القوات الأفغانية تخشى عواقب وقف الدعم الجوي الأميركي
أعلنت حركة «طالبان» مسؤوليتها عن هجوم بشاحنة مفخخة في كابول الاثنين، أسفر عن مقتل 4 أشخاص وجرح 113، متوعدة بهجمات أخرى في العاصمة الأفغانية.
وذكر الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أن 4 مهاجمين شاركوا في الاعتداء الذي استهدف مجمعاً محصناً كان يقيم فيه أجانب حتى وقت قريب، لا سيّما من موظفي الأمم المتحدة، لكنه كان خالياً الاثنين. وأوضح أن عنصراً من «طالبان» فجّر عبوة في الشاحنة، فيما هاجم 3 مسلحين آخرين المجمّع. ومعظم الجرحى مدنيون يقيمون في منازل مجاورة أو مارّة على الطريق المؤدية إلى جلال آباد.
وتوعّدت الحركة بهجمات أخرى في كابول، رداً على تعيين المسؤول السابق في جهاز الاستخبارات أمر الله صالح وزيراً للداخلية، علماً انه شارك في الحملة على «طالبان».
في المقابل، دان مستشار الأمن الوطني الأفغاني حمدالله مهيب الهجوم ووصفه بأنه «تخريب» فيما «يرتسم توافق إقليمي من أجل السلام»، وتوعّد بـ «ردّ».
الى ذلك، أثار غموض يكتنف انسحاباً محتملاً لحوالى نصف القوات الأميركية، مخاوف لدى القوات الأفغانية، خشية أن تفقد الدعم الجوي الأميركي الذي يُعدّ من المزايا القليلة الحاسمة في مواجهة «طالبان».
وقال شرطي في غزنة، وهي مدينة وسط أفغانستان اجتاحتها الحركة في آب (أغسطس) الماضي وطُردت منها بمساعدة الضربات الجوية الأميركية: «إذا توقف الدعم الجوي من الأميركيين، ستكون كارثة علينا». وقال جندي في غزنة: «ليس ممكناً القتال بمعدة خاوية وأسلحة وذخيرة أقلّ من طالبان».
وشدد قائد لواء للمشاة في غزنة على أن لدى الجيش الأفغاني «قوات كافية»، واستدرك: «سنحتاج القوات الأجنبية في الدعم الجوي والمساعدة وتدريب القوات الأفغانية. إذا تقلّصت الضربات الجوية أو توقفت، سيكون ذلك مصدر قلق لنا، لأن القوات الأفغانية لم تقف على أقدامها بعد».
وأبلغ الرئيس الأفغاني أشرف غني مسؤولين أميركيين أخيراً أن الدعم الجوي الذي تؤمّنه بلادهم حيوي، ونقل مسؤول بارز عنه قوله: «يمكننا الصمود على الأرض إذا قمتم بتغطيتنا من السماء».
ومنذ العام 2017 تصاعدت الضربات الجوية الأميركية إلى مستويات لم تشهدها أفغانستان منذ ذروة المهمة القتالية للحلف الأطلسي عام 2011، عندما تجاوز عدد القوات الأميركية في البلاد 100 ألف جندي.
وعلى رغم تشديد مسلحي «طالبان» قبضتهم على الريف، قُتل مئات منهم، بينهم قياديون ميدانيون، في غارات أميركية بواسطة مقاتلات ومروحيات وطائرات مسيّرة.