ترامب يجدّد تلويحه بتدخل عسكري في فنزويلا
جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تلويحه بإرسال قوات إلى فنزويلا، معلناً أنه رفض طلباً من الرئيس نيكولاس مادورو للقائه.
وسألت شبكة «سي بي أس» الأميركية ترامب عمّا سيدفعه للجوء إلى الجيش، فأجاب: «هذا أحد الخيارات بلا شك». وأضاف في إشارة الى مادورو: «طلب لقائي ورفضت. نحن على مسافة بعيدة جداً في هذه العملية».
جاء ذلك بعدما حضّ زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة، عناصر الجيش على الانشقاق عن مادورو الذي اتهم خصمه بتحويل فنزويلا «بلداً متسوّلاً» وبيعها لـ«الإمبريالية»، مقترحاً تنظيم انتخابات نيابية مبكرة. في المقابل، أعلنت فرنسا والنمسا أنهما ستعترفان بغوايدو رئيساً موقتاً، إن لم يعلن مادورو تنظيم انتخابات رئاسية بحلول أمس. وقالت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو: «ردّ مادورو بأنه سينظم انتخابات تشريعية ويتخلّص من غوايدو المدعوم من المحتجين، هو مهزلة تراجيدية».
جاء ذلك بعدما أمهلت ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وهولندا والبرتغال وبريطانيا مادورو 8 أيام للدعوة إلى تلك انتخابات رئاسية، وإلا تعترف بغوايدو رئيساً.
لكن مادورو طرح فكرة تنظيم انتخابات نيابية مبكرة هذا العام، علماً أن البرلمان هو المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد، ويُفترض تنظيم انتخابات تشريعية أواخر 2020.
واتهم مادورو غوايدو بأنه «دمية» في يد الولايات المتحدة، تُستخدم لمحاولة الانقلاب عليه، وزاد: «لم نكن ولن نصبح بلداً متسوّلاً. بعضهم يشعر بأنه متسوّل من الإمبريالية ويبيع وطنه بعشرين مليون دولار»، في إشارة إلى مساعدة إنسانية وعدت بها واشنطن غوايدو، يرفض مادورو دخولها فنزويلا، معتبراً أنها ستؤدي إلى تدخل عسكري أميركي. جاء ذلك بعدما دعا غوايدو القوات المسلحة الى السماح بدخول المساعدات المُرسلة من كولومبيا والبرازيل وجزيرة في البحر الكاريبي. وأعلن تأسيس «تحالف عالمي للمساعدة الإنسانية والحرية في فنزويلا»، مضيفاً: «سيبدأ في الأيام المقبلة جمع المساعدة الإنسانية، كل ما هو ضروري لصمود شعبنا. أنت أيها الجندي، لك أن تقرّر» السماح بدخول هذه المساعدات أم لا.
وخاطب عشرات الآلاف من أنصاره الذين تظاهروا في كراكاس السبت: «سنواصل التحرّك في الشوارع إلى أن نصبح أحراراً، إلى أن ينتهي اغتصاب» السلطة ويوافق مادورو على تنظيم انتخابات رئاسية يشرف عليها مراقبون دوليون.
وحضّ غوايدو «تكتلات» في الجيش على الانشقاق عن مادورو و»الاصطفاف إلى جانب الشعب الفنزويلي»، وزاد بصوت أجشّ: «لا نريدك فقط أن توقف إطلاق النار على المتظاهرين، بل أن تكون جزءاً من إعادة إعمار فنزويلا».
في السياق ذاته، كتب مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في «تويتر»: «تدعو الولايات المتحدة جميع عناصر الجيش الى الاقتداء بالجنرال يانيز، وحماية المتظاهرين السلميين الذين يدعمون الديموقراطية».
ويشير بذلك الى إعلان الجنرال فرانشيسكو يانيز، مدير التخطيط الاستراتيجي في سلاح الجوّ الفنزويلي، تأييده غوايدو معتبراً أن «90 في المئة من (عناصر) القوات المسلحة لا تدعم الديكتاتور» مادورو. ثم أعلن السفير الفنزويلي لدى العراق جوناثان فيلاسكو أن البرلمان هو «السلطة الشرعية الوحيدة» في بلاده. في المقابل، اعتبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الدول التي اعترفت بغوايدو «تؤجّج الوضع» في فنزويلا و«تعاقب شعبها». وأضاف: «عندما تحصل مشكلة في بلد، تكون هناك شرارة يمكن أن تتحوّل حريقاً في أي وقت. وفي هذه الحالة، كان لزاماً على (الدول المؤيّدة لغوايدو) المساهمة في تسوية المشكلة من خلال حوار».