بوصلة الاستثمار العالمي تتّجه نحو سوق الطيران السعودي
يكسب مؤتمر الطيران المدني الدولي 2019م التي تنطلق أعماله خلال الفترة (25 ـ 26 رجب 1440هـ الموافق 1 ـ 2 أبريل 2019م)، في فندق الريتز كارلتون بمدينة الرياض، أهميته الكبيرة في ضوء رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – للمؤتمر الذي يأتي انعقاده انطلاقاً من الدوّر الرئيسي والمحوري للمملكة العربية السعودية في صناعة النقل الجوي على المستوى الإقليمي والدولي، وتماشيا مع رؤية المملكة 2030 وما تطمح إليه من جذب الاستثمارات الدولية للمملكة.
ويعّد المؤتمر الذي تستضيفه الهيئة العامة للطيران المدني، ويشارك من خلاله العديد من وزراء النقل ورؤساء هيئات الطيران المدني والمتخصصين في الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بقطاع الطيران المدني واحداً من أهم الفعاليات التي تنظم على المستوى العالمي في مجال صناعة النقل الجوي.
كما يهدف المؤتمر إلى تبادل المعلومات والخبرات المتعلقة بقطاع الطيران المدني، والاستفادة من التجارب لرفع جودة الخدمات، ومراجعة الممارسات المتبعة عالمياً نحو تحسين التعاون في مجال الأمن والسلامة في القطاع.
وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز اقتصادها الوطني والنهوض بصناعة الطيران المدني لتشكل رافداً اقتصادياً مهماً للوطن خلال السنوات القادمة، والاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة مما يجعلها مركزاً لوجستياً عالمياً يربط القارات الثلاث (آسيا، أوروبا، أفريقيا).
ويساهم في جذب كبرى الشركات العالمية للاستثمار بها، ويعزّز من صناعة النقل الجوي بالمملكة وهو ما يتوافق مع الخطة الاستراتيجية للهيئة العامة للطيران المدني، التي تتماشى مع رؤية المملكة 2030م والرامية إلى تنمية الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى بناء شراكات فاعلة مع القطاع الخاص وخلق الفرص الاستثمارية التي تضع المملكة في مكانة متقدمة في صناعة النقل الجوي على المستوى الدولي.
ويحظى قطاع الطيران المدني في المملكة بفرص استثمارية كبرى، حيث تشير الإحصاءات والدراسات الصادرة من الهيئة العامة للطيران المدني إلى استمرار نسبة النمو في أعداد المسافرين عبر مطارات المملكة خلال الأعوام القادمة، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي عدد المسافرين في مطارات المملكة خلال العام الحالي 2019م إلى (101,554,331) مسافر.
وهو ما يعني ارتفاع متوقع في نسبة النمو تصل إلى 129.3 % مقارنة بأعداد المسافرين قبل عشرة أعوام ماضية وتحديداً في العام 2009م الذي وصل خلاله عدد المسافرين إلى (44,287,274) مسافر، وتشير نسب النمو المرتفعة في أعداد المسافرين على الطلب المتنامي والكبير على الطيران المدني في السوق السعودي.
وإلى النظرة الإيجابية في مستقبل القطاع خلال السنوات القادمة، حيث يشكل ارتفاع النمو السكاني الثابت، والاستقرار الأمني، والازدهار الاقتصادي الذي تعيشه المملكة العربية السعودية، أبرز مؤشرات التفاؤل في ضوء الجهود التي تقوم بها الهيئة العامة للطيران المدني عبر وضع الخطط والاستراتيجيات المتقدمة للقطاع.
وتشَجيع فرص الاستثمار في المطارات وكافة قطاعات الطيران المدني في المملكة، حيث من المتوقع أن يشهد القطاع نمواً متسارع في الأعوام القادمة، ومن المتوقع أن يصل عدد المسافرين في مطارات المملكة خلال العام 2030م إلى (195,786,792) مسافر، بنسبة نمو تزيد عن 92.8% مقارنة بالعام الحالي 2019.
ما حدى بالمتخصصين في مجال النقل الجويفي وضع سوق الطيران بالمملكة واحدا من أفضل أسواق الطيران الصاعدة في العالم، وذلك استناداً على المؤشرات الإيجابية التي تشير إلى استمرارية النمو في القطاع خلال الأعوام القادمة.
تجدر الإشارة إلى أن مؤتمر الطيران المدني الدولي 2019م، يسلط الضوء على السياسات واللوائح والخطط المستقبلية في كل ما يتعلّق بالأمن والسلامة والفرص الاستثماريّة التي تقدمها منظومة الطيران المدني حول العالم، والابتكارات المؤثرة في مجال تكنولوجيا الطيران، كما يستعرض المؤتمر خطط واستراتيجيات قطاع الطيران المدني بالمملكة تماشيًا مع أهداف رؤية المملكة 2030، وسيناقش عدداً من الموضوعات الحيوية والمهمة في قطاع الطيران المدني، أبرزها دعم الفرص الاستثمارية، ومساهمة الطيران المدني في النمو الاقتصادي، والسياسات الاقتصادية، ومشاركة القطاع الخاص، بالإضافة إلى عدد من المحاور المتعلقة بالسلامة الجوية وأمن الطيران، ودور المرأة في مجال الطيران، إلى جانب مناقشة السياسات الاقتصادية، ومشاركة القطاع الخاص، ومحور عن المطارات الذكية والتقنية، وتطوير تجربة المسافرين في المطارات، وإدارة المواهب وبناء جيل واعد في الطيران المدني