ترامب يخسر معركة أولى أمام بيلوسي
شكّلت تسوية موقتة توصّل اليها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع خصومه الديموقراطيين لوقف الإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، فشلاً للرئيس في إحدى أبرز معاركه السياسية. أزمة إغلاق جزء من الإدارات الفيديرالية التي استمرت 35 يوماً، جاءت بعد رفض ترامب توقيع مشروع الموازنة، إن لم يقبل الكونغرس تخصيص 5.7 بليون دولار لتمويل تشييد جدار على الحدود المكسيكية.
لكن ذلك أثار أزمة اجتماعية، إذ لم يتلقّ كثيرون من الموظفين الفيديراليين رواتبهم، وعانوا مشكلات مالية، فيما شهدت حركة الملاحة الجوية اضطرابات، كما أن عناصر أجهزة الاستخبارات الذي يحرسون البيت الأبيض حُرموا من رواتبهم شهراً ثانياً.
ترامب الذي أصرّ على «عدم التراجع»، فعل ذلك في النهاية ووافق على إعادة فتح الإدارات ثلاثة أسابيع، متخلياً عن مطلب التمويل الفوري لتشييد الجدار.
ويبدو أن الرئيس لم يحسب أنه سيُضطر الى التعامل مع مجلس نواب بات تحت سيطرة الديموقراطيين، لا سيّما أن لدى رئيسته نانسي بيلوسي عقوداً من الخبرة في سياسات الإغلاق الحكومي. وقالت ابنتها لشبكة «سي إن إن»: «ستقطع رأسك ولن تشعر بأنك تدمي». وبعد خسارته الجولة الأولى في معركته مع الديموقراطيين، وعد ترامب بجولة ثانية بعد 3 أسابيع، في حال عدم حصوله على التمويل لتشييد الجدار. وقد يعني ذلك إغلاقاً ثانياً أو تفعيل صلاحيات الرئيس في حال الطوارئ، لتأمين تمويل الجدار من دون موافقة الكونغرس. لكن زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ السيناتور تشاك شومر حذّر ترامب من نزاع جديد، قائلاً: «نأمل بأن يكون ترامب تعلّم الدرس».
في المقابل، هدّد الرئيس مجدداً بإغلاق الحكومة، وكتب على «تويتر»: «هذا ليس تنازلاً إطلاقاً، بل اهتمام بملايين الأشخاص الذين عانوا كثيراً نتيجة الإغلاق، مع إدراك بأن التصعيد سيعود خلال 21 يوماً، في حال عدم التوصّل الى اتفاق». وسخر الرئيس السابق لبلدية نيويورك مايكل بلومبرغ من مكابرة الرئيس، معتبراً أنه «فاشل»، قائلاً: «واضح أن الرئيس لا يمكن مساعدته في هذه المرحلة، وأن الإسناد الذي يحاول موظفوه تقديمه في المكتب البيضوي لا يجدي نفعاً. الرئيس يرسب في كل امتحان، وعلينا أن نتأكد أن أمامنا شخصاً مختلفاً في البيت الأبيض، وأنا ملتزم بذلك». بلومبرغ بليونير وقطب إعلامي، قد يترشّح لانتخابات الرئاسة عام 2020، لكنه لم يتخذ قراراً في هذا الصدد. وزاد: «سيكون أمراً عظيماً أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة، ولكن على المرء أن يدرس ما يمكن أن يفعله في القطاع الخاص، وفي فرص انتخابه، عائلته وحياته الخاصة وشركته. لا أحب الانسحاب من التحديات، لكنني أمام تحديات متعددة».