القمة الوزارية العالمية الرابعة لسلامة المرضى تختتم أعمالها وتصدر ” إعلان جدة”
أُختتمت اليوم الأحد في جدة أعمال القمة الوزارية العالمية الرابعة لسلامة المرضى التي إستضافتها المملكة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ” يحفظه الله ” حيث صدر عن القمة ” إعلان جدة” وينص على التالي
” لتسـليط الضـوء علـى أهميـة التوصيـات السـابقة والعمـل علـى الحفـاظ علـى زخـم حركـة سـلامة المرضـى العالميـة، لا سـيما فـي البلـدان منخفضـة ومتوسـطة الدخـل (LMICs)، يقـر إعـلان جـدة 2019 بشـأن سـلامة المرضـى النقـاط التـي حددهـا إعـلان طوكيـو بشـأن سـلامة المرضـى التـي قدمـت فـي القمـة الوزاريـة العالميـة الثالثـة بشـأن سـلامة المرضـى، 14 أبريـل 2018، طوكيـو، اليابـان.
في ضوء هذه الدعوة إلى العمل، تعلن الأطراف في هذا الاتفاق:
1. تعزيز سلامة المرضى في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل (LMIC) وفقـًا لمنظمـة الصحـة العالميـة (WHO)، كل عـام ، ينتـج عـن الرعايـة غيـر الآمنـة فـي البلـدان منخفضـة ومتوسـطة الدخـل 134 مليـون حـدث ضـار، تسـهم فـي 2.6 مليـون حالـة وفـاة سـنويً. ومـن ثـم، مـن المهـم تشـجيع البلـدان فـي جميـع أنحـاء العالـم علـى العمـل بشـكل وثيـق مـع البلـدان منخفضـة
ومتوسـطة الدخـل لتعزيـز سـلامة المرضـى فـي هـذه البلـدان.
كجــزء مــن مســاهمتها فــي تلبيــة مطالــب الصحــة العالميــة الملحــة، التزمــت المملكــة العربيــة السـعودية بمبـادرة للتوعيـة بسـلامة المرضـى لتعزيـز السـلامة والعمـل علـى تحديـد أولويـات بحـوث سـلامة المرضـى مـع التركيـز بشـكل خـاص فـي البلـدان منخفضـة ومتوسـطة الدخـل.
2. الاستفادة من الصحة الرقمية لدعم سلامة المرضى في جميع أنحاء العالم، تقتـرح المملكـة العربيـة السـعودية إطـلاق منصة افتراضية للمسـاعدة في التعاون بيـن المتخصصين فـي الرعايـة الصحيـة مـن الـدول ذات الدخـل المرتفـع والـدول منخفضـة ومتوسـطة الدخـل. سـوف توفر هـذه المنصـة الرقميـة الدعـم الفنـي للعامليـن في الرعايـة الصحية.
3. تعزيز تمكين المرضى وإشراك المجتمع في سلامة المرضى لتشــجيع الــدول علــى تبنــي اســتراتيجيات تمكيــن عملــي للمرضــى وأســرهم، ومــن شــأن هــذه الاســتراتيجيات أن تســلط الضــوء علــى مبــادئ الخدمــة المشــتركة علــى ســبيل المثــال مــن خــلال تعزيــز محــو الأميــة الصحيــة وإقــرار وتعزيــز تحليــل الســبب الجــذري المرتكــز علــى المريــض.
4. تطويـر مفهـوم التصنيـف الدولـي للأمـراض مـن خلال إنشـاء التصنيف الدولـي للأحداث الجســيمة لتحســين فهمنــا لحجــم الأحــداث الســلبية، ولتعزيــز التصنيــف الدولــي للأمــراض (ICD) – الــذي يتــم تنفيـذه علـى مسـتوى العالـم، فإننـا نوصـي بالاسـتفادة من عملية تطويـر ICD لإنشـاء ICAE (التصنيف الدولـي للأحـداث السـلبية) الـذي سيسـاعد فـي توحيـد تصنيـف الأحـداث السـلبية.
5. تطبيق واستدامة نظم الإبلاغ والتعلم الوطنية من أجل سلامة المرضى التأكيـد علـى أهميـة قيـام الـدول بإنشـاء نظـم التعلـم والتبليـغ عـن الاحـداث السـلبية (المؤسسـية، المحليـة، الوطنيـة و / أو العالميـة)، يجـب أن تعـزز هـذه الأنظمـة التوحيـد القياسـي مـن خـلال وجـود تصنيـف موحـد للأحـداث السـلبية.
6. الاستثمار في تعليم وسلامة القوى العاملة كمحركين لسلامة المرضى تعتبـر سـلامة القـوى العاملـة (البدنيـة والنفسـية) ذات أهميـة قصـوى لسـلامة المرضـى، ومـن ثـم، فمـن المهـم أن تعتمـد البلـدان سياسـات وطنيـة تتنـاول مـا يلـي:
– الضحيــة الثانيــة (مقدمــو الرعايــة الصحيــة المتورطــون فــي أخطــاء طبيــة): أن يتــم دعمهــم مــن الإدارات ذات الصلــة داخــل المستشــفيات (مرافــق الرعايــة الصحيــة).
– تمليك مهني ومهاري مناسب للتمريض في المستشفيات.
– إضافــة منهــج ســلامة المرضــى لطــلاب البكالوريــوس فــي العلــوم الطبيــة والتمريضيــة وطــب الأســنان والعلــوم الطبيــة الأخــرى.
– اســتخدام أســاليب مبتكــرة لتدريــب المهنييــن الصحييــن مثــل التعليــم المهنــي التفاعلــي المعتمــد علــى المحــاكاة.
7. التعلم من القطاعات الأخرى لتشــجيع الــدول علــى التعلــم مــن أفضــل الممارســات فــي مجــال الســلامة مــن الصناعــات الأخــرى (الطيــران، الطاقــة النوويــة، النفــط / الغــاز، الفضــاء، الســيارات). ومــن هنــا، أطلــق المركــز الســعودي لسـلامة المرضـى برنامجـً للتعـاون فـي مجـال السـلامة، والـذي يضـم خبـراء السـلامة مـن مختلـف
الصناعــات للعمــل علــى التعــاون المتبــادل مــن أجــل تحســين الســلامة فــي جميــع القطاعــات.
8. تعزيز سلامة الدواء في الصيدليات المجتمعية لتعزيـز تطبيـق التحـدي العالمـي الثالـث بشـأن سـلامة المرضـى «الأدويـة بـدون ضـرر»، فـي الصيدليـات المجتمعيـة. ومـن شـأن هـذه الخطـوة أن تسـاعد فـي تحسـين السـلامة الدوائيـة بالإضافـة إلـى تعزيـز جهـود تمكيـن المرضـى ومشـاركة المجتمـع.
9. الأخذ بالاعتبار الأجهزة الطبية والواجهة البشرية كعامل حاسم لسلامة المرضى لتشــجيع البلــدان علــى اعتمــاد اســتراتيجيات الهندســة البشــرية (HFE) لإدخــال المرونــة والحــد مــن الأحــداث الضــارة المتعلقــة بالأجهــزة الطبيــة.
10. تطبيــق اســتراتيجيات مكافحــة العــدوى (IPC) ومقاومــة المضــادات الحيويــة (AMR) لســلامة المرضــى
لتعزيــز الإشــراف علــى المضــادات الحيويــة، وخاصــة السياســات التــي تحظــر الوصــول إلــى المضــادات الحيويــة دون وصفــة طبيــة فــي البلــدان منخفضــة ومتوســطة الدخــل. وكذلــك لتشــجيع ودعــم مقدمــي الرعايــة الصحيــة باســتمرار الامتثــال بنظافــة اليديــن عنــد تقديــم الرعايــة.
11. الحـد مـن الفجـوة الانتقاليـة الثانيـة (الفجـوة بيـن النظريـة والتطبيـق) مـن خـلال دعـم التطبيـق والتعزيـز المسـتدام لتداخـلات سـلامة المرضـى مـن حيـث فعاليتهـا المعروفـة على المسـتوى الوطنـي والعالمـي.
لقــد انتقلــت ســلامة المرضــى مــن فجــوة الأدلــة منــذ 20 عامــا إلــى فجــوة التطبيــق حاليا مــن أجــل تحويــل ســلامة المرضــى علــى مــدى الســنوات العشــرين القادمــة، مــن الضــروري أن تركــز أنظمــة الرعايــة الصحيــة علــى اســتراتيجيات التطبيــق لتقليــل مــا يســمى «الفجــوة الانتقاليــة الثانيــة»، وبالتالــي زيــادة القيمــة المضافــة لقاعــدة الأدلــة الموســعة علــى ســلامة المرضــى.”
من جانبه قال معالي وزير الصحة د/ توفيق الربيعة ” علــى الرغــم مــن أن ســلامة المرضــى ظلــت فــي مقدمــة أولويــات صانعــي سياســة الصحــة العامــة منــذ بدايــة القــرن الماضــي، إلا أنــه لا يــزال هنــاك حاجــة إلــى تركيــز دولــي أكثــر، وإلــى إجــراء البحــوث والمناقشــة لتحســين ســلامة المرضــى.
أتيحــت فــرص محــدودة للغايــة للخبــراء الدولييــن للحــوار والتواصــل مــع وزراء الصحــة وغيرهــم مــن صانعــي القــرار السياســي رفيعــي المســتوى، مــن أجــل تعــاون فعــال بيــن البلــدان.
قـاد الخطـر الواضـح فـي مجـال الرعايـة الصحيـة العديـد مـن البلـدان إلـى الاسـتثمار فـي العديـد مـن الإجـراءات لتعزيـز أنظمـة الرعايـة الصحيـة وتحسـين سـلامة المرضـى. بـدأت الجهـود فـي عـام 2015، والتـي بلغـت ذروتهـا فـي إطـلاق سلسـلة القمـة الوزاريـة العالميـة لسـلامة المرضـى، وقـد انعقـدت القمـة الأولـى فـي لنـدن العـام 2016، وتلتهـا بـون فـي عـام 2017 ومـن ثـم طوكيـو فـي عـام 2018، حيـث انخـرط الخبـراء الدوليـون مـع صانعـي السياسـات لتعزيـز الحفـاظ علـى نهـج تعاونـي لتحسـين سـلامة المرضـى علـى مسـتوى العالـم.
يسـتند إعـلان جـدة بشـأن سـلامة المرضـى علـى المبـادئ التـي اسـتهدفتها القمـة العالميـة الوزاريـة الرابعـة لسـلامة المرضـى 2019، بجـدة، المملكـة العربيـة السـعودية، والتـي بدورهـا تضـع توصيـات واقتراحــات لتطويــر المعاييــر الدوليــة، والمبــادئ التوجيهيــة والإجــراءات التــي تهــدف إلــى معالجــة قضايـا ذات أهميـة عالميـة فـي مجـال سـلامة المرضـى، مـع تركيـز قـوي علـى البلـدان المنخفضـة والمتوسـطة الدخـل (LMIC). وبالتالـي، فـإن القمـة ترسـي «سـلامة المرضـى» كمبـدأ أساسـي ضمـن الجهـود الراميـة إلـى تحقيـق التغطيـة الصحيـة الشـاملة (UHC).
إن إعـلان جـدة بشـأن سـلامة المرضـى هـو دعـوة للعمـل علـى العديـد مـن الجبهـات، وللكثيـر مـن الجهــات الفاعلــة، وعلــى جميــع مســتويات توفيــر الرعايــة الصحيــة وتقديمهــا – بــدءاً مــن مقدمــي الخدمــة إلــى الجهــات التنظيميــة وصنــاع السياســات.
يسـتند الإعـلان علـى مبـدأ أنـه مـن الضـروري التفكيـر فـي فعاليـة الممارسـات الحاليـة مسـتندا علـى القواعــد المثبتــة المبنيــة علــى الأدلــة فــي ســلامة المرضــى الحاليــة والتــي تمتــد لعشــرين عا ًمــا؛ والمضــي قدمــاً بشــكل جماعــي مــع رؤيــة للتطبيــق المســتدام والقابــل للتطويــر لحلــول ســلامة
المرضــى المعروفــة بتحســين نظــم تقديــم الرعايــة، ونتائــج المرضــى، وثقافــة الســلامة. يشير الإعلان إلى التزام جماعي وعالمي قوي لتشكيل وإرساء أنظمة أكثر أمانًا للأجيال القادمة.