الرئيس الأميركي يرجئ خطابه السنوي ومحاميه السابق يتهمه بتهديده
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إرجاء خطابه عن حال الاتحاد إلى ما بعد انتهاء أزمة «إغلاق» ادارات فيديرالية، منتقداً رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لسحبها دعوة سابقة لإلقاء الخطاب.
في الوقت ذاته، شكا مايكل كوهين، المحامي الشخصي السابق لترامب، «تعرّضه لتهديد» من الرئيس الأميركي، ما دفعه الى إرجاء شهادته المقرّرة أمام الكونغرس.
ويلقي الرئيس الأميركي خطابه السنوي عن حال الاتحاد، وكان مرتقباً الثلثاء المقبل، قبل الدورة المشتركة لمجلسَي الكونغرس، في قاعة مجلس النواب. لكن ترامب يخوض معركة مع ديموقراطيّ الكونغرس، اذ رفض توقيع الموازنة لإدارات فيديرالية، رداً على رفض هؤلاء تمويل تشييد جدار على الحدود المكسيكية.
الإغلاق الحكومي الذي بات في شهره الثاني وبات الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، يطاول 800 ألف موظف فيديرالي، باتوا في اجازة غير مدفوعة أو أُجبروا على العمل من دون أجر. واعتصم مئات من الموظفين الحكوميين داخل قاعة في الكونغرس، ورفع بعضهم لافتات كُتب عليها «أعمل في مقابل أجر».
وكتب ترامب في «تويتر»: «في وقت كان الإغلاق واقعاً، طلبت منّي نانسي بيلوسي إلقاء الخطاب عن حال الاتحاد ووافقت. ثم غيّرت رأيها بسبب الإغلاق واقترحت موعداً لاحقاً. هذا من صلاحياتها. سألقي الخطاب عندما ينتهي الإغلاق. محزن جداً بالنسبة الى بلدنا ألا يتم إلقاء الخطاب في موعده حسب برنامجه، والأهم في المكان المخصص له. لا أبحث عن مكان بديل لإلقاء الخطاب، إذ لا مكان يمكن أن يضاهي تاريخ مجلس النواب وتقاليده وأهميته». وشدد على أنه يتطلّع إلى إلقاء خطاب «عظيم» في «المستقبل القريب».
جاء ذلك بعدما وجّهت رئيسة مجلس النواب رسالة الى ترامب، ورد فيها: «أكتب إليك لإبلاغك أن مجلس النواب لن يدرس قراراً يتيح إلقاء الرئيس خطاب حال الاتحاد داخل المجلس، الى أن يُعاد فتح الحكومة»، علماً أن إصدار مثل هذا القرار ضروري قبل السماح للرئيس بإلقاء خطابه في المجلس.
وعلّقت بيلوسي على تغريدة الرئيس التي أعلن فيها موافقته على إرجاء خطابه، معربة عن أملها بأن يوافق على اتفاق يعيد فتح الإدارات الفيديرالية المغلقة.
في السياق ذاته، لفت زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل الى أن «الوقت حان لإبرام اتفاق»، فيما قال النائب الديموقراطي ستيني هوير، في اشارة الى الجدار: «أعتقد بأن جزءاً من الحلّ يكمن في إقامة حواجز مادية (فعلية). نريد أن نتأكد من أن الذين يعبرون إلى الولايات المتحدة يدخلون في شكل شرعي. نريد حدوداً آمنة وأعتقد بإمكان التوصل الى ذلك».
في غضون ذلك أعلن لاني ديفيس، محامي كوهين، أن ترامب ومحاميه الشخصي رودي جولياني هدّدا موكّله وعائلته، ما أرغمه على إلغاء جلسة مقررة في 7 شباط (فبراير) المقبل للإدلائه بإفادته أمام لجنة الرقابة في مجلس النواب، كان يُتوقّع أن يتحدّث خلالها عن الفترة التي عمل فيها لمصلحة الرئيس.
وقال ديفيس: «نظراً إلى تهديدات مستمرة لعائلته من الرئيس ترامب وجولياني، آخرها نهاية الأسبوع، ولكوهين بسبب تعاونه المستمر مع التحقيقات، سيُؤجّل مثول كوهين (أمام اللجنة) إلى موعد لاحق، عملاً بنصيحة محاميه. بات على كوهين أن يضع سلامة عائلته في المقام الأول».
وسُئل ترامب هل هدّد كوهين، فأجاب: «الحقيقة تهدّده». لكن رئيسَي لجنة الرقابة في مجلس النواب إيلايجا كامينغز ولجنة الاستخبارات آدم شيف لفتا إلى أن «محاولات ترهيب الشهود وتخويف عائلاتهم أو منعهم من الإدلاء بإفاداتهم أمام الكونغرس، هي تكتيكات عصابات كلاسيكية ندينها بأشد العبارات».
وشددا على أن شهادة المحامي امام المجلس لم تلغَ، وتابعا: «ندرك أن زوجة كوهين وأفراداً آخرين من عائلته باتوا يخافون على سلامتهم بعد هذه الهجمات. على رغم ذلك، عندما بدأت اللجنتان النقاشات مع محامي كوهين، لم يكن عدم المثول أمام الكونغرس خياراً وارداً».
وقرّر كوهين الإدلاء بإفادته أمام مجلس النواب، بعدما حُكم بسجنه 3 سنوات الشهر الماضي، لإدانته بتهم بينها مخالفة قوانين تمويل الحملات الانتخابية والكذب على الكونغرس. وقال خلال التحقيق إن ترامب أمره بدفع مبالغ مالية لشراء صمت امرأتين زعمتا إقامة علاقة مع الرئيس قبل الانتخابات عام 2016.