الجيش الروسي يعرض صاروخاً تعتبره أميركا انتهاكاً لمعاهدة نووية
في خطوة تُعتبر سابقة، عرض الجيش الروسي على ملحقين عسكريين وصحافيين أجانب نظاماً صاروخياً وشرح تفاصيله، محاولاً تبديد مخاوف الولايات المتحدة من انتهاكه معاهدة الأسلحة النووية متوسطة المدى، ولمنعها من الانسحاب من المعاهدة.
ووقّعت واشنطن وموسكو المعاهدة في 8 كانون الأول (ديسمبر) 1987، ونصّت على منع استخدام الصواريخ التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، إضافة إلى القاذفات والمنشآت والمعدات الخاصة بها. وأنهت المعاهدة أزمة في أوروبا في ثمانينات القرن العشرين، بعد نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ من طراز «أس أس-20» التي تحمل رؤوساً نووية وتطاول عواصم غربية.
لكن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمهل روسيا في 4 كانون الأول (ديسمبر) الماضي حتى 2 شباط (فبراير) المقبل للامتثال للمعاهدة، مهدداً بالانسحاب منها. جاء ذلك بعدما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب موسكو بانتهاك المعاهدة، بعد صنعها الصاروخ «9 إم 729» الذي تؤكد الولايات المتحدة والحلف الأطلسي أن مداه يتجاوز 500 كيلومتر. لكن موسكو ندّدت باتهامات «بلا أساس»، متهمة واشنطن بخرق المعاهدة. وحذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن قرار الولايات المتحدة قد يثير سباق تسلّح، متعهداً تطوير صواريخ جديدة في حال انسحابها من المعاهدة.
وعرض الجيش الروسي الصاروخ أمام صحافيين و21 ملحقاً عسكرياً أجنبياً، لكن أياً منهم لا يمثل دولاً في «الأطلسي». وقال الجنرال ميخائيل ماتفييفسكي، قائد القوات الصاروخية والمدفعية في القوات المسلحة الروسية: «في إطار شفافية طوعية، نقدّم معلومات عن الصاروخ المجنّح 9إم927 الذي تفيد الرواية الأميركية بأنه يرتبط بانتهاك المعاهدة».
وأشار إلى أن هذا الصاروخ هو نسخة محدثة من الصاروخ «9 إم 728» ويُعتبر جزءاً من منظومة «إسكندر إم»، لافتاً الى أن مداه الأقصى تقلّص بـ 10 كيلومترات، ليبلغ 480 كيلومتراً، ما يجعله مطابقاً لمتطلبات المعاهدة. وشدد على «تأكيد مدى الصاروخ» خلال مناورات «زاباد» (الغرب) التي نُفذت عام 2017.
وقال ماتفييفسكي إن الصاروخ «9 إم 729» يختلف عن الطراز السابق برأس حربي أكثر قوة ونظام توجيه يعزز دقته. ورفض زعم الولايات المتحدة أن زيادة طول الصاروخ تعكس خزان وقود أكبر يتيح مدى أكبر، مشدداً على أن حجم الخزان ومقدار الوقود متطابقان مع النموذج القديم. وأوضح أن القاذفة المتحركة المطوّرة للصاروخ الجديد أكبر من النموذج السابق، إذ تحمل 4 صواريخ بدل صاروخين.
وحضر العرض سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، وشكا من أن واشنطن «لم توضح كيف استنتجت أن الصاروخ «9 إم 729» اختُبر على مدى محظور وفق المعاهدة»، وزاد: «لفترة طويلة رفضت الولايات المتحدة أن تحدّد النوع المحدد للصاروخ في الترسانة الروسية، مقتصرة على تلميحات مع إشارة إلى معلومات استخباراتية غامضة». وشدد على وجوب الحفاظ على المعاهدة، معتبراً أن على الولايات المتحدة أن «تتخذ هذا القرار». واستدرك أنها أوضحت عبر قنوات ديبلوماسية أن قرارها الانسحاب من المعاهدة نهائي وغير مطروح للحوار.