تقنية

دراسة استطلاعية تحدّد الأمراض الناشئة التي ينقلها البعوض في الإمارات وعُمان

ناقش باحثون من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية اليوم نتائج دراسة استطلاعية أجريت لتحديد مُسببات الأمراض التي يحملها البعوض وتنتقل إلى البشر والحيوانات في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان.

وخلال يوم افتتاح مؤتمر الصحة العامة، الذي تنعقد جلساته في إطار معرض ومؤتمر آراب هيلث 2019 في دبي، اتفق المتحدثون على أن الأمراض المعدية يجب أن تظل أولوية على صعيد الصحة العامة، مع ضرورة إجراء أبحاث مستقبلية ومراقبة مستمرة لانتشارها.

وأعد الدراسة الاستطلاعية الدكتور نوربرت نوفوتني، أستاذ علم الأحياء الدقيقة (علم الفيروسات) في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الطبية بدبي، بالتعاون مع الدكتور جيريمي كامب، اختصاصي الحشرات في جامعة الطب البيطري في فيينا، والدكتور ديريك روبرتس، اختصاصي الحشرات في جامعة السلطان قابوس بمسقط، بهدف دراسة الأمراض التي ينقلها البعوض.

وتعليقاً على أهمية هذه الدراسة، قال الدكتور نوربرت نوفوتني: “لا يُعرف إلا القليل عن مُسببات الأمراض التي يحملها البعوض وتنتقل إلى البشر والحيوانات في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من أن عددًا كبيرًا نسبيًا من المصابين بالأمراض التي ينقلها البعوض مثل حمى الضنك يتوجهون إلى دولة الإمارات ويتم تشخيصهم وعلاجهم هنا. وبما أن فيروسات معيّنة تنتقل عادةً بواسطة فصائل معيّنة من البعوض، فمن المهم للغاية أن نعرف فصائل البعوض الموجودة في بلد ما”.

وأضاف الدكتور نوربرت: “يجب توسيع نطاق دراستنا الاستطلاعية بشكلٍ كبير لاكتساب معرفة أفضل بعائلات البعوض الموجودة في الإمارات وعُمان”.

وقد اشتملت الدراسة الاستطلاعية على اصطياد البعوض في مناطق مختلفة من الإمارات وعُمان، بهدف الوقوف على أنواع البعوض المتنوعة بهذين البلدين، وكذلك التدقيق في البعوض المصطاد باستخدام طرق جزيئية بحثًا عن وجود فيروسات.

وخلال هذه الدراسة، تبيّن للباحثين أن بعوض الكوليكس مثلاً يمكن أن ينقل الفيروس المُسبب لحمى غرب النيل، وقد تم اكتشاف مرض غرب النيل في الإمارات في بعض الحيوانات وكذلك في بعض الأشخاص في عُمان. ومع ذلك، لم يجد الباحثون فيروس غرب النيل في مواد العينة.

واختتم الدكتور نوربرت حديثه قائلاً: “فيما يتعلق بتنّوع فصائل البعوض، من المهم أيضًا معرفة فصائل البعوض التي لم يتم اكتشافها. على سبيل المثال، لم نكتشف الزاعجة المصرية، وهي الناقل الرئيسي لفيروس حمى الضنك وفيروس زيكا. ومن ثم، يبدو أن انتقال فيروسات حمى الضنك أو زيكا على المستوى المحلي أمر غير محتمل”.

وعلى مدار جلسات اليوم من مؤتمر الصحة العامة تحت مظلة آراب هيلث 2019، حدّد برنامج المؤتمر عدة مجالات مهمة يمكن أن تسهم من خلالها هيئات الصحة العامة في جعل الإدارة الشاملة للطوارئ والكوارث أكثر فاعلية.

ومن جانبه، قال روس ويليامز، مدير معرض آراب هيلث: “ناقش المتحدثون التبعات الصحية لبعض أهم الكوارث ذات التأثير المفاجئ والتهديدات المستقبلية المحتملة مع توضيح متطلبات الاستجابة الطبية والصحية العامة الفاعلة لهذه الحالات”.

ومن المنتظر أن يجتمع المشاركون في مؤتمر الصحة العامة مرة أخرى غداً الخميس (31 يناير) للاستماع إلى آخر المستجدات حول كيفية قياس ومعالجة تأثير تدخلات الصحة العامة على المجتمعات المحلية، وكذلك كيفية تحديد استجابة شاملة على صعيد الصحة العامة لقضايا تقدم أعمار السكان وصحة المرأة في المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن معرض ومؤتمر آراب هيلث، الذي يتضمن 11 مؤتمرًا متخصّصًا، هو أحد أضخم المؤتمرات الطبية متعددة المسارات المعتمدة للتعليم الطبي المستمر على مستوى العالم. وستنعقد جلسات المؤتمر في الفترة من 28 إلى 31 يناير 2019 في مركز دبي التجاري العالمي وفندق كونراد، كما ستستقبل ما يزيد على 4,500 موفد و300 محاضر من المنطقة والعالم على مدار الأيام الأربعة للمؤتمر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى