فوشيه بعد تسليم قوى الأمن أعتدة فرنسية: سنوفر دعما غير مسبوق لمكافحة الإرهاب
أقيم في قاعة الشرف في ثكنة المقر العام، حفل تسلم هبة مقدمة من الحكومة الفرنسية لصالح المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، وهي عبارة عن أعتدة متنوعة تساعد عناصر شعبة المعلومات وعناصر المجموعة الخاصة في وحدة الشرطة القضائية وعناصر سرية الفهود في وحدة القوى السيارة على القيام بالمهام المنوطة بهم. حضر الاحتفال سفير فرنسا لدى لبنان برونو فوشيه على رأس وفد من السفارة، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، قائد وحدة القوى السيارة العميد فؤاد حميد الخوري، قائد الشرطة القضائية العميد أسامة عبد الملك، رئيس هيئة الأركان العميد نعيم الشماس وعدد من الضباط.
فوشيه
بدأ الاحتفال بالنشيدين الوطني والفرنسي، فكلمة عريف الاحتفال رئيس شعبة العلاقات العامة العقيد جوزف مسلم، ثم قال السفير الفرنسي: “اليوم، أتيحت لي الفرصة، لأذكركم، حضرة اللواء، بالتزام فرنسا إلى جانب قوى الأمن الداخلي بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. لقد كان العام 2018 عاما قياسيا في ما خص حجم التعاون المحقق لصالح قوى الأمن الداخلي: فلقد تم إنجاز 105 نشاطات أثناء العام المنصرم لصالح مؤسستكم، وهي تشتمل دورات تدريبية في فرنسا أو في لبنان وعمليات تدقيق ومشاركة في دورات في فرنسا في مدارس الشرطة والدرك العليا وفي المؤتمرات والندوات والمعارض. وبالتالي، لقد تم تدريب ما يزيد على 2000 عنصر من مختلف الرتب في مؤسستكم”.
وتابع: “إلى ذلك، لقد قمتم العام الماضي بزيارة إلى نظيركم مدير عام الشرطة الوطنية في باريس من أجل البحث في التعاون الفني هذا، الذي يشهد تطورا كبيرا. كما تعلمون، تشكل مكافحة الإرهاب محور تعاون دائم بين فرنسا ولبنان. ففرقة التدخل السريع (RAID) تزور لبنان سنويا لتبادل ممارساتها السليمة مع فرقة الفهود في القوى السيارة، شأنها شأن فرقة تدخل الدرك الوطني (GIGN)، وفرقة التدخل السريع (RAID)، اللتين تحذوان حذوها مع مكتب البحث والتدخل في شعبة المعلومات. ففرق البحث والتدخل الفرنسية فخورة بأن يكون لها وحدة مماثلة في شعبة المعلومات. هذا، وقد قامت فرنسا منذ العام الماضي بحشد الدعم لإنشاء مفرزة بحث وتدخل في وحدة الشرطة القضائية في لبنان تتمتع بكفاءة موازية لكفاءة الفرقة التي سبق أن ذكرتها”.
وأردف: “إننا فخورون بهذا التعاون الذي يأتي بثمار ممتازة. بعيدا من الأقوال، ستوفر فرنسا لقوى الأمن الداخلي دعما ثنائيا غير مسبوق في مجال مكافحة الإرهاب في إطار خطة ثلاثية لتنمية (2019-2021) بقيمة 000 400 يورو وهي ستشمل دورات تدريبية وتوفير معدات. وإن أضفنا الدعم هذا إلى الجهود المبذولة في العام 2018، ستبلغ قيمة الدعم نصف مليون يورو، سيتم استثمارها لصالح مفرزة البحث والتدخل في قوى الأمن الداخلي على مدى أربع سنوات. المجهود كبير، لكننا نعلم أنه يستحق العناء لأن أساليب عمل مفارز البحث والتدخل الفرنسية يتم تطبيقها بفعالية كبيرة في لبنان، في بيئة غالبا ما تكون عدائية، حيث يستوجب توقيف الإرهابيين والمجرمين، في الوقت الذي هم فيه الأكثر ضعفا. فلقد أصبح ذلك ممكنا بفضل العمل البشري والفني الدؤوب والشاق”.
وزاد: “ستستفيد وحدات النخبة التي تعمل معها فرنسا بشكل وثيق ومعهد عرمون الذي يضطلع بمهمة أساسية في مجال توفير التدريب المتواصل لوحداتكم المتخصصة من المعدات التي ستستلمونها اليوم بتمويل من وزارة أوروبا والشؤون الخارجية. تستخدم وحداتنا في فرنسا هذه المعدات، وتحظى فوائدها بتقدير كبير. فلقد سبق أن تم تنظيم دورة تدريبية حول كيفية استخدام أجهزة اقتحام الأبواب في لبنان في العام 2018، ومن المرتقب تنظيم دورة أخرى في العام 2019 كي يتقن عناصركم تماما كيفية استخدام هذه المعدات الضرورية لتوقيف الأشخاص الخطيرين، عبر اقتحام منازلهم مع المحافظة على عنصر المفاجأة، بعيدا من مساوىء استخدام المتفجرات. فأسلحة التدريب الممنوحة لكم تسمح على سبيل المثال بإجراء أنشطة تشبيهية في القرية التكتيكية في المعهد، مع إطلاق النار من دون أي خطر على الأفراد والمقتنيات. ومن المرتقب تقديم هبات أخرى في الأشهر المقبلة، في إطار الخطة الثلاثية التي سبق أن ذكرتها”.
واذ شكر قوى الأمن على “الدعم المتواصل الموفر في كافة الظروف لحماية السفارة الفرنسية، وقصر الصنوبر، والمصالح الفرنسية العديدة في لبنان، الذي يسمح لقرابة الـ 24000 فرنسي بالعيش في أمان في لبنان”، أكد ان “تشكيل الحكومة سيسمح بإعادة إطلاق المناقشات السياسية على المستويات السياسية الملائمة من أجل التطرق إلى تطبيق الاقتراح الفرنسي بشأن بنود الاعتماد بقيمة 50 مليون يورو لصالح قوى الأمن الداخلي”.
وختم: “سنكون إلى جانبكم لنتشارك معكم درايتنا من أجل لبنان مستقر وأكثر أمانا، ولمساعدتكم على تطبيق خطتكم الاستراتيجية الخماسية الواعدة، وسنكون إلى جانبكم في إطار الالتزامات التي تم اتخاذها أثناء مؤتمر روما 2”.
عثمان
بدوره، قال عثمان: “”ليس جديدا على فرنسا وأجهزتها الأمنية أن تقدم الى قوى الأمن الداخلي ما يستطيعون من مساعدات عينية وأخرى في مجال التدريب، واليوم نجتمع هنا لنشكر فرنسا على تقديم مساعدات عينية قيمة تساهم في مكافحة الجريمة وقد تم تخصيصها للقطعات الخاصة في قوى الأمن . فهذا يدل على تقدير لعمل هذه القطعات التي أصبحت بارزة في أدائها. لقد انتقلنا في قوى الأمن من القوة الشرطية (FORCE DE POLICE) الى الخدمة الشرطية (POLICE DE SERVICE) وأصبح نهجنا المعتمد هو خدمة المواطن لخلق حالة تجمع المواطنين بهذه المؤسسة الموجودة أصلا لحمايتهم، ومع هذا كله ستبقى قوى الأمن قوة في وجه الإرهاب ومكافحة الجريمة ونحن نعلم متى علينا استعمال هذه القوة ونعرف الزمان والمكان المناسبين للقبض على الخارجين على القانون الذين يحاولون ضرب هذه الخدمة التي نقدمها للوطن والمواطنين”.