برعاية خادم الحرمين الشريفين.. انطلاق أعمال ندوة “الجهود العلمية في المسجد النبوي في العهد السعودي”
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – نظمت جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة بالاشتراك مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم، ندوة علمية بعنوان: “الجهود العلمية في المسجد النبوي في العهد السعودي” وتستمر لمدة يومين.
وانطلقت أعمال الندوة التي تُقام بمركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة, وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة.
وبدء الحفل المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم, ثم ألقى مدير جامعة الأزهر بجمهورية مصر العربية الدكتور محمد حسين المحرصاوي كلمة الضيوف, قال فيها: إن الجزيرة هي مهبط الوحي وبدأ رسالة الإسلام, وإدراكًا من ولاة الأمر بعبء الأمانة الملقاة على عاتقهم تجاه الإسلام والمسلمين في نشر الدعوة الإسلامية, نجد أن المملكة العربية السعودية كان لها جهود علمية تُذكر فتُشكر على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية.
وأضاف الدكتور صاوي أن ندوة “الجهود العلمية في المسجد النبوي في العهد السعودي” تأتي في إطار اهتمام قيادة هذه البلاد المباركة بالحرمين الشريفين وتبيان دورهما في نشر الوسطية في الإسلام وتصحيح المفاهيم وإذكاء روح التنافس بين الباحثين على مستوى العالم, وإثراء المكتبة الإسلامية بالبحوث العليمة المتميزة, بما يعود بالنفع على الأمة.
وسأل مدير جامعة الأزهر في ختام كلمته, الله عز وجل أن يمن على هذا البلد وسائر بلاد المسلمين بالأمن والإيمان والسلم والسلام, موجهًا شكره للمملكة العربية السعودية ملكًا وحكومة وشعبًا على هذه الجهود العلمية في رحاب المدينة المنورة على سكانها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
عد ذلك ألقى معالي مستشار وزير الداخلية أمين عام الجائزة الدكتور ساعد العرابي الحارثي, كلمة قال فيها: لقد أنعم الله على بلاد الحرمين الشريفين، وقِبلة العالم الإسلامي، المملكة العربية السعودية، بخيرات كثيرة، ونعم مُتتابعة، وهيئ لها قادة حكماء أتقياء أنقياء، أقامُوا ركائز وأسس هذه البلاد على الإسلام، عقيدة وشريعةً ومنهاجًا، منطلِقين في ذلك من الأصليّن العظيمين، والمنبعين العذبيّن، القرآن الكريم، والسنة المطهرة.
وأضاف معاليه قائلًا: قد شرّف الله قادَة وحكام المملكة بمهمة جليلة عظيمة، وهي خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة من يفد إليهما، حجاجًا ومُعتمرين وزوارًا، وأصبح الاهتمام بالحرمين الشريفين وشؤونهما، وضيوف الرحمن ورعايتهم، والعمل على راحتهم واطمئنانهم, شرفًا لولاة الأمر في المملكة العربية السعودية، ينتهجون في ذلك خُطى النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ومنهجه في العناية بهذين الحرمين، ولما لهما من مكانة كبيرة في أفئدة المسلمين.
وأشار الدكتور الحارثي إلى أن عناية المملكة لم تقف على مجالات الخدمات للحرمين الشريفين ، بل امتدت هذه العناية لتشمل المجال العلمي والتعليمي من خلال الدروس والمحاضرات، وَحِلَق العلم التي تُنظمها الرئاسة العامة لخدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي، في مجالات العلوم الشرعية والعربية، وبلغات متعددة، لتكتمل منظومة العناية بالحرمين الشريفين، وليكونا منارتي علم وتعليم، إضافَةً إلى كونهما منارتين يؤدي فيهما المُسلِمُون عباداتهم.
وقال معاليه: وفي إطارِ رسالة المملكة نحو الإسلام والمسلمين, وتوثيقًا للجهود العلمية للمسجد النبوي ، اضطلَعَت جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، وبالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتنظيم هذه الندوة العلمية المهمة في غايتها، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-.
وبين الدكتور الحارثي أنه نتيجة للإعلان عن الندوة وموضوعاتها ومحاورها، استقبلت اللجنة العلمية للندوة ( 161 ) ملخصًا لباحثين يرغبون المشاركة فيها من (۲۰) دولة وجنسية، قُبل منها (114) ملخصًا، انتهت إلى أبحاث علمية مُحكمة، وَيُشارك فيها (34) بحثًا في الجلسات العلمية للندوة.
ورفع معاليه في ختام كلمته الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله-، على مُوافَقَتِهِ ورعايته لهذه الندوة، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ولصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز رئيس الهَيئة العليا للجائزة ، على ما حظيت به الندوة من دعم من سموه الكريم ، موجهًا شكره لمعالي الرئيس العام الشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس؛ لمتابعته وَحرصه على أن تحقق الندوة أهدافها المرجوّة, كما شكر معاليه العاملين في اللجان العاملة على ما قدموا من جهد وافر لإنجاح هذه الندوة ، أثمرت عن هذا العمل الذي يؤكد عناية ولاة الأمر في بلادنا المُباركة ، بالجوانب العلمية والتعليمية في المسجد النبوي الشريف ، مُتَرَسمين في ذلك نهج النبي صلى الله عليه وسلم ، وَسَلَف هَذهِ الأمة ، ليكون هذا المسجد المُبَارَكَ مَنارَةً علم للناس أجمعين .
ثم ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس, كلمة قال فيها: يُتوج هذا اللقاء شرف المكان في رحاب مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وشرف الزمان في شهر رمضان المبارك, وشرف الرعاية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- لهذه الندوة العلمية المباركة, وشرف المناسبة والهدف والغاية, والمقصد العظيم الذي ترمي إليه هذه الندوة العلمية المباركة.
وأضاف معاليه: من نعم الله تعالى علينا أن هدانا للإسلام, ومنّ علينا ببعثة سيد الأنام, وهذا الدين الشامل الكامل, كما منّ علينا بولاة أمر ميامين, يصونون الكتاب والسنة ويخدمون الحرمين الشريفين وقاصديهما, وهذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -رحمه الله-, تُعنى بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن, من الحجاج والمعتمرين, كما تُعنى بعمارة الحرمين الشريفين وتوسعتهما التاريخية والاستثنائية, وتُعنى أيضًا بعمارتهما المعنوية بالعلوم النافعة والمعارف المفيدة التي تروي أرواح الزائرين والمعتمرين والحجاج بالعقيدة الصحيحة والسنة القويمة والمنهج السليم والحرص على جمع كلمة المسلمين على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك التمسك بالإسلام الحق بيسره ووسطيته واعتداله.
وبين معالي الشيخ السديس أن الحرمين الشريفين منطلق لرسالة الإسلام الحق, وقد عُنيت هذه الدولة المباركة بعمارتهما حسيًا ومعنويًا, وهذه الندوة العلمية المباركة, تُجسد اهتمام ولاة الأمر بالحرمين الشريفين, وتعكس حرص القيادة الرشيدة على العناية بالحرمين الشريفين, فالمملكة لها جهود عظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين, وتأتي العناية بالحرمين الشريفين من أهم أوجه العناية لهذه الدولة المباركة, في أداء رسالتهما في الأمن والأمان والسلم العالمييّن, فمسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انطلقت منه أعظم حضارة عرفها التاريخ, وتتبوأ هذه الدولة المباركة من خلال عنايتها بالحرمين الشريفين المكانة العالمية والريادة الحضارية في نشر حقائق الإسلام والعلوم المؤصلة في الحرمين الشريفين, ولهذا فإن هذه الندوة العلمية المباركة ستُسلط الأضواء على أوجه العناية العلمية من خلال سبعة محاور في فضل ومكانة المسجد النبوي وأيضًا في الجوانب العلمية المعنية بالعقيدة وكذلك بالفكر والأحكام, وبعلوم القرآن الكريم والسنة النبوية وباللغة العربية وأيضًا وسائل نشر هذه العلوم من خلال الخطب والدروس ومعهد المسجد النبوي والقسم العالي في المسجد النبوي, وما أحدثته النقلة النوعية من خلال رعاية ولاة الأمر -حفظهم الله- وتطويرهم الأعمال بالحرمين الشريفين من استثمار التقنية والإعلام الجديد في خدمة العلم, ومنصات التواصل لنشر الخير والهدى والعلم والوسطية والاعتدال وإرشاد الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر الخير والعلوم والمعارف في الحرمين الشريفين من خلال اللغات والترجمة التي وصلت إلى الآن 11 لغة تُخاطب العالم بهذا الخير وتؤكد على تعاليم الإسلام التي تنبثق من الحرمين الشريفين وتؤصل العلوم النافعة وتحرص على جلب كلمة المسلمين في وقت عانت فيه الأمم والعالم من الإرهاب والتطرف وكانت الحاجة ماسة إلى إبراز وسطية الإسلام والعناية بالأمن الفكري والعلوم النافعة التي تسير على منهج السلف الصالح في البُعد عن البدع المحدثات والأهواء والمخالفات, في نشر للعقيدة السمحة ولزوم الكتاب والسنة في البُعد عن المذهبية والطائفية والتمييز والنعرات التي تفرق الأمة, فيأتي الحرمان الشريفان منارتا حق وعدل وأمن وسلام ووسطية واعتدال.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة قال فيها: اختار الله سبحانه وتعالى المدينة المنورة لتكون دار هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومستقر إقامته، ومنطلق نور الإسلام إلى الدنيا، وقد ثبت في كتب سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم أن أول عمل قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما دخل المدينة المنورة هو بناء المسجد النبوي الذي اختص بخصائص وفضائل عظيمة ، وإمامه هو سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ولم يقف دور المسجد النبوي على الصلاة والعبادة فقط ، بل كان له دور علمي واجتماعي, وكان المسجد النبوي الشريف منارة علم ومعرفة يأوي إليه طلاب العلم من كل مكان لينهلوا من علوم الدين والشريعة عبر تاريخ الحضارة الإسلامية.
وأبان سموه أنه انطلاقًا من رسالة المملكة في نشر الإسلام والعلم الشرعي المؤصل القائم على منهج الكتاب والسنة، ومنهج الوسطية والاعتدال، وامتدادًا لعناية بلاد الحرمين بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وتوثيقًا للجهود العلمية للمسجد النبوي الشريف بادرت جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الاسلامية المعاصرة، بالتعاون مع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لعقد ندوة علمية عن جهود المملكة العربية السعودية في العناية بالدور العلمي للمسجد النبوي.
وفي ختام كلمته رفع سموه الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على موافقته لإقامة الندوة ورعايته لها ، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظة الله-.
كما شكر سموه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد بن فيصل بن عبد العزيز على الاستضافة لهذه الندوة, كما شكر سموه الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على هذا التعاون الذي يجسد التكامل بين الجائزة والرئاسة في القيام بدورهما العلمي والريادي، وخص بالشكر معالي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس على جهوده ومتابعته لتخرج هذه الندوة بالصورة التي تليق بموضوع هذه الندوة ، محققة أهدافها المرجوة .موجهًا شكره للعلماء والباحثين الذين ساهموا في الندوة بمشاركاتهم العلمية الرصينة مساهمين بذلك في توثيق دور المسجد النبوي العلمي في العهد السعودي. كما شكر اللجان العاملة في الندوة الذين بذلوا جهودا كبيرة لتتحقق الأهداف، ولتخرج الندوة بالصورة التي تليق بمكانة المسجد النبوي.
وفي ختام الحفل تسلم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز هدية تذكارية من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس بهذه المناسبة.