تدشين سفينة إنقاذ ألمانية تحمل اسم الطفل السوري آلان كردي
تطلق أول مهام سفينة الإنقاذ الألمانية “آلان كردي” اليوم، في البحر الأبيض المتوسط، وقد سميت على اسم الطفل السوري الكردي “آلان” الذي عثر على جثته على شاطئ بودروم بتركيا، يوم الثاني من سبتمبر عام 2015، فصار أيقونة عالمية للقهر الذي يتعرض له المهاجرين، ولرحلات موت اللاجئين.
وقالت عمة “طفل الشاطئ” كما تسميه، وهو أيضاً، عنوان كتاب، قامت بتأليفه بالإنجليزية، تروي فيه ما جرى مع عائلة شقيقها، حين غرق طفلاه مع زوجته أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا عبر البحر، أن “إعادة تسمية سفينة إنقاذٍ ألمانية، على اسم آلان، ابن شقيقي، لم يكن أمراً بسيطاً بالنسبة لنا، خاصة لشقيقي عبدالله، والد آلان، فهذا وضعه مجدداً أمام مشهد البحر الذي ابتلع عائلته، وهذا أمرُ صعب”.
وأكدت أن هذا ما شعر به أخوها يوم وصلته الدعوة من منظمة “سي آي” الألمانية، وأردفت “لكن حين ناقشنا الأمر معاً، أنا وشقيقي عبدالله، قال لي إنه يعرف معاناة الناس الّذين يضعون أنفسهم أمام مثل تلك المخاطر، فلو لم يكن أولئك مضطرين بالفعل للهجرة، لما أقدموا على تلك المخاطرة”، مؤكداً أنه يتفهم أوجاعهم.
وشددت على أنه “لا يجب السماح بغرق انسان واحد، وحين يرفض بعض الرؤساء الغربيين وصول سفن الإنقاذ لبلادهم، عليهم أن يساهموا بإيقاف الحرب. فمع استمرار الحرب، ستستمر رحلات الهجرة هذه. هم مرغمون على فتح حدودهم إلى أن تتحسن ظروف الناس في بلدانهم وتنتهي الحروب”.
وعن السفينة، وصفت أجواء الاحتفالية التي تمّت بمدينة بالما دي مايوركا في اسبانيا، لكتابة اسم ابن شقيقها وهي تبكي قائلة: “بالفعل لا أستطيع أن أصف الموقف حين كانوا يكتبون اسم آلان . الكلام يفقد معناه، أمام وجع وحزن شقيقي، الّذي بكى في تلك اللحظات، وقال لي حين نظر إلى البحر وتذكّر ما حصل مع عائلته” لا أريد أن أعيش”.
وتابعت:” في تلك اللحظات تذكر شقيقي ما جرى معه وسط البحر، حين غرق مركبه وخسر طفليه وزوجته، دون أن يتمكن من إنقاذهم، وكيف راح يطلب النجدة لأكثر من ثلاث ساعات دون مجيب”.
وأضافت “وجعنا كبير، وحين كنا نقف معاً أمام السفينة واسم طفله مكتوبٌ عليها، عادت إلى أذهاننا صورته التي فتحت بسببها بعض الدول الأوروبية حدودها أمام المهاجرين قبل سنوات، وعلى الناس أن تتذكره”.
وتمنت كردي “ألا يتعرض أحد لتلك السفينة”، وتأمل أن يساهم اسمه في إنقاذ المهاجرين، كما فعلت صورته.
كما نقلت عن شقيقها والد آلان، الّذي يقيم في أربيل، قوله إن ” قصته تمثل آلاف الناس، الّذين مازالوا يغرقون، وأن كثيرين منهم معرّضون لما حصل مع أسرته”.
ويحاول والد آلان مساعدة أطفال اللاجئين في مخيمات إقليم كُردستان العراق مع شقيقته، من خلال جمعية مخصصة لهذا الأمر، تقدم المساعدات للأطفال الّذين تتراوح أعمارهم بين السنة والسبع سنوات، وتحمل الجمعية كذلك اسم آلان وغالب كردي، شقيقه الغريق معه في ذات اليوم.