باريس تدافع عن نهج “الضغط والتفاوض” مع طهران وتعتبر السعودية “شريكة مميزة”
رفض مصدر ديبلوماسي فرنسي بارز اتهامات للرئيس إيمانويل ماكرون بمسايرة طهران، معتبراً انه وضع مبدأً عاماً لإطار شامل لمفاوضات معها.
وشدد على ان المملكة العربية السعودية “شريكة مميزة” لفرنسا، لافتاً الى ان لديها دوراً مهماً للخروج من الازمات الاقليمية.
وقال لصحافيين عرب في باريس ان فرنسا هي الدولة الوحيدة التي لديها حوار شامل مع ايران. واضاف: “اذا كان ذلك يجعل من فرنسا مؤيّدة للنظام الايراني، يعني ذلك الذهاب بعيداً الى منطق (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب”.
وباريس لا تتفق مع استراتيجية ترامب ازاء طهران، لا لأسباب ايديولوجية، ولكن لاقتناعها بأنها استراتيجية غير عملية، اذ تريد الادارة الاميركية انتهاج سياسة الضغط والمواجهة مع ايران، فيما تريد فرنسا اعتماد اسلوب الضغط والتفاوض.
وترى باريس ان الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 ما زال فاعلاً، ولو أنه لا يتضمّن التفاوض حول سياسة ايران في المنطقة، وهذا ما تحاول فرنسا فعله.
وقال المصدر: “في اطار الحوار الشامل مع ايران، لدينا رسالة أولى مفادها أن عليها أن تنفذ في شكل صارم كل ما ينصّ عليه الاتفاق النووي، واذا انتهكت أقل شيء من هذه الواجبات ستعيد فرنسا العقوبات على ايران”. وأضاف ان باريس تبلغ طهران بضرورة التفاوض على الاتفاق النووي حول مرحلة ما بعد العام 2025.
وتابع أن هناك جزءاً آخر في الاطار الشامل للمفاوضات مع ايران، يتمحور حول صواريخها الباليستية. ولفت الى ان باريس هي الوحيدة التي تتحدث مع طهران في هذا الصدد، مذكراً بأن ذلك ليس سهلاً. وذكر ان ايران لم توافق سابقاً على التفاوض حول هذا الملف، مستدركاً ان فرنسا تفاوضها حول برنامجها الصاروخي.
والملف الثالث للمفاوضات يتطرّق الى السياسة الاقليمية لطهران، اذ تحاورها باريس حول لبنان وسورية والعراق واليمن. ولفت المصدر الى أن لا حلّ للنزاعات في المنطقة من دون تسوية إقليمية عبر التفاوض.