انهيار عصبي حاد للرئيس السوداني السابق عمر البشير داخل سجن كوبر
تعرض الرئيس السوداني السابق عمر البشير لحالة إنهيار عصبي حاد داخل سجن كوبر الشهير في العاصمة السودانية الخرطوم وعلى إثره تم استدعاء طاقم طبي كبير من مستشفى علياء له وبعض الأطباء من السلاح الطبي.
وكان الرئيس السوداني السابق عمر البشير الذي أطاحت به المؤسسة العسكرية الأسبوع الماضي قد نقل إلى سجن كوبر في الخرطوم، وفق ما أكد مصدر في عائلته أمس الأربعاء بينما خرج الأطباء في مسيرة بالعاصمة للانضمام إلى الاعتصام المتواصل خارج مقر القيادة العامة للجيش.
وبعد النهاية المثيرة الأسبوع الماضي لحكم البشير الذي استمر ثلاثة عقود، تم نقله مساء الثلاثاء (ليل الأربعاء) “إلى سجن كوبر” في الخرطوم، بحسب المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لأسباب أمنية.
وتحدث شهود عيان عن انتشار كثيف للجنود ولعناصر قوة الدعم السريع المساندة للجيش خارج السجن الواقع في شمال الخرطوم.
ولم يعرف مكان وجود الرئيس السابق البالغ من العمر 75 عاما منذ تولّى الجيش الحكم الخميس إذ أكد قادة البلاد العسكريون الجدد أنه محتجز “في مكان آمن”.
ومساء الأربعاء أعلن متحدث باسم المجلس العسكري السوداني اعتقال اثنين من الأشقاء الخمسة للرئيس المخلوع عمر البشير هما عبدالله حسن البشير والعباس حسن البشير.
كما أصدر المجلس قرارا بوضع منسقية الدفاع الشعبي تحت قيادة ضابط من القوات المسلحة لدمجها في الجيش.
ومنسقية الدفاع الشعبي هي بمثابة وحدة احتياط مهمتها تقديم الدعم للقوات المسلحة النظامية.
وقال الفريق أول شمس الدين كباشي للصحافيين تم اعتقال عدد من رموز النظام البائد كما تم اعتقال شقيقي رأس النظام الفاسد عبد الله والعباس، وجاري البحث عن بعض من أخفوا أنفسهم.
ولم يكفِ اعتقال البشير لإرضاء المتظاهرين الذين أطلقوا تظاهرات مناهضة للحكومة منذ كانون الأول/ديسمبر واعتصموا أمام مقر القيادة العامة للجيش منذ السادس من نيسان/أبريل.
وخرج عشرات الأطباء بزيهم الابيض من المستشفى الرئيسي في الخرطوم باتجاه ساحة الاعتصام على وقع هتافات “حرية، سلام، عدالة”.
وخرج الصحافيون في مسيرة منفصلة مطالبين بحرية الصحافة ورافعين لافتات تطالب بأن يدير وسائل الإعلام الرسمية صحافيون “مستقلون ومهنيون”.
وقدّم القادة العسكريون بعض التنازلات للمتظاهرين شملت إقالة النائب العام عمر أحمد محمد الثلاثاء، إلا أن المتظاهرين يخشون من أن تُسرق انتفاضتهم.
وقالت المتظاهرة فاديا خلف لفرانس برس “واجهنا الغاز المسيل للدموع وسجن كثيرون منّا. تعرضنا لإطلاق النار وقتل كثيرون. كل ذلك لأننا قلنا ما نريده”.
ويشير مسؤولون إلى أن 65 شخصا قتلوا في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات منذ كانون الأول/ديسمبر. وتم تكريم بعض القتلى عبر رسوم جدارية في الخرطوم.
ورغم الأجواء الاحتفالية التي شهدتها ساحات الاعتصام حيث غنّى المتظاهرون ورفعوا أعلام بلدهم، إلا أن التوتر ساد في الأيام الأخيرة في ظل مخاوف من محاولة محتملة للجيش لفض الاعتصام بالقوة.