الأكراد يبحثون في واشنطن عن تطمينات حول الانسحاب والمنطقة الآمنة
كشف مصدر قيادي في «مجلس سورية الديمقراطية» (مسد) أن الرئيس دونالد ترامب تعهد بعدم «ترك الأكراد ليذبحهم أردوغان في سورية»، وأعرب عن «حبه للأكراد» أثناء استقباله رئيسة الهيئة التنفيذية للمجلس إلهام أحمد في واشنطن، وأكد المصدر الذي يشارك في الاجتماعات أنهم حصلوا على تطمينات ووعود بأن «الانسحاب الأميركي سيكون مدروساً وأنه سيؤجل قليلاً».
ومن موسكو أعلن وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم أن بلاده تدعم وتعمل على عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، مؤكداً أن بلاده ستواصل الحرب ضد «داعش»، لكنها لا تنوي ادخال قوات إلى شرق الفرات. وجاءت تصريحات الحكيم عشية اجتماع لوزراء ست دول عربية اليوم في البحر الميت لبحث عدد من القضايا أهمها الأزمة السورية.
وفي اتصال مع «الحياة»، قال عضو المجلس الرئاسي في «مجلس سورية الديمقراطية» (مسد) بسام صقر إن وفد المجلس بقيادة رئيسة الهيئة التنفيذية إلهام أحمد بدأ محادثات في واشنطن مع أعضاء مجلس الشيوخ، وسيواصل لقاءاته في وزارتي الخارجية والدفاع لبحث الانسحاب الأميركي من سورية، وإنشاء «المنطقة الآمنة» المطروحة على الحدود مع تركيا.
وكشف صقر أن اللقاء مع الرئيس ترامب كان إيجابياً، مؤكداً أنه قال: «احب الأكراد». وكانت شبكة «سي إن إن» ذكرت أن المسؤولة الكردية طلبت من الرئيس الأميركي «ألا يترك الأكراد يذبحهم أردوغان في سورية، ووعدهم ترامب بأنه لن يفعل ذلك».
ونقلت عن أحمد عقب الاجتماع قولها: «شعرنا بتحسن كبير، لكننا لا نزال نبحث عن مزيد من الاجتماعات».
وفي ما يخص الانسحاب الأميركي قال صقر إن «قرار الانسحاب ثابت ولا عودة عنه»، موضحاً أن «مسد ليست لديها مشكلة مع الانسحاب بذاته، لكننا نطالب بأن يكون الانسحاب مدروساً، وبالتنسيق معنا»، مستدركاً أن «مسد ترغب في ألا يكون الانسحاب سريعاً»، وزاد أن «تزامن قرار الانسحاب مع التهديدات التركية باجتياح شمال شرقي سورية شكل ارباكاً كبيراً لنا»، مؤكدا أنه «يجري التنسيق معنا ولكننا نرغب في تنسيق أكبر، وحصلنا على تطمينات ووعود بأن الانسحاب سيكون مدروساً وأنه سيتم تأجيله قليلاً».
وفي ما يخص المنطقة الآمنة شدد صقر على أنه «ليس مقبولاً بالنسبة إلينا أن تنشئ حسب ما تريده أنقرة أي تحت إدارتها، ونطالب بنشر قوات دولية على الحدود، وأن تتولى قوات سورية الديمقراطية الإشراف على الأوضاع الأمنية في المنطقة»، مشيراً إلى أنه «ليس هناك وضوح في شأن النظرة الأميركية للمنطقة الآمنة، ونسعى إلى توضيح وجهة نظرنا بأننا نحن من نحتاج المنطقة الآمنة لأن تركيا هي من تهدد باجتياح مناطقنا».
وأشار صقر إلى أن «مجلس الشيوخ بشقيه الديموقراطي والجمهوري ليس مع الانسحاب ويدعمونا كحلفاء في سورية، ولكنه لا يستطيع منع القرار ويعمل ما في وسعه من أجل تأخير الانسحاب».
وتعليقاً على اجتماع وزراء خارجية التحالف الدولي ضد «داعش» الأسبوع المقبل في واشنطن، أعرب صقر عن أمله في أن «تكون قرارات الاجتماع داعمة لنا وللمنطقة بعد هزيمة داعش عسكرياً لأنه من المهم هزيمة داعش فكرياً وثقافياً ما يتطلب جهوداً إضافية».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في بيان أن «الولايات المتحدة مصمّمة على منع عودة ظهور تنظيم داعش في سورية والعراق بعد انسحاب القوات الأميركية من سورية، وهي ملتزمة مواصلة القضاء على فلول التنظيم وإحباط مخططاته»، وزادت أنه «بعد هزيمة داعش في ساحة المعركة، سيواصل التحالف جهود إرساء الاستقرار من أجل تسهيل العودة الآمنة والطوعية للذين نزحوا بسبب أعمال العنف»، ومعلوم أن الاجتماع يتزامن مع تأكيد واشنطن وحلفائها في «قسد» أن هزيمة «داعش» عسكرياً تحتاج إلى اسابيع معدودة، ومعلوم أيضاً أن آخر اجتماع للتحالف على مستوى الوزراء عقد في بروكسيل في تموز (يوليو) 2018.
ومن موسكو، قال وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن الأزمة السورية مثلت أحد محاور المحادثات إلى جانب العلاقات الثنائية والقضايا الدولية، مشدداً على أنه «لا بد من حل الأزمة السورية»، وكشف أن «الحكومة العراقية تدعم عودة سورية إلى الجامعة مرة أخرى».
وبخصوص استكمال محاربة «داعش» في شرق الفرات، شدد الحكيم على أن العراق لا يخطط «لإدخال قواتنا إلى شرق الفرات، ولكننا سنواصل بالتأكيد العمل على تدمير بقايا داعش سواء من الجو أو على الأرض. أريد أن أكرر مرة أخرى أننا لن نقوم في شكل مفاجئ لشركائنا السوريين بعمليات برية أو أي عمليات أخرى».
وأكد لافروف من جانبه، أن «نظرة الطرفين لطرق تنفيذ القرار 2254 حول سورية متطابقة، بما في ذلك القضاء على بقايا العصابات الإرهابية في سورية والعراق». وقوّم لافروف عالياً عمل مركز بغداد للمعلومات الذي تشارك فيه كل من سورية والعراق وإيران وروسيا، وقال إنه بحث مع نظيره العراقي «مهمات توفير الأمن على الحدود السورية- العراقية مع الأخذ بالحسبان تصريحات واشنطن حول نيتها سحب قواتها من سورية».
إلى ذلك، وتزامناً مع كشف وسائل إعلام عن حشود تركية إضافية على الحدود مع محافظة إدلب، أعلنت وزارة الدفاع التركية زيارة وفد عسكري روسيا اليوم، لبحث الملف السوري، وتأتي الزيارة بعد نحو أسبوع من قمة روسية- تركية، وزيادة خروقات الهدنة التي توصل إليها الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان في سوتشي في 17 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، وفي الأسبوع الأخير أعلنت موسكو أكثر من مرة أن الأوضاع في إدلب لا تتوافق مع الاتفاقات المشتركة مع أنقرة.