ارتفاع معدلات “الشيخوخة” بين سكان دول الخليج يعزز نمو سوق الأدوية إقليمياً
بعد النجاح الكبير الذي حققه في دورته الأولى العام الماضي، يعود معرض “سي بي إتش آي” للأدوية الشرق الأوسط وأفريقيا (CPhI) إلى مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” في الفترة من 16 لغاية 18 سبتمبر 2019.
وسيتم التطرق خلال المعرض إلى المواضيع الرئيسية التي تؤثر على صناعة الأدوية، ومن أبرزها مرحلة الشيخوخة التي تصيب سكان المنطقة، حيث تشير الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة، إلى أن عدد سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيرتفع من 443 مليون إلى 654 مليون نسمة بحلول عام 2050. وبالنظر إلى هذه الأرقام، سيزيد عدد سكان دول مجلس التعاون الخليجي الذي يبلغ في الوقت الراهن 53 مليون نسمة إلى أكثر من 71 مليون نسمة عام 2050.
وفي هذا الإطار، صرحت كارا تيرنر مديرة العلامة التجارية لدى “يو بي إم- فارما” أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا الجهة المنظمة للمعرض قائلة: “حسب التوقعات والتقديرات فإن عدد الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن الـ 60 سنة في دول مجلس التعاون الخليجي سيصل إلى نحو 17.8 مليون شخص بحلول عام 2050 وهو ما يشكل 25% من إجمالي عدد السكان.
وفي الحقيقة، تعتبر هذه الزيادة كبيرة للغاية إذا ما قورنت بالعدد الحالي الذي لا يتجاوز مليوني شخص. إن ارتفاع نسبة الشيخوخة في المجتمعات لا تقتصر على دول مجلس التعاون الخليجي، بل تعد قضية عالمية. ففي إيطاليا واليونان وإسبانيا، على سبيل المثال، سيشكل الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم حاجز الـ 65 سنة ما يقارب 35٪ من إجمالي التعداد السكاني لتلك الدول بحلول عام 2050”.
وأضافت بالقول: “على الرغم من أن هذه الأرقام المرتفعة ستلقي بظلالها على حكومات المنطقة وستشكل المزيد من التحديات المالية من خلال زيادة حجم الإنفاق على قطاع الرعاية الصحية في السنوات العشرين إلى الثلاثين المقبلة، إلا أنها في الوقت ذاته ستوفر فرصةً ثمينة لشركات صناعة الأدوية لتحقيق المزيد من النمو في ظل ارتفاع الطلب في السوق الإقليمية التي تقدر قيمتها حالياً بما يعادل 40 مليار دولار أمريكي”.
ويعد معرض “سي بي إتش آي” للأدوية الشرق الأوسط وأفريقيا حدثاً رائداً على مستوى المنطقة يجمع تحت مظلته أبرز المصنعين والموردين والمشترين في قطاع منتجات الأدوية، ويركز على كل خطوة من خطوات سلاسل التوريد في صناعة الأدوية بدءاً من الأبحاث الأولية والاكتشافات الطبية وصولاً إلى المنتج النهائي الجاهز للاستخدام من قبل المرضى. وبدعم من غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، يستقطب هذا الحدث نخبة من الخبراء والمتخصصين من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي تستحوذ على نحو 4% من سوق الأدوية عالمياً.
ومن المتوقع أن يجذب المعرض الذي يمتد على مدار ثلاثة أيام ما يقارب 294 جهة عارضة محلياً وإقليمياً وعالمياً من 35 دولة. فضلاً عن أكثر من 4,900 مشارك سيأتي أكثر من 50% منهم من منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.
وهنالك الكثير من العوامل الرئيسية التي تعزز من نمو صناعة الأدوية في المنطقة بعيداً عن الشيخوخة وتزايد أعداد المسنين، ومن أبرزها ارتفاع معدلات السمنة والأمراض المزمنة بما في ذلك داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية والأورام. فضلاً عن إقرار قانون التأمين الطبي الإلزامي لجميع المقيمين والترويج للسياحة العلاجية وتطوير صناعة الأدوية محلياً.
واختتمت تيرنر كلامها بالقول: “على أية حال، ليس من السهولة بمكان الدخول إلى الأسواق الإقليمية المعقدة وممارسة الأعمال فيها. فهي عادةً ما تتسم بأنها ذات قوانين وتشريعات متفاوتة ومعايير مختلفة، عدا عن اللغة المزدوجة والضرائب وشروط الاستيراد والتصدير وتحديد الأسعار وهيكلة الشركة. وسيتناول معرض سي بي إتش آي الشرق الأوسط وأفريقيا هذه القضايا وفرص إقامة تحالفات وشراكات جديدة في قطاع صناعة الأدوية، حيث يعد المعرض منصة حقيقية للتواصل والالتقاء وإنجاز الأعمال بين جميع المشاركين”.
يتم تقسيم مساحة المعرض إلى خمسة قطاعات رئيسية في قطاع صناعة الأدوية، حيث يجمع القسم الأول (CPhI) بين المشترين والمصنعين والموردين للمكونات والمنتجات الدوائية، فيما يتيح القسم الثاني (FDF) الفرصة للاجتماع مع الشركات المصنعة في مختلف جوانب سلسلة توريد الأدوية، أما القسم الثالث (ICSE) فهو يوفر فرصة للعاملين في قطاع الأدوية للتواصل مع شركات الأبحاث وشركات تعاقدات الصناعات الدوائية، ويستعرض القسم الرابع (P-MEC) أحدث الأجهزة والمعدات الدوائية ومقدمي التقنيات المبتكرة، فيما يستضيف القسم الخامس (InnoPack) أحدث الابتكارات والحلول المتكاملة في مجال التغليف وأنظمة توصيل الدواء.
كما سيضم المعرض خدمة التواصل الحي، وهي خدمة مجانية متوفرة للزائرين والعارضين، حيث تتيح لهم عقد اجتماعات محددة ومفيدة بما يجلب المنفعة لكلا الطرفين.
وعلى هامش فعاليات المعرض، سيتم التطرق خلال جلسات حوارية إلى أحدث الاتجاهات في السوق، ومناقشة عدد من المواضيع الرئيسية في هذه الصناعة، بالإضافة إلى عقد مجموعة من اللقاءات الثنائية بين المشاركين.
وفي معرض تعليقه على الإطلاق الناجح لمعرض سي بي إتش آي الشرق الأوسط وأفريقيا العام الماضي، والذي بات حدثاً رئيسياً يضاف إلى الأجندة السنوية لقطاع صناعة الأدوية، قال جيروم كارل، المدير العام لدى شركة جلفار: “منحنا هذا الحدث الفرصة لعرض أعمالنا المبتكرة المرتبطة بحلول الرعاية الصحية للشركاء المحتملين بالإضافة إلى العملاء الحاليين، بالإضافة إلى التعرف على أحدث الاتجاهات والتكنولوجيا. إنه إضافة مثمرة إلى سلسلة فعاليات سي بي إتش آي والتي تمنح أسواق المنطقة المزيد من الفرص للنمو والتطور”.
تجدر الإشارة إلى أن معرض سي بي إتش آي العالمي للأدوية (CPhI) سيقام في مركز أبوظبي الوطني للمعارض خلال الفترة من 16-18 سبتمبر 2019. وللتسجيل أو الحصول على المزيد من المعلومات، يمكنكم زيارة الموقع الإلكتروني: www.cphi.com/mea.