وزير المال البريطاني يرجّح إرجاء “بريكزيت”
رجّح وزير المال البريطاني فيليب هاموند اليوم الخميس تأجيل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، إذا رفض مجلس العموم (البرلمان) خطة الحكومة في هذا الصدد، فيما منيت رئيسة الوزراء تيريزا ماي بهزيمة أخرى في مجلس اللوردات الذي أقرّ البقاء في الاتحاد الجمركي، وأحال قراره على التصويت في البرلمان.
وقال هاموند: “إذا لم تستطع رئيسة الوزراء تمرير خطتها في البرلمان الأسبوع المقبل، على النواب تمديد مرحلة بريكزيت أو الخروج من دون اتفاق وإغراق خامس اقتصاد في العالم (بريطانيا) في فوضى”. واستدرك: “تدرك الحكومة أن النواب سيصوّتون مع المغادرة باتفاق، ولديّ كل الثقة بذلك”.
وحذر زملاءه المناهضين للاتحاد الأوروبي من أن امتناعهم عن تأييدهم خطة الحكومة “سيعرّض للخطر المصالح الاقتصادية لبريطانيا، وسنقع في متاهة”. وتابع: “الطريقة الوحيدة للخروج من هذا المأزق هي التصويت مع خطة الحكومة. مهم جداً أن يفكر زملائي في عواقب عدم الموافقة على هذا الاتفاق. هذه هي الفرصة الأخيرة الآن لنكون واثقين من تنفيذ هذا الاتفاق والخروج في الموعد المحدد”.
وتهرّب هاموند من الإجابة على سؤال هل سيستقيل من الحكومة إذا قررت ماي الخروج من الاتحاد من دون اتفاق، مذكراً بأن “للخروج من دون اتفاق مفاعيل سيئة جداً”.
أما وزيرة شؤون الدولة في البرلمان أندريا ليدسوم فأعلنت أن النواب سيصوّتون على الاتفاق المعدل لـ “الطلاق”، في 12 الشهر الجاري.
معلوم أن البرلمان رفض خطة ماي بغالبية ضخمة، في 15 شباط (فبراير) الماضي، في ما اعتُبر أسوأ هزيمة لحكومة بريطانية في التاريخ، وكان سبب الرفض مسألة الحدود بين الإرلنديتين. ولم تحرز المفاوضات بين لندن وبروكسيل تقدّماً في التوصل إلى حلّ لهذه المسألة، اذ تريد الحكومة أن تكون التدابير على الحدود موقتة، كي تخفّف من معارضة الاتفاق، فيما يصرّ الاتحاد على موقفه الرافض تحديد تاريخ محدد لهذه التدابير.
الى ذلك، صوّت مجلس اللوردات على قرار (غير ملزم) ينصّ على بقاء بريطانيا في الاتحاد الجمركي الأوروبي، وأحاله على البرلمان، ما يعني أن التشريع سينتقل بين المؤسستين، إذا رفضه النواب أو عدّلوه.
واعتبر اللورد ستيفن (معارض) أن “نجاح اللوردات في تمرير هذا القرار يمنح الحكومة والبرلمان فرصة للمراجعة والتراجع عن كارثة الخروج من الاتحاد من دون اتفاق”.
جاء ذلك فيما حضّت الوزيرة الفرنسية المكلّفة الشؤون الأوروبية ناتالي لوازو بريطانيا على “تقديم طروحات جديدة للخروج من الأزمة”. لوازو التي التقت وزير “بريكزيت” ستيفن باركلي في لندن الخميس، أضافت: “كل ما نعيشه الآن يُعتبر سابقة، ولا أريد أن أحاضر في ذلك، لكن الوقت يضيق، ومن الأفضل أن نؤمّن ما يطمئن الشعب ومجتمع الأعمال. إنها لحظة تاريخية وعلينا أن نواجهها”.
وشددت على أن “الاتفاق الذي توصّلت إليه ماي مع بروكسيل هو الأفضل”، وزادت مخاطبة البريطانيين: “الاتحاد مستعد لإعطائكم ضمانات أكثر، ولكن عليكم أن تقدّموا مبادرات”.
وتطرّقت الى ملف تمديد فترة الخروج من الاتحاد، متسائلة: “لماذا يكون التمديد من دون سبب مقنع؟ مرّ وقت طويل ونحن نتفاوض. يجب أن يكون هناك شيء محدد يبرّر التمديد. بريطانيا كانت واضحة في إعلانها ما لا تريده، لكنها لم توضح ماذا تريد، وهذا ليس كافياً”.