المحلية

«وسط العوامية».. من وكر فساد إلى مشروع حضاري

أكد أمين المنطقة الشرقية م. فهد الجبير لـ”الرياض” أن العمل حالياً جارٍ لإعداد التعويض من قبل الأمانة مع الملاك المطلة عقاراتهم مباشرة على المشروع، بهدف العمل على إعادة تأهيل سريعة للمباني، ويوجد برنامج تأهيل سريع في مدة وجيزة وسيرى النور قريباً.

وأبان بأن هناك رؤية لأمانة المنطقة الشرقية تتعلق بإطلاق أسماء على الأبراج التاريخية التي ترتبط بتاريخ وعراقة الماضي، وقال: “في مراحل التصميم تم الاجتماع بشريحة من أهالي العوامية والمتخصصين وكان هناك مداولة للتراث وللوضع السابق ويمكن أن يؤخذ بالاعتبار مسميات المشروع من هذه الناحية”.

وعن الجانب الاستثماري، قال م. الجبير: “هناك نظام يحدد هذا المسار، إذ سيتم استثناء مجموعة معينة من أهالي العوامية للعمل في هذا الصرح والاستثمار فيه لإعطاء لمسة تراثية، إذ سيتم إعادة أصحاب الحرف السابقين الذين كانوا موجودين إلى أماكنهم”، مشيراً إلى أن المنطقة تحولت من وكر فساد إلى مشروع حضاري، وسيكون له مفعول السحر في تحويل المنطقة لمشعل حضاري، وأن الفترة السابقة لن تتكرر والمنطقة آمنة، وحالياً نحن في منطقة تنمية وهو عكس الواقع السابق.

م. الجبير لـ«الرياض»: خطة سريعة لإعادة تأهيل المباني المحيطة بالمشروع

238 مليون قيمة المشروع

وشدد أمين المنقطة الشرقية أثناء عقده مؤتمراً صحفياً في موقع المشروع ببلدة العوامية، بعد أن “الرياض” تجولت صباح الثلاثاء في مشروع تطوير وسط العوامية الذي أنجز في شكل كامل، على أن المشروع به مرافق عدة، منها سبعة مبانٍ متفاوتة الأحجام، وكل منها تتكون من طابقين للاستثمار، ويحوي 49م2 من الحدائق، ويتضمن المشروع عدداً من المعالم المعمارية السياحية، وروعي فيها اعتبارات تراعي البيئة، مشيراً إلى وجود خمس عيون ربطت ببعضها البعض بقنوات مائية، وتابع “إن مدة المشروع ثمانية شهور، وقيمة المشروع 238 مليون ريال، والمساحة الإجمالية للمشروع بلغت 180 ألف م2”.

وأبان بأن المشروع يقدم الخدمات ولكنها ليست هدف بحد ذاته، وأن الجزء الاستثماري لا يمثل سوى 3 % من المشروع، مشدداً على أنه مركز حضاري يحقق متطلبات العائلة في فترات متفاوتة وفي فترات المناسبات لما يحويه من ساحات خاصة، ومراكز ثقافية ومكتبات، ويفي بمتطلبات هذا الصرح.

100 % نسبة الإنجاز

وكشفت أمانة المنطقة الشرقية أنه تم الانتهاء من مشروع تطوير وسط العوامية بنسبة 100 %، فيما أكدت على أن المشروع بحكم موقعه الاستراتيجي سيخدم شريحة كبيرة من أبناء القطيف بشكل خاص والمنطقة الشرقية بشكل عام، كما يعد أحد المعالم الحضارية والتنموية في المنطقة بشكل عام.

وذكر م. الجبير في بيان صحفي بأنه تم الانتهاء من تنفيذ مشروع تطوير وسط العوامية بشكل كامل، وقال إن المشروع يقع وسط العوامية في المنطقة الوسطى من القطيف، ويتضمن عدداً من المعالم المعمارية التي توفر خدمات متعددة ثقافية وترويحية واقتصادية واجتماعية لخدمة سكان زوار القطيف ليصبح المشروع وسط العوامية بحد ذاته قلباً نابضاً بالحياة، لافتاً إلى أن المشروع يتضمن سبعة أقسام رئيسية هي: مباني السوق الشعبي، مباني الفناء الرئيسي، الأبراج التراثية، مباني المركز الثقافي، البيت التراثي، تنسيق المواقع، الطرق والمواقف.

وذكر أن مباني السوق الشعبي تمتد على طول الطريق المؤدي إلى الساحة المركزية، وتتكون من سبعة مبانٍ متفاوتة الأحجام، وفي كل منها وحدات منفصلة تتكون من طابق أو طابقين، أعدت للاستثمار، كما تضم بعض المباني شرفات مفتوحة لاستخدامها كمقاهٍ، أو استراحات للزائرين، أو أماكن لعرض البضائع.

مركز ثقافي في قلب المشروع

وأضاف أمين المنطقة الشرقية أن مباني الفناء الرئيسي تقع في الساحة المركزية التي تتكون من مبنيين رئيسيين، وفي كل منها عدد من المحلات أعدت للاستثمار، وتتوسطها ساحة الفناء، موضحاً أن الأبراج التراثية من أبرز المعالم في المشروع، وهي خمسة أبراج صممت لتكون مرجعاً بصرياً ترشد الزائرين إلى وجهتهم، وتحاكي هذه الأبراج التاريخ المعماري للمنطقة وتتميز أيضاً بحوائطها الطينية السميكة ذات النوافذ الضيقة.

ولفت إلى أن المركز الثقافي يعتبر قلب المشروع، ويتكون من ثلاث مباني، يتوسطها ساحة رئيسية مغطاة بمظلة ضخمة، كما يضم المركز مكتبة، وقاعة مؤتمرات، ومعارض، مشيراً إلى أن المبنى التراثي هو بيت مصمم على نمط الهوية المعمارية التقليدية يتوسطه فناء داخلي، تميزه الجدران السميكة والنوافذ الصغيرة الضيقة، يحيط بالفناء ممر مظلل بالعوارض الخشبية.

وأبان م. الجبير أن المشروع يحتوي على مساحة من الحدائق والمتنزهات منها 55 ألف م2 مسطحات خضراء، مستوحاة من البيئة الزراعية للقطيف لتجمع بين أشجار النخيل والشجيرات التي يبلغ عددها 200 شجرة نخيل و500 شجيرة.

وأكد أنه تم إنشاء طرق ومواقف لخدمة مرتادي المشروع وتوفير سهولة الوصول إليه، إذ تم تنفيذ ثلاثة شوارع محيطة تربط المشروع مع أحياء بلدة العوامية وتصلها بباقي مدن المحافظة بالإضافة لتوفير مواقف سيارات تم توزيعها بطريقة متناسقة داخل موقع المشروع والطرق المحيطة به.

الانتهاء بالكامل في وقت قياسي

وذكر م. فهد الجبير، أن المشروع انطلق برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، حيث قام سموه بوضح حجر الأساس لهذا المشروع خلال شهر فبراير 2018م، معلناً سموه انطلاق هذا المشروع التنموي بوسط العوامية بمحافظة القطيف.

وبدأ تنفيذ المشروع في فبراير 2018م وتم تنفيذه وفق الخطط والدراسات التي أعدت له مسبقاً، إلى أن تم الانتهاء منه بالكامل في وقت قياسي، ونظراً لأهمية المشروع في المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وازدهار البيئة الثقافية، فإنه يحظى بالدعم والمتابعة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، وكذلك متابعة وتوجيه ودعم من قبل وزارة الشؤون البلدية والقروية، وذلك لمواكبة التطور العمراني في المنطقة الشرقية واللحاق في ركب التنمية التي تشهدها كافة مدن ومحافظات المنطقة تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة -حفظها الله-، وحرصاً منهم على تلبية احتياجات المواطنين وتنفيذ المشروعات التنموية لهم وفق أحدث الدراسات التصميمية التي تراعي الجوانب التراثية والعمرانية والخدمية وتقديم كافة الخدمات لهذه المشروعات حتى تواكب مسيرة التنمية مع باقي المناطق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى