السفير البريطاني يجول في بعلبك: المملكة المتحدة تلتزم أمن لبنان واستقراره
جال سفير بريطانيا لدى لبنان كريس رامبلينغ في مدينة بعلبك على رأس وفد من السفارة، واستهل جولته بلقاء رئيس “المركز العربي للحوار” الشيخ عباس الجوهري في دارته في بعلبك، وشكره على حسن استقباله وترحيبه وعلى إتاحة فرصة النقاش معه لفهم الأوضاع وطبيعة الحياة في هذه المنطقة.
وقال رامبلينغ:”هذه الزيارة هي الأولى لي إلى مدينة بعلبك، للاطلاع على شؤون المنطقة الحياتية، ولبنان ليس أول دولة عربية أعمل فيها، فقد عملت في دول عربية أخرى، لكن لبنان يختلف عن كل الأماكن الأخرى. من المهم الجلوس معكم ومع أشخاص آخرين في المدينة لتكوين تصور عن واقع المدينة واحتياجاتها، ولنعمل على مناقشة إمكانية الدعم الحالي والمستقبلي”. وأكد أن “المملكة المتحدة تلتزم بأمن لبنان واستقراره وازدهاره، وإننا استثمرنا ونستثمر كثيرا في بعض المجالات، وخصوصا في مجال الأمن ودعم الجيش اللبناني والتعليم وهذا مهم، وهناك جزء آخر من دعمنا في لبنان على النطاق الخدماتي، وسوف نرى ما هي الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها التي يمكننا توفيرها في بعلبك، وهذا أمر مهم جدا ليس هنا فقط، وليس للبنانيين وحدهم وإنما للنازحين السوريين أيضا”.
الجوهري
بدوره شدد الجوهري على “أهمية هذه الزيارة لمدينة بعلبك التاريخية، في ظل إهمال السياسات الحكومية وعدم وعي من بيده السلطة في هذه المنطقة الذي كرس هذه الحالة من الرتابة. فلا يوجد لدينا معامل ولا إنتاجية، والشاب البقاعي لا يجد فرصا حياتية ملائمة، ولا يوجد لدينا مسرح والرياضة متعثرة، ولكن هناك ندوات ولدينا شعراء وتراث مهم للدبكة البعلبكية، لكنها غير مفعلة، ليس لأن الجو العام في المنطقة فيه سيطرة اللون الواحد، ولكن بسبب الإهمال وعدم الاهتمام”.
وتابع:”كل بيئة لا يوجد فيها تنمية يحصل فيها ثغرات، منها مشكلة المخدرات التي إن أفلحوا في تشريع زراعتها للصناعات الطبية، كما أوصت مؤسسة ماكنزي، فهي مفيدة للبنان، وستؤمن مردودا لأبناء المنطقة يقدر بين 400 و 500 مليون دولار، وستؤدي إلى تنشيط الدورة الاقتصادية، خصوصا في ظل الأزمة المالية الكبيرة التي بدأ يتلمسها الناس، ولا يعرف أحد إلى أي مدى ستصل”.
وطالب الأوروبيين “بتصدير نموذج الديموقراطية والليبرالية الذي نجح في تنمية أوروبا وتطور مجتمعاتها، ورغم بعض الانتقادات على هذا النموذج، لكنه بالنسبة إلى التجارب المشرقية يعتبر تجربة متقدمة”. وقال: “أشعر أن أوروبا لا يوجد لديها مؤسسات ترعى انتشار الديموقراطية، ولا تهتم إلا بمقدار الاستشعار الأمني ومدى التأثير على الأمن الأوروبي، وليس من منطلق الشراكة الإنسانية. فلا يمكنك أن تعيش مرتاحا وبالقرب منك مجتمعات ثمة تفاوت كبير بينك وبينها، وخصوصا بيننا وبين أوروبا التي نعتبرها على حدودنا، فالبحر المتوسط يجمعنا”.