الحكومة البريطانية لا تخشى «طلاقاً» من دون اتفاق
اعتبر ستيف باركلي، الوزير البريطاني لملف الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، أن على بلاده ألا تخشى «طلاقاً» من دون اتفاق، إذا فشلت في نيل موافقة مجلس العموم (البرلمان) على اتفاق في هذا الصدد توصّلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي مع بروكسيل.
وقال: «إذا تمكّنا من تمرير الاتفاق، وهذا ما آمل بأنه سيحدث، سنحتاج إلى تمديد فني وجيز. ولكن إذا لم نتمكّن من ذلك، يجب ألا نخاف من الرحيل من دون اتفاق».
جاء ذلك بعدما أيّد البرلمان البريطاني الخميس طلب حكومة ماي من الاتحاد تأجيل «بريكزيت» حتى حزيران (يونيو) المقبل على الأقل، علماً أنه مرتقب في 29 الشهر الجاري.
ووافق 412 نائباً على إرجاء موعد «الطلاق»، فيما رفضه 202، علماً أن طلب الحكومة ينصّ على تأجيل حتى 30 حزيران، إذا وافق النواب على الاتفاق الذي توصّلت إليه ماي، بحلول 20 الشهر الجاري، علماً أنهم رفضوه مرتين. وصوّت النواب أيضاً ضد اقتراح لتنظيم استفتاء ثانٍ على «بريكزيت»، خلال فترة التأجيل.
وأقرّ وزير المال البريطاني فيليب هاموند بأن «هذه فترة تحديات ضخمة»، مستدركاً أن الحكومة لا تزال تحاول «بناء توافق لدعم الاتفاق». في المقابل، اقترح زعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن تعديلاً ينصّ على أن تطلب ماي من قادة الاتحاد «منح البرلمان وقتاً لتأمين غالبية، من أجل مقاربة مختلفة».
الى ذلك، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إن التكتل قد يوافق على تأجيل الانسحاب لفترة طويلة «في حال وجدت المملكة المتحدة أن من الضروري مراجعة استراتيجيتها المتعلّقة ببريكزيت، وتمكّنت من تأمين إجماع حولها».
وكرّر ميشال بارنييه، أبرز مفاوضي الاتحاد في محادثات «بريكزيت»، أن الاتفاق المُبرم مع ماي هو الوحيد المتاح. وقال: «إذا كانت المملكة المتحدة ما زالت تريد مغادرة الاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة، وهذا ما تقوله رئيسة الوزراء، عندئذٍ فإن هذه المعاهدة، في شكلها الحالي، التي تنظّم الانفصال المنظم، هي الوحيدة الممكنة والمتاحة. حتى نواصل المسير، نحتاج ليس إلى أن يكون لدينا تصويت سلبي ضد المعاهدة أو ضد الخروج من دون اتفاق، بل إلى تصويت بنّاء وإيجابي».
في السياق ذاته، شددت الرئاسة الفرنسية على أن «لا حلّ من دون وضوح»، معتبرة أن على لندن أن تختار بين الموافقة على خطة ماي، أو على «خطة بديلة واضحة وجديدة»، أو على خروج من دون اتفاق مع الاتحاد. وأضافت: «واضح أنه يجب عدم استبعاد سيناريو عدم التوصل الى اتفاق، الأمر الذي سيفرض نفسه في حال عدم وجود بديل ذي صدقية».
ولفت ناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الى أن «المراحل الأخرى يجب أن تصدر من بريطانيا، (أي) الاقتراح المقبل حول كيفية استمرار» الأمور في شأن «بريكزيت».