البشير يؤكد أن أطرافاً تهول من الأحداث في السودان
اعتبر الرئيس السوداني عمر البشير أن هناك أطرافاً تهول من الأحداث في السودان، مؤكداً أن القاهرة تدعم استقرار السودان.
وعقد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والسوداني قمة في القاهرة أمس بحثا خلالها المفاوضات المتعلقة بسد النهضة الإثيوبي.
وقال السيسي، في مؤتمر صحافي مشترك مع البشير في أعقاب قمتهما، إن هذه الزيارة تأتي تتويجاً للعديد من الجهود التي بذلت على مدار العام الماضي، لتعزيز العلاقات الثنائية والتنسيق المتواصل بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك تحقيقاً لمصالح الشعبين، وتأسيساً على القواسم العديدة والمصالح المترابطة التي طالما جمعت بينهما في مسار ومصير واحد على مدار التاريخ.
وأضاف أن هذه الجهود تكللت بعقد اللجنة الرئاسية المصرية السودانية بالخرطوم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والتي شهدت التوقيع على 12 اتفاقياً، وساهمت في تقييم مسارات تنفيذ الاتفاقات القائمة بين البلدين، ودعم آليات اللجان المتخصصة التي تشرف على أوجه التعاون بينهما في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن المباحثات تناولت العديد من المواضيع وفي مقدمتها تعزيز التعاون الثنائي بخاصة في المجالات الاقتصادية، واستعراض التقدم الذي تشهده المشاريع المشتركة بين البلدين، كمشروع الربط الكهربائي، والدراسات الخاصة بمشروع الربط بين السكك الحديدية في الدولتين، فضلاً عن التعاون القائم في مجال بناء القدرات والتدريب في جميع القطاعات.
وأضاف: «تطرقت مباحثاتنا للتطورات ذات الصلة بالمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة العمل على التوصل في أقرب وقت إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد».
وأكد أن هناك توجهاً بات ثابتاً وواضحاً في سياسة الدولتين، وهو التنسيق الكامل بينهما والسعي المستمر والدؤوب لدعم المصالح المشتركة بين الشعبين والدولتين في كل المجالات، وبما يتناسب مع الروابط التاريخية والمصالح المشتركة بينهما.
من جانبه، قال البشير إنه تم التطرق خلال مع الرئيس السيسي إلى التنسيق الأمني بين مصر والسودان لضمان أمن البحر الأحمر باعتباره أهم ممر مائي دولي. وأكد أنه تم الاتفاق على العديد من المشاريع خصوصاً في المجال الاقتصادي. وأشار إلى أنه استعرض مع الرئيس السيسي تنفيذ اتفاق السلام مع جنوب السودان، وما تم التوصل إليه بشان إفريقيا الوسطى، مؤكداً أن العلاقات الثنائية بين مصر والسودان وصلت إلى مستويات غير مسبوقة فى مختلف المجالات.
وأشاد بدور مصر في أمن واستقرار السودان، مشيرا إلى «وجود أطراف تهول مما يحدث في السودان من طريق وسائل إعلام وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي». وقال الرئيس السوداني إنه يجب عدم التأثير على حقوق مصر والسودان في مياه النيل.
في الخرطوم، أعلن «حزب الأمة الفيديرالي» السوداني أمس، انسحابه من الحكومة السودانية على المستويات التنفيذية والتشريعية كافة، في وقت رفض وزير السياحة عمر سليمان تنفيذ قرار حزبه وتقديم استقالته.
وجاء موقف الحزب، الذي يقوده أحمد بابكر نهار، بفض الشراكة مع الحكومة السودانية، خلال مؤتمر صحافي عُقد في مركز الحزب. وفيما أعلن «الأمة الفيديرالي» انسحابه من الحكومة، رفض سليمان الاستقالة من منصبه، معلناً استقالته من حزبه وانضمامه إلى «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم.
وفي وقت سابق، قدم نواب حزب الأمة بقيادة مبارك الفاضل المهدي استقالاتهم من البرلمان والمجالس التشريعية الولائية. وكان المهدي أعلن الشهر الماضي انسحاب حزبه من الحكومة، مع مطالبات بإقامة حكومة انتقالية بعد رحيل النظام الحالي.
ويشهد السودان احتجاجات منذ 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، بعد قرار الحكومة رفع أسعار الخبز، قبل أن تتحول سريعاً إلى تظاهرات واسعة تدعو إلى إنهاء حكم الرئيس عمر البشير.