك الفترة انه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيزـ رحمه الله ـ الشخصية المؤثرة و الفريدة المتسلحة بالعلم والمعرفة والثقافة المتنوعة التي ارتسمت بطباع سامية من النبل والكرم والتواضع ومحبة الناس .
يقول الامير عبدالرحمن بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ في حديث بمحفل كبير تحت رعايته قبل عدة سنوات : نحن من الشعب السعودي وفيه وأفخر بأني منه وفيه، كلنا عائلة واحدة، ومن يتتبع هذا الأمر شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً سيجدنا عائلة واحدة”
القائد الذي وجّه رسالة لأعداء الوطن بمقولته المتداولة في حرب الحوثيين “لا يحدونا على أقصانا .. الشعب السعودي من واجهه سيرى الويل”.
وهنا نستعرض جزء من الحياة العملية والإنسانية للأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن نائب وزير الدفاع الأسبق، ـ شقيق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ـ الذي وُلد عام 1931م وهو الابن الـ 16 من أبناء الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله، ووالدته هي الأميرة حصة بنت أحمد السديري.
التحق الأمير عبدالرحمن ـ رحمه الله ـ بعد وفاة والده بفترة بإحدى المدارس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة، وهي مدرسة تقوم بتدريس المقررات الثانوية وإعطاء برنامج خاص لتأهيل الطلبة للالتحاق بالكليات العسكرية، ثم التحق بعد ذلك بالكلية العسكرية في سان دييغو ثم التحق بكلية الاقتصاد التابعة لجامعة كاليفورنيا، ودخل العمل السياسي عام 1983م عندما أصدر الملك فهد، رحمه الله، أمراً بتعيينه نائباً لوزير الدفاع والطيران والمفتش العام، خلفاً لأخيه الأمير تركي (الثاني) بن عبدالعزيز.
ظل الأمير الراحل وفياً مخلصاً لدينه ووطنه، وعُرف عنه أنه من رجال الأعمال الخيّرين؛ حيث أنشأ منذ بداياته مبرة الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز الخيرية التي يذهب ريعها ومصارفها في العمل الخيري والتنموي، كما انشأ على نفقته الخاصة العديد من الآبار الارتوازية لسقيا الناس وبخاصة أهل البادية في المناطق الصحراوية وافتتحها بنفسه رحمه الله كان يعشق الخيل الأصيلة وزار عديداً من البلاد العربية والأوروبية والولايات المتحدة وحصل على الكثير من الأوسمة والتكريم .
عند حرب الحوثيين الأولى عام 2009م، وقف ميدانياً على الساحة وزار الجنود المصابين في الحد الجنوبي، وأطلق تصريحاً وقتها قال فيه: “مثلما قلت إن الشعب السعودي ما يحتاج تقول له شيء لكن لا تحرّكه، إن حرّكته، والله من واجهه ليرى الويل منذ قديم الزمان وليس الآن”، ورد على أحد الضباط بوضع “السدادة” على الأذنين عند الرمي، قائلاً: “قل الله أكبر وارم .. هذي سدادة الأذنين”.
وأضاف: “نحن من الشعب السعودي وفيه وأفخر بأني منه وفيه، كلنا عائلة واحدة، ومن يتتبع هذا الأمر شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً سيجدنا عائلة واحدة”، مشيراً إلى أنه “لا يحدونا على أقصانا”، “نحن لن نعتدي على أحد، ولن نتدخل في شؤون أحد، لكننا لا نقبل أن يتدخل أحد في شؤوننا بأي شكل من الأشكال، ولو وسوس له الشيطان وتدخل سيجد الرد الفعلي الحاسم إن شاء الله”.
وللراحل إسهامات واهتمامات متعددة؛ حيث يدعم العمل الخيري ويساهم في مشاريع متنوعة يرعاها لديمومة العمل الخيري والانساني وأنشأ مزارع حديثة في أنحاء مختلفة من المملكة، ويحمل قلادة الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، كما تقلد عدداً من الأوسمة العربية الرفيعة.
في عام 1432هـ، ترجل من منصبه وبعدها بست سنوات انتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز 86 عاماً، وأدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله، مع جموع المصلين في المسجد الحرام صلاة الميت على أخيه الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، يرافقه الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وعدد كبير من الأمراء والمواطنين، وذلك يوم الجمعة 20 شوال 1438هـ.