«ضربة» لإيران بعد فشل إطلاق قمر اصطناعي
تلقت إيران ضربة أمس بعدما فشلت في وضع قمر اصطناعي في مداره، بعد إطلاقه في عملية انتقدتها الولايات المتحدة.
وعلّق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على العملية الفاشلة، قائلاً: «إيران تكذب بقولها إنها أطلقت قمراً اصطناعياً بريئاً في الفضاء. إنها تريد إنجاز أول مرحلة لصاروخ عابر للقارات، في انتهاك لكل الاتفاقات الدولية. ندعم معارضة الولايات المتحدة لهذا التصرّف العدائي».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لفت إلى أن الصواريخ الحاملة للأقمار الاصطناعية الإيرانية تستخدم تكنولوجيا «مطابقة تقريباً» لتكنولوجيا الصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية. وأضاف: «ننصح النظام بمراجعة عمليات الإطلاق الاستفزازية وبوقف كل النشاطات المرتبطة بالصواريخ الباليستية، لتجنّب مزيد من العزلة الاقتصادية والديبلوماسية».
وأعلن وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي، أن «الصاروخ سفير الناقل للقمر الاصطناعي بيام (رسالة) قطع بنجاح المرحلتين الأولى والثانية، لكنه لم يصل إلى السرعة المطلوبة ببلوغ المرحلة الثالثة، وبالتالي لم يستقرّ في المدار».
وكتب على «تويتر»: «كنت أودّ أن أُسعِد الجميع بالخبر الجيد، ولكن أحياناً لا تسير الحياة كما نريد». وأشار إلى أن طهران ستطلق قمراً اصطناعياً ثانياً أُطِلق عليه «دوستي» (الصداقة)، وتابع: «يجب ألا نتراجع أو نتوقف. سنسعى أكثر، وسنثبت للعالم أن (دوستي) سينجح. في هذه الظروف، نمتاز نحن الإيرانيين عن الشعوب الأخرى بالشجاعة والروح العالية».
وذكر جهرمي أن «بيام» الذي صنعته جامعة أمير كبير للتكنولوجيا في طهران، كان مزوداً بأربع كاميرات، فيما أفادت الوزارة بأن مداره كان على ارتفاع 500 كيلومتر لنحو 3 سنوات، كما كان سيُستخدم في التصوير والاتصالات. أما «دوستي» الذي سيوضع على مدار ارتفاعه 250 كيلومتراً، فسيكون مكلفاً المهمة ذاتها، مع التركيز على الزراعة. وأعلن رئيس الجامعة أحمد معتمدي أنها تلقت من الوزير طلباً لصنع قمر ثانٍ.
وبرّر رئيس وكالة الفضاء الإيرانية مرتضي براري فشل إطلاق «بيام» بأن «التقنيات الفضائية معقدة جداً، وحصول أحداث غير متوقعة أثناء التجارب أمر طبيعي». وأضاف أن خبراء «يسعون إلى كشف الخلل الهندسي الذي أفشل التجربة»، مستدركاً أن المحطة الأرضية «تلقت إشارة من القمر الاصطناعي عن موقعه، بعد انفصاله عن حامله الصاروخ سيمرغ».
وذكر مدير المشروع مصطفى صفوي أن «بيام» صُمِم عام 2008، وزاد: «إنه قمر اصطناعي غير عسكري لديه مهمة غير عسكرية، لكن دولاً اعتقدت بأنه قد يكون لأغراض عسكرية، ولم تتحمّس لإطلاقه. بدّلنا مواصفات القمر وجهّزناه لعملية إطلاق محلية».
وأطلقت إيران عام 2009 أول أقمارها الاصطناعية المصنعة محلياً، وهو «أوميد» (الأمل) للبحوث والاتصالات، في الذكرى الثلاثين للثورة، علماً أن ذكراها الأربعين تحلّ الشهر المقبل.
إلى ذلك، اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني الولايات المتحدة بشنّ «حرب اقتصادية» على بلاده، كي تنتزع منها تنازلات في ما يتعلّق ببرنامجها الصاروخي، واستدرك أنها «لا تستطيع تشييد جدار حول إيران». وأعلن أن طهران تنتج يورانيوم مخصباً بنسبة 20 في المئة، علماً أن الاتفاق النووي المُبرم عام 2015 يتيح لها التخصيب بنسبة لا تتجاوز 3.67 في المئة.
على صعيد آخر، اعتقلت السلطات الألمانية ألمانياً من أصل أفغاني، للاشتباه في تجسّسه لحساب طهران. وذكرت النيابة الفيديرالية أن عبد الحميد س. (50 سنة) «كان خبير لغات ومستشاراً ثقافياً لدى القوات المسلحة الألمانية، ويُعتقد بأنه نقل معلومات إلى جهاز استخبارات إيراني».
وأكدت وزارة الدفاع الألمانية الأمر، فيما أفاد الموقع الإلكتروني لمجلة «در شبيغل» بأن المشبوه تجسّس على الجيش سنوات، وكان مطلعاً على مواد سرية جداً، بينها مهمة القوات الألمانية في أفغانستان.