11 خطراً تقضي على حياة الرياضيين في العالم
تُعاني الدول العربية والأجنبية في كل عام من اختفاء مُفاجئ لعدد من رياضييها البارزين، ومواهب رياضية ناشئة مختلفة من الجنسين يغيبهم الموت أو التعرض لإصابة مزمنة أو عقوبة إيقاف لفترة طويلة، وبالتالي خسارة رياضي كان قد تمت تهيئته وصناعته ليكون بطلاً في لعبةٍ فردية أو نجماً بارعاً في لعبةٍ جماعية.
على المستوى المحلي، خسرت رياضة المملكة العربية السعودية ومختلف دولنا العربية والعالم أجمع نجوماً كباراً حققوا إنجازات قارية وعالمية، أو تعثر رياضي ناشئ في بداية طريقه للنجومية لأسباب تافهة.
“مباشر نيوز” وقفت على هذه المشكلة المؤرقة فبحثت أسبابها من خلال متابعة عدد من الرياضيين والرياضيات في العالم خلال السنوات الأربع الماضية، ممن طُبِّقَت عليهم عقوبات لجان المنشطات، لتتكشف لنا حقيقة أنها في ازدياد مستمر، وكانت العقوبات تصل للإيقاف لفترات ما بين 3 أشهر إلى 8 سنوات عن ممارسة أي نشاط رياضي بصفة رسمية، بل وامتدت لبعض الرياضيين لـ15 عاماً، وآخرون طالت لتصبح مدى الحياة.
وخلال نفس المدة، اكتشفنا أن الرياضيين والرياضيات الذين لقوا مصرعهم في مقتبل العمر في تصاعد مستمر، فحتى نهاية 2018م، تجاوزت حالات الوفاة الضعف مقارنة بالعام السابق 2017م، بسبب أمراض القلب المفاجئة وحوادث السيارات والتدخلات العنيفة وسوء التغذية والإهمال واللامبالاة.
في المملكة العربية السعودية، أوقف 38 لاعبا خلال السنوات الأربع الماضية بسبب تناول المنشطات، وتم إيقاع عقوبة الإيقاف بمعدل قارَبَ عشرة رياضيين في العام الواحد، وتحديدا (9.5) لاعب لكل عام، وبلغ عدد الوفيات المبكرة والمفاجئة للرياضيين السعوديين 14 حالة وفاة بمعدل (3.5) وفاة لكل عام.
هذه الإحصائيات جاءت صادمة لنا في المملكة العربية السعودية التي تحتل المرتبة الـ”12″ من حيث المساحة على مستوى دول العالم والثانية عربياً والأولى خليجياً، والمرتبة الـ”43″ من حيث عدد السكان عالميا والسادسة عربياً والأولى خليجياً، كما أنها من ضمن الدول الـ”12″ في منظّمة أوبك العالمية، وهي الدولة الأولى التي تملك أكبر احتياطي للبترول في العالم، وكل هذه الإمكانات الكبيرة والضخمة فيها تجعل الإحصاء والبحث العلمي سمة لدولة تطبق رؤية طموحة جدا وهي رؤية 2030 وهو ما جعلنا نتتبع هذه الظاهرة ونسلط الضوء عليها بهدف وضع حلول تقلل منها لأقصى حد.
فإلى متى سنظل نفقد فجأة وبدون مقدمات رياضيين متألقين وهم في عنفوان شبابهم؟!.
هذا السؤال سنُجيب عليه من خلال ما سنطرحه بكل دقة، ونناقشه بكل موضوعية من خلال “مُباشر نيوز” نبحث بالأرقام والإحصائيات والدلائل والأمثلة في حلقتين، أهم 11 خطرا تُهدد حياة ومستقبل الرياضيين المحترفين والهواة بمختلف الرياضات والألعاب، تماشيا مع واجبنا الإعلامي الذي يُحتم علينا طرح القضايا ومناقشتها بشكل إيجابي يخدم المجتمع، حتى نُساهم في بناء جيل رياضي سليم وصحيح يمتاز بفكر ووعي مختلف.
في الحلقة الأولى سنتناول خمسة من هذه المخاطر وسنقف بشكل موسع عند الأخطر منها.
المنشطات الأخطر
تناول المنشطات أول هذه المخاطر التي تُهدد حياه الرياضيين، فقد أثبتت جميع الدراسات العلمية التي قام بها الباحثون والأطباء والعلماء، أن المنشطات لها أضرار صحية خطيرة على صحة الإنسان خاصة الرياضيين منهم، إذ يلجأ بعض الرياضيين لاستخدام هذه المنشطات لتحقيق الإنجازات والبطولات العالمية، خاصة أن الوصول إلى الأرقام العالمية يحتاج إلى جهد عال وقوة بدنية هائلة، ما دفع الكثير من الرياضيين إلى تعاطي المنشطات، من أجل تحقيق أحلامهم الوقتية (الوهمية) لكنها في الحقيقة أوصلتهم إلى حافة الهاوية، بعدما أصبحوا مدمنين بسبب استخدام جرعات كبيرة من هذه المنشطات، التي تتسبب بدورها بدفع القابلية البدنية والوظيفية في بداية الأمر لمستوى متفوق، لكن بعد ذلك يصبح الجسم بحاجة إلى المزيد من هذه المنشطات الخطرة جدا التي تؤدي إلى أعراض مرضية غير طبيعية، وتكون سبباً للوفاة في بعض الأحيان.
المسكنات تمثل أقوى شكل من أشكال العقاقير التي تُسكن الألم، وأهمها المورفين والميثادون والهينوبيثيدين التي تستخدم لرفع سقف عدم الشعور بالألم ليتمكن الرياضي من المنافسة والقيام بتدريبات أشق لفترة أطول، وانتشر استعمالها بين اللاعبين المصابين الباحثين عن التعافي بشكل أسرع.
نوع آخر من الأدوية المحظورة في اللعبة وهو الأدوية البنائية التي تساعد في بناء العضلات، وهي مركبات طبيعية أو كيميائية تعمل عمل هرمون الـ”تستسترون” أهمها الـ”أندروستينيديون”.. ونوع آخر محظور، هي مدرات البول المنتجات التي تساعد على خفض نسبة السوائل في الجسم ويستعملها الرياضيون لتخفيف الوزن بسرعة ولإخفاء وجود مواد أخرى محظورة، بزيادة معدل التبول وبالتالي التخلص من تلك المواد من الجسم، وتُستخدم بكثرة في لعبة كرة القدم، ولذلك لأن اكتشافها في جسم الرياضي إدانة أكثر، وكذلك مادة لازكس وهي الاسم التجاري لمركب فوروسيميد.
مارادونا وموتو
وتُعد “المنبهات” الأكثر استعمالاً في لعبة كرة القدم، وهي مواد تؤثر على الدماغ لتنبيه الجسم عقلياً وبدنياً.. وإعطاء اللعب قدرة أكبر على المنافسة على أعلى مستوى لفترات أطول كما تقلل الشعور بالتعب ويمكن أن تساعد في خفض الوزن، وأكثر أنواع المنبهات انتشارا مادة الكوكايين، وهي من المواد المخدرة الخطيرة، ومن يدمنها يفعل المستحيل للحصول عليها أياً كانت العواقب والخسائر، وقد تورط لاعبون كثر في استخدام أو إدمان الكوكايين، وتم إيقاع عقوبة الإيقاف عن اللعب مثل أسطورة كرة القدم العالمية النجم الأرجنتيني الشهير دييغو مارادونا الذي تم إيقافه عام 1991م لمدة 15 شهراً، كما تم إيقاف المهاجم الروماني أدريان موتو مرتين عام 2004م لمدة 7 أشهر حينما كان يلعب لنادي تشيلسي الإنجليزي، وكذلك لمدة 9 أشهر عام 2010م حينما كان يلعب لنادي فيورنتينا الإيطالي.
وهناك الـ”فينيثيلين” أو ما يعرف باسمه التجاري الـ”كبتاغون” وهو أحد مشتقات مادة الإمفيتامين، وأكثر حالات تعاطي اللاعبين لـ”الكبتاغون” سجلت في آسيا وأفريقيا عموما وفي الدول العربية خصوصاً، علما أن الحشيش والكوكايين والكبتاغون جميعها تعتبر مواد محظورة ويعاقب من يثبت تناولها في مختلف البطولات الرياضية بالعالم.
أول ضحايا المنشطات
شهد عام 1886م أول حادثة وفاة لرياضي بسبب استخدامه المنشطات، بوفاة لاعب الدراجات الإنجليزي لنتن في مرحلة السباق لمسافة 600 كيلومتر بين بوردو وباريس، بعد استخدامه المفرط لمنشط الكافيين الذي كان يقدم له من الإداري المسؤول عنه. وفي أولمبياد روما عام 1960م، حدثت أول حالة وفاة، وهي كانت للدراج الدنماركي كنود جنسن، إثر تناوله جرعة من الإمفيتامين.
وفي نهاية شهر أغسطس من العام 2017م أُعلِنَت وفاة لاعب كمال الأجسام الأمريكي المعروف ريتش بيانا، وهو بعمر 46 عاماً، بعد أن كان قد دخل في وقت سابق في غيبوبة طويلة، حيث أوقف الموت حياته بعد تناوله المنشطات لـ27 عاماً، وشخصت حالته على أنها تناوله جرعة زائدة من المواد التي تساعد على تماسك شكل عضلاته ونموها بشكل يعطيه قوة ظاهرة.
وفي مطلع شهر يناير الماضي أُعلِنَت وفاة لاعب نادي أدرنة سبور التركي الكابتن كمال مظلوم الزهراء، بعد أن عثر عليه فاقداً للوعي داخل منزله في مدينة أدرنة في شمال غرب تركيا جراء تناوله جرعة عالية من المواد المخدرة، وعلى الفور نقل اللاعب إلى مستشفى جامعة تراقيا في حالة غيبوبة، وبالرغم من كافة التدخلات الطبية إلا أنه لفظ أنفاسه الأخير.
والأمثلة كثيرة لرياضيين عانوا من تناولهم للمنشطات بنهاية حياتهم رياضياً أو أبدياً، ولذلك نجد أن الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (WADA) تُحذر من تناول المنشطات بشتى أنواعها، وتقوم بتغليظ العقوبات على من يثبت تناوله لها تصل للإيقاف لمدة 4 سنوات وكذلك سحب أي إنجاز قد حققه اللاعب خلال فترة التعاطي، كما أنها تقوم بمضاعفة العقوبة على من يقوم بتكرار تعاطي المنشطات لثماني سنوات، وبالإيقاف مدى الحياه للمرة الثالثة.
العام 1986م شهد بداية عملية فحص المنشطات في المنافسات الرياضية، ومنذ ذلك التاريخ تم إيقاف العديد من الرياضيين السعوديين والعرب والأجانب، بعد ثبوت تناولهم مواد محظورة من خلال نتيجة عينة الفحص المخبري الإيجابية حيث كانت ومازالت نسبة الرجال تفوق نسبة النساء، وكان أول رياضي كشفته لجنة المنشطات في العالم هي لاعبة ألعاب القوى الألمانية بريجيت درسيل حيث ثبت تعاطيها أكثر من 70 نوعاً من المنشطات، ولم توقع أي عقوبة على بريجيت لأنها فارفت الحياة في نفس البطولة وكانت في سن 26 عاماً.
ورسمت فضيحة العداءة الأمريكية ماريون جونز عام 2007م أكبر دليل على لجوء البعض للغش الرياضي من خلال تناول مواد محظورة، فقد تم تجريدها من 5 ميداليات حصلت عليها في دورة سيدني الأولمبية عام 2000م بعد اكتشاف تعاطيها المنشطات.
ومن أبرز الرياضيين العرب الذين تم إيقافهم بسبب المنشطات، نجم نادي الاتحاد والمنتخب السعودي السابق محمد نور (38 عاماً) الذي تم إيقافه 4 سنوات بسبب تناوله مادة الإمفيتامين المحظورة في عام 2016م واعتزل كرة القدم، ولكنه لم يتمكن من إقامة حفل اعتزال يليق به لحين انتهاء فترة إيقافه، كما تم إيقاف لاعب المنتخب المصري في لعبة رمي الرمح النجم إيهاب عبدالرحمن (29 عاماً) 4 سنوات بعد ثبوت تناوله عقار الهرمون الذكري في عام 2017م وهو النجم صاحب الميدالية الفضية في بطولة العالم للناشئين وذهبية بطولة أفريقيا والميدالية الفضية لبطولة العالم عام 2015م.
وبنفس العقوبة خسرت الرياضة التونسية والعربية في نهاية شهر سبتمبر الماضي الموهبة الشابة أسامة الوسلاتي (22 عاماً) بتناوله مادة محظورة، وهو النجم الذي حقق الميدالية البرونزية في الأولمبياد الصيفية عام 2016م التي أقيمت بالبرازيل، وكان مُؤهلاً للمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى في أولمبياد طوكيو عام 2020م.
تورط رياضيين كُثر
حتى الآن رياضيون كثر بمختلف الرياضات وفي كل البلدان تورطوا بفضائح منشطات، فمنهم من استطاع المتابعة بعد انتهاء فترة عقوبة الإيقاف، ومنهم من دخلت المنشطات حياته وأفسدتها، فتنتهي الأسطورة ويبدأ التاريخ. والقائمة طويلة من لاعبين عرب وأجانب بمختلف الجنسين الذكور والإناث، ففي مطلع عام 2015م أعلنت الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (روسادا) إيقاف خمسة رياضيين تخصصوا في سباقات المشي من بينهم ثلاثة أبطال أولمبيين وذلك لانتهاكهم قواعد مكافحة المنشطات ومن أبرزهم، يوليا زاريبوفا بطلة أولمبياد لندن 2012م في سباق 3 آلاف متر موانع التي تم إيقافها 30 شهراً وإلغاء جميع نتائجها في الفترة من 20 يونيو وحتى 20 أغسطس 2011م، إضافة لنتائجها في الفترة ما بين 3 يوليو و3 سبتمبر 2012م، وتجريدها من ذهبية لندن 2012م، وأيضا لاعبة السباعية تاتيانا تشيرنوفا التي تم إيقافها لمدة عامين وإلغاء نتائجها في الفترة من 15 أغسطس 2009م إلى 14 أغسطس 2011م.
وفي منتصف عام 2015م أعلن الاتحاد البلغاري لرفع الأثقال إيقاف 11 رباعاً بسبب انتهاك لوائح مكافحة المنشطات خلال الاستعدادات لبطولة أوروبا في تبليسي عاصمة جورجيا، بعد سقوطهم في اختبارات للكشف عن المنشطات، من بينهم ثلاثة من أبطال أوروبا وثلاث رباعات، وكشفت السلطات البلغارية أن الرباعين تناولوا المنشطات في مكملات غذائية تستخدم في التعافي.
وفي القارة السمراء، أعلن الاتحاد الكيني لألعاب القوى بنهاية عام 2015م فرض عقوبات على سبعة رياضيين بسبب مخالفة لوائح المنشطات، وأوقفت بطلة العالم مرتين لاختراق الضاحية إميلي شيبيت لمدة أربع سنوات لاستخدامها مادة فوروسيميد من أجل إخفاء مواد منشطة، ولنفس السبب تم توقيف عداءتي 400م فرانسيسكا كوكي مانونغا وجويس زاكاري.
كما شملت عقوبة الإيقاف لمدة أربعة اعوام عداءة الماراثون أغنيس شيسيريك أيضا، التي تناولت مادة ناندروستيرون المنشطة، كما تم توقيف عدائي المسافات الطويلة برنارد موينديا وجودي كيموجي، وليليان مورا ماريتا لتناول مادة “إي بي أو” وذلك لمدة عامين، ليصل وقتها إجمالي الموقوفين في كينيا بسبب المنشطات خلال أعوام 2012 و2013م و2014م و2015م إلى 43 رياضياً.
إيقافات بالجملة للروس
وفي نهاية عام 2017م أعلنت اللجنة الأولمبية الدولية إيقاف 11 رياضياً روسياً مدى الحياة عقب إقرارهم بارتكاب مخالفات تتعلق بالمنشطات خلال دورة سوتشي الشتوية عام 2014م، وضمت قائمة المستبعدين ثنائي تزلج السرعة إيفان سكوبريف الذي نال ميداليتين في دورة فانكوفر الشتوية 2010م وأرتيم كوزنتشوف والثنائي المنافس في مسابقة الزحافات الثلجية والمؤلف من تاتيانا إيفانوفا وألبرت ديمشينكو الذي حصد ميداليات فضية في سوتشي. كما جرى استبعاد الثلاثي المشارك في تزلج اختراق الضاحية والمؤلف من نيكيتا كريوكوف وألكسندر بيسمرتنك، وكلاهما نال الميدالية الفضية، وناتاليا ماتفيفا، إضافة للثنائي المشارك في منافسات الزلاجة الجماعية والمؤلف من ليودميلا أودوبكينا ومكسيم بيلوجين. كما تم استبعاد لاعبتي هوكي الجليد تاتيانا بورينا وآنا شتشوكين، والقائمة طويلة جداً للرياضيين والرياضيات الموقوفين في العالم، وسنستعرض أبرزهم خلال السنوات الأربع الماضية من خلال الجدول المرفق.
القنباز: ضد الأخلاق
ومع ارتفاع ضحايا المنشطات في المملكة العربية السعودية، تحدث رئيس اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات الدكتور محمد صالح القنباز، قائلا: “نحن بحاجة لتوعية أقوى لأنه لو فاز لاعب بميدالية وثبت في التحليل تعاطيه لمادة محظورة فما هو شعور المجموعة كاملة حين تسحب الميدالية وينكس علم الدولة؟، هو شعور محبط ومؤلم للجميع سواء على الفريق أو على البعثة بشكل عام، فلذلك يجب أن يُقدر الرياضي مثل هذه الأمور”.
وتابع: “نصيحتي لأي رياضي أن لا يتناول أي دواء إلا بعلم طبيب الفريق لأنه ليست مسؤوليته أن يحفظ أسماء المواد المحظورة وإنما مسؤولية طبيبه، فلذلك لا يتناول أي دواء إلا بمعرفة الطبيب حتى في الأدوية الطبية التجارية البسيطة لأن هناك مثلا أدوية للرشح ممنوعة بالنسبة للرياضي”.
وأضاف: “إن خلو النتائج الإيجابية في الفحص الذي تم على المشاركين في دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في إندونيسيا دليل على أن برنامج التوعية لدى اللجنة أعد خصيصا لتلك المناسبة”، وقال “كان مفعوله إيجابياً ولله الحمد، الحملات التوعوية مستمرة في جميع الألعاب”.
واختتم القنباز: “إن المنشطات هي ضد الأخلاق والتنافس الرياضي الشريف في الميدان فما هو شعور أي رياضي قضى فترات طويلة في التدريب يخسر بسبب تعاطي المنافس لمواد محظورة رياضيا وشرعيا. هذا إضافة لأضرارها على المدى الطويل ولا يعلم للأسف الكثير من متعاطيها ما سيلحق بهم من ضرر فعند تعاطي الهرمونات على سبيل المثال وخصوصا للرياضيين الناشئين فهذا يؤدي للعقم وتغير جذري في تركيبة الجسم والعظام وهناك حالات مثبتة لوفيات بسبب توقف القلب نتيجة تعاطي مفرط لمواد محظورة إضافة لأمراض خطيرة مثل السكري”.
مشروبات الطاقة
خطر آخر لايقل عن المنشطات، وهو خطر الإدمان على تناول مشروبات الطاقة، فلقد أثبتت العديد من الدراسات مدى التأثير السلبي والخطير لمشروبات الطاقة، وبأنه يجب محاولة تقليل شرب هذه المشروبات قدر الإمكان لما لها من ضرر على أجهزة الجسم المختلفة من الجهاز العصبي فالهضمي فالدورة الدموية على الرياضيين خاصةً وفي أحيان كثيرة تصل إلى الموت.
وتوصلت دراسة طبية حديثة إلى أن تناول مشروب واحد للطاقة قد يزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية في غضون 90 دقيقة، ويقول الباحثون من جامعة تكساس في هيوستون، إن مشروبات الطاقة تضيق الأوعية الدموية ما يحد من تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية في الجسم، حيث ربطت دراسات سابقة مشروبات الطاقة مثل “Red Bull” و”Monster و”5-Hour Energy”، بمشاكل تحدث في المعدة والأعصاب والقلب، حيث نظر الفريق خلال الدراسة في بيانات 44 طالبا من كلية الطب “McGovern” بجامعة “UTHealth”، وكان المشاركون جميعا في العشرينيات من العمر، ويصنفون على أنهم أصحاء ولا يدخنون، واختبر الفريق الوظيفة البطانية للمشاركين، قبل أن يشرب كل منهم مشروب الطاقة الذي يبلغ حجمه نحو 700 ملل، ثم يعاد إجراء الاختبار بعد مرور 90 دقيقة، فقد تبين أن هناك خللا في الوظيفة البطانية، وهو مؤشر على النوبات القلبية لأن الشرايين غير قادرة على التمدد بشكل كامل.
وهذا ماحصل في مطلع شهر مايو من العام 2015م حينما توفي لاعب كمال أجسام سابق عمره 39 عاماً بعد إصابته بسرطان الكبد بسبب إدمانه على مشروبات الطاقة أثناء ممارسة رياضة كمال الأجسام.
ولقد تناولت مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفات البريطاني دين بعد قصة كفاح كبيرة مع المرض كتبها هو بنفسه للناس على صفحته في “فيسبوك” تحت اسم “رحلة دين” حيث تجاوز عدد أتباع الصفحة أكثر من 10 آلاف متابع، مُحذراً من أخطار مشروبات الطاقة وكذلك من المنشطات بشتى أنواعها، وكيفية مكافحة المرض معتمداً على حمية غذائية صحية في إطالة عمره سنة كاملة رغم أن الأطباء توقعوا وفاته خلال أسابيع قليلة، وحينما توفي أكد الأطباء أن سبب وفاته هو إفراطه في تناول مشروبات الطاقة.
وفي منتصف شهر مايو من العام 2013م شهد وفاة لاعب الإسكواش في المنتخب الكويتي ونادي كاظمة ناصر الراشد (21 عاماً) بسكتة قلبية، إثر تناوله ثلاث عبوات من مشروب الطاقة، وكان أحد لاعبي الإسكواش المميزين مع المنتخب الكويتي، كما أنه حقق عدة بطولات مع نادي كاظمة.
المكملات الغذائية
والخطر الثالث الذي يهدد الرياضيين هو المكملات الغذائية الرياضية، التي للأسف أصبح الإقبال عليها ظاهرة بارزة بين الشباب، من أجل تكوين بنية جسمية لافتة للأنظار، وذلك من دون الحرص والتأكد منهم على صحة المواد المباعة، ومدى مطابقتها للمواصفات التي حددتها وزارة الصحة على المحال والأندية الرياضية.
يقول الدكتور أيمن أبو العلا استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي، إن الإقبال على المكملات الغذائية الرياضية أصبح ظاهرة بارزة بين الشباب، من أجل تكوين بنية جسمية لافتة للأنظار، وذلك من دون الحرص والتأكد منهم على صحة المواد المباعة، وتأثيرها على الصحة، لأن الكثير من الناس يخلط بين المكملات والهرمونات، فبعض الرياضيين يستخدم هرمونات تنتمي إلى مجموعة السترويد، وهي تزيد النشاط وتسرع نمو العضلات بشكل غير طبيعي وتأثيرها على ضغط الدم، والقلب، وبقية أجهزة الجسم، وأن تعاطي الهرمونات المحتوية على التستسترون قد تُسبب العقم والضعف الجنسي. كما أن الإفراط في استعمال البروتينات، يمكن أن يزيد العبء على الكلى والكبد مع زيادة ناتج تبادل البروتينات التي إن استخدمت بكميات مدروسة لا تضر، وإن زادت فقد تسبب فشلا كلويا، أما الهرمونات فهي ضارة بأي نسبة.
وأكد الدكتور أيمن أيضا أن ممارسة الرياضة بشكل عادي سيؤدي إلى نمو العضلات دون الحاجة إلى استعمال البروتينات أو الهرمونات، وإذا كان لابد من ممارسة كمال الأجسام فليكن تحت إشراف رياضي طبي متخصص ومحترف.
ومن أبرز ضحايا المكملات الغذائية، لاعبة كمال الأجسام الأسترالية ميغان هيفورد (25 عاماً)، حينما لقيت حتفها نتيجة تناولها كمية كبيرة من البروتين وذلك في شهر أغسطس من العام 2017م، وعربياً أوقفت لجنة مكافحة المنشطات بالإمارات لاعب نادي الشباب أحمد سليمان 4 سنوات لتناوله مكملات غذائية محظورة وذلك بنهاية شهر أغسطس من العام 2016م.
وفي هذا السياق، حذر البروفيسور غزافيي بيغار، من الوكالة الفرنسية لمكافحة تعاطي المنشطات من تناول المكملات الغذائية غير الخاضعة للرقابة واعتبرها خطراً محتملاً على الرياضي، وذلك لاحتوائها على مواد محظورة دون أن يكتب ذلك على الوسم، مُضيفا أن خطر هذا الاحتمال يزيد عندما يتعلق الأمر بمواد يتم اقتناؤها عبر الإنترنت، حيث لا يحصل المستهلك على أي ضمان بشأن مطابقة المنتوج.
أمراض التدخين في ازدياد
“كرة القدم أعطتني كل شيء والتدخين حرمني من كل شيء تقريباً”، كانت هذه هي أشهر العبارات التي قالها أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف الحائز على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في سنوات 1971م و1973م و1974م، والذي كان أحد كبار المدخنين منذ سن 37 عاماً، ولكنه في عام 1991م خضع لعملية في القلب وأقلع بعدها عن التدخين، بعد اكتشاف إصابته بسرطان الرئة، وتحول كرويف فيما بعد إلى رمز لأحد حملات الداعية للإقلاع عن التدخين تحت شعار “التدخين يقتلك”، وقرر كرويف الاستغناء عن التدخين واستبدل سيجارته بحلوى “المصاصة” التي كان يتناول منها كميات كبيرة وبنهم شديد، وواظب على الابتعاد عن التدخين وشرع في انتهاج سلوكيات صحية بشكل أكبر، رغم أن التوتر والانفعال لم يفارقاه وشكلا جزءا مهما في شخصيته، وفي نهاية شهر مارس من العام 2016م، توفي كرويف عن عمر (68 عاماً) بعد صراع طويل مع مرض السرطان.
والتدخين هو الخطر رقم 4 في ملف المخاطر التي تُهدد حياة ومستقبل الرياضيين، فهو يُشكل خطراً أيضاً على كل شخص غير ممارس للرياضة، فوفق دراسات طبية فإن كل سيجارة تسلب المدخن 5.5 دقيقة من حياته، أي أن كل علبة تدخين تسلب المدخن 110 دقائق من عمره.
وتوصلت دراسة حديثة إلى أن التدخين لا يؤثر على الرئة فحسب، بل يدمر عضلات الجسم بشكل مباشر، وبخاصة عضلات الساق.
وكشفت الدراسة التي قادها باحثون بجامعة كاليفورنيا الأمريكية، بالتعاون مع زملائهم في معهد الكيمياء الحيوية الطبية التابع للجامعة الاتحادية في ريو دي جانيرو بالبرازيل، وجامعة كوتشي اليابانية، أن المدخنين عادةً ما يشعرون بالإجهاد والتعب بمجرد بذل مجهود بسيط، ويرجع السبب في ذلك إلى تأثر الرئتين المباشر بدخان التبغ، ما يحد من قدرتهم على ممارسة أنشطة الحياة.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن دخان السجائر يُضيق شرايين الجسم ويَحُدُ بذلك من تدفق الدم إلى القلب، ويُقلل سعة الرئة فيزيد الجهد الذي يبذله الجسم خلال النشاط العضلي. لكن الباحثين في الدراسة الجديدة استطاعوا أن يرصدوا أن تأثير التدخين يتجاوز ذلك بكثير؛ إذ يدمر العضلات مباشرةً عن طريق تقليل عدد الأوعية الدموية، وخاصةً في عضلات الساق.
وعرَّض الباحثون في الدراسة الحديثة عدداً من فئران التجارب لدخان التبغ، عن طريق الاستنشاق، أو التعرُّض لمحلول مشبع بدخان التبغ، لمدة 8 أسابيع، 5 أيام أسبوعياً، ووجدوا أن دخان السجائر يقلل عدد الأوعية الدموية وخاصةً في عضلات الساق، فيتبعه تقليل كمية الأكسجين والمواد الغذائية التي يمكن أن تتلقاها العضلات، وأن تقليل عدد الأوعية الدموية في العضلات يمكن أن يؤثر على عملية الأيض أو التمثيل الغذائي، ومستويات النشاط البدني، وكلاهما عامل خطر للإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، التي تتضمن مرض الانسداد الرئوي المزمن والسكري.
“إلين برين” -قائدة فريق البحث- قالت إن الدراسة كشفت أن دخان السجائر أدى إلى انخفاض كثافة الشعيرات الدموية للألياف العضلية بنسبة تراوحت بين 22 و34% في عضلات الساق لدى الفئران المعرضة للدخان، مقارنة بأقرانها التي لم تتعرض للتدخين، وأوضحت أن الشعيرات الدموية هي أصغر الأوعية الدموية في الجسم، وكثافتها في الألياف العضلية تسمح للدم أن يتخلل الأنسجة العضلية بشكل كامل، مُشيرةً في الوقت ذاته إلى أن دخان السجائر أدى أيضاً إلى تراجُع مقاومة الجسم للإرهاق بنسبة تصل إلى 43% لدى الفئران، ما يعني أن العضلات تشعر بسرعة أكبر بالضعف والألم والتعب.
ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنوياً، بينهم أكثر من 5 ملايين متعاطٍ سابق وحالي للتبغ، ونحو 600 ألف شخص من غير المدخنين المعرضين للتدخين السلبي.
وأوضحت المنظمة أن التدخين يُعَد أحد الأسباب الرئيسية للعديد من الأمراض المزمنة، التي تتضمن السرطان، وأمراض الرئة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، مضيفةً أنه ما لم يُتخذ إجراء في هذا الصدد فإنه بحلول عام 2030 يمكن للتبغ أن يقتل عدداً كبيراً يصل إلى 8 ملايين شخص سنوياً، يعيش 80% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ما لم يتم تفعيل جهود مكافحة التدخين.
625 ضحية أسبوعياً
تشير الإحصائيات إلى أن عدد المدخنين بالمملكة العربية السعودية يبلغ 6 ملايين مدخن، يشكلون نسبة (21.6%) من إجمالي عدد السكان، وأشارت إلى أن السيدات المدخنات يحتللن نسبة (5.7%) من إجمالي عدد السكان، وأن عدد الوفيات وضحايا التدخين في المملكة يقدر بـ(30) ألف ضحية سنوياً جراء التدخين بمعدل 625 أسبوعياً، وهذه الأرقام المخيفة تؤكدها تصريحات المسؤولين في وزارة الصحة بأن عيادات مكافحة التدخين تستقبل عشرات الآلاف من المراجعين ممن يرغبون في الإقلاع عن التدخين، وأن ما بين 10-15% من المدخنين بالمملكة من فئات عمرية صغيرة، كما تشير التقارير إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن التدخين بازدياد!
حالة المُدخن تسوء
أكد استشاري الأمراض الصدرية، الدكتور خالد العجمي، تزايد سوء الحالة الصحية لدى المدخن كل يوم، بسبب زيادة السموم التي يقوم المدخن بإدخالها إلى جسمه من خلال تدخينه السجائر المركبة من القطران والنيكوتين.
وكشف العجمي أن 21% من المراهقين في السعودية يتعاطون التبغ، وتبلغ تكلفة علاج المقلعين عنه 5 مليارات ريال، وعدد من يموت كل عام بسبب التدخين يقارب 70 ألف شخص سنويا في العالم، مُشيداً في نفس الوقت بنظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية الصادرة عن دول الخليج، وفرض ضريبة انتقائية على التبغ ومشتقاته بنسبة 100%.
وشدد على أهمية البرامج والفعاليات الثقافية والتوعوية التي تنفذها الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة للتعريف بمضار التدخين والمخدرات، وزيارة العيادة المتخصصة للتوقف عن التدخين، ولمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين، وللاستمرار في زيادة النتائج الإيجابية، واتساع القدرة الاستيعابية في استقبال الأعداد الكبيرة من المراجعين الراغبين في الإقلاع عن التدخين.
أهمية شرب الماء
توصلت نتائج دراسة أمريكية حديثة إلى أن قلة نسب السوائل في جسم الإنسان قد تؤثر سلباً في نشاطه الذهني والبدني، فيما حذر باحثون أيضا من الإسراف في شرب المياه ما قد يضر بتوازن الأملاح في الجسم. وهذا يؤكد تماماً أنه خطر يُهدد حياة ومستقبل الرياضيين ولذلك عليهم التنبه له خلال ممارستهم للرياضة.
فقد أشارت دراسة جديدة إلى أن الجفاف قد يشوش التفكير، إذ خلص معدوها إلى أن الرياضيين الذين فقدوا سوائل من أجسامهم توازي اثنين بالمئة من وزنهم ظهرت عليهم مشكلات في الإدراك وذلك وفق التقرير الذي نشرته دورية (ميديسن آند ساينس إن سبورتس أند إكسرسايز)، وتُشير إلى أنه حتى المستوى المحدود أو المتوسط من الجفاف، خسارة رطلين للشخص الذي يزن 100 كيلوغرام وأربعة أرطال لمن يزن 200 كيلوغرام، أدى إلى مشكلات في الانتباه وأعاق اتخاذ القرارات.
وقالت ميندي ميلارد ستافورد: “من المهم أن يعرف الشخص التوازن الصحيح لشرب المياه، من دون نقص أو إسراف”، مشيرة إلى أن لون البول يعد طريقة بسيطة لمراقبة معدلات السوائل في الجسم، وقالت “إذا كان شفافا أكثر من اللازم فهذا يعني على الأرجح تناول مياه أكثر مما ينبغي، لكن إن كان أصفر داكنا فذلك يعني أن الكليتين بحاجة لمزيد من المياه للحفاظ على التوازن في الجسم”.
2.5 لتر يحتاجها الإنسان
وبدوره، قال الأخصائي الرياضي توفيق زين العابدين المدرب في أكاديمية رياضية في بلجيكا SPORTMED تعنى بالصحة والرياضة، إن الانسان يحتاج من الماء نحو 2.5 لتر يومياً وتتضاعف الكمية عند ممارسة الرياضة (5-6) مرات بحيث يجب أن تبقى كمية الماء متوازنة في جسم الإنسان حسب نوع الرياضة والجهد والمدة التي يُبذل فيها.
وشدد على ضرورة مراعاة التنظيم في تناول السوائل حالها حال مراعاة تناول الغذاء قبل النشاط البدني أو التمارين الرياضية كي يكون هناك وقت لتشبع الخلايا وملئها بالسوائل لتجنب الجفاف أثناء النشاط البدني. ويجب على الرياضي أن لا يستمر بالنشاط الرياضي وهو عطشان لأن هذا يسبب فقدان 1% من وزن الجسم ومن الإمكانية البدنية للرياضي. لذا نرى أن تناول السوائل ينقسم إلى قسمين قبل البدء بالتمرين، أولاً شُرب السوائل قبل التمرين بنحو ساعتين وبحجم نصف لتر من الماء أو المشروبات الرياضية، وهذا يعطي الوقت الكافي للخلايا للتشبع بالسوائل، وكذلك الفرصة في التخلص من السوائل الزائدة من خلال التبول والإدرار قبل البدء بالمسابقة أو التمرين. وثانياً تناول السوائل قبل 10-20 دقيقة قبل التمرين أو المنافسة وبحجم 200-300 ملل من الماء أو السوائل الرياضية إذا كنت ستعمل بكثافة أكثر من 60 دقيقة، وهذه الكمية لن تؤدي إلى تكوين البول لأنه سيتم تشغيل النشاط الكلوي أثناء النشاط الرياضي.
وأضاف: “أثناء ممارسة الرياضي النشاط البدني يجب عليه أن يشرب السوائل كل 10-20 دقيقة، ويعتمد حجم السوائل على كمية التعرق ودرجة الحرارة وكثافة العمل الرياضي وبشكل عام يتم استهلاك 0.9-2.1 لتر في الساعة للرياضين الهواة، أما في رياضة النخبة والمتقدمين فتكون نسبة استهلاك السوائل 1.6-2.4 لتر في الساعة. وكمقياس عام لمعرفة الحاجة للسوائل هو 1 ملل من السوائل لكل 4.2 كغم/1 كيلو كالوري تم حرقها. هذه طريقة عامة وقد تغفل كثيرا من الجوانب المهمة مثل المستوى الفردي والعوامل البيئية ونسبة استهلاك السوائل حسب نوع الفعالية الرياضية، على سبيل المثال فإن رياضة التزلج على الجليد تستهلك كمية كبيرة من الطاقة، لكن يفقد القليل من السوائل بسبب انخفاض درجات الحرارة بسبب برودة المناخ في تلك المناطق وبالتالي انخفاض نسبة التعرق. لذلك من المهم ضبط كمية السوائل الضرورية في نوع النشاط الرياضي معتمداً على هذه المتغيرات”.
وأِشار إلى أن الجسم بعد التدريب يستمر باستهلاك السوائل أكثر من المعتاد، لذلك فمن المهم أن نشرب نسبة 50% من كمية السوائل المستهلكة بعد الانتهاء من النشاط البدني، هذا يعني أنه إذا كنت فقدت لترين من الماء خلال التدريب وشربت نفس الكمية أثناء التدريب، يجب عليك تناول 1 لتر بعد التدريب. هذا من العوامل المهمة لتجنب الجفاف خاصة في ليلة نفس يوم التدريب، وهذا يؤدي إلى عدم الاستشفاء والراحة وكذلك عدم بناء البروتين. هنا نرى ضرورة تناول السوائل وخاصة المشروبات الرياضية التي تحفظ نسبة الصوديوم وتزيد من زيارتنا لدورة المياه (التواليت) الذي يُعتبر مظهراً مُهماً للاستشفاء.
خطر نقص الصوديوم
سلط فريق من الأطباء الأمريكيين الضوء على مجموعة من المخاطر المتعلقة بما أسموه “فرط السوائل”، أو بعبارة أخرى الإفراط في شرب الماء والمشروبات الرياضية قد يكون مميتاً في بعض الحالات النادرة، وهو ما يُعرف بنقص الصوديوم في الدم وهو اضطراب ناتج عن انخفاض حاد في معدل هذا الأخير ناجم عن استهلاك مفرط للماء والسوائل.
وبحسب باحثين من جامعة فيرجينيا، يصاب الرياضي بهذا الأمر عندما تتخطى نسبة المياه في الجسم كمية الملح، وتالياً، إنّ انخفاض نسبة الملح في الدم، تؤدي إلى مشكلات عصبية. وقد أدّت هذه الحالة إلى وفاة عدد كبير من الرياضيين منذ العام 1981 وحتى اليوم، ونستذكر في هذا السياق حادثة العام الماضي التي أودت بحياة لاعبي كرة قدم. والقاسم المشترك بين جميع تلك الحالات هو الاستهلاك المفرط للمياه خلال ممارسة التمارين الرياضية والسبب في ذلك المعتقدات الخاطئة التي يتمّ تداولها عن شرب المياه وتأثيره في تحسين الأداء ومنع جفاف الجسم. والحلّ لتفادي هذه المشكلة هو السماح للجسم بطلب الماء وليس تزويده به حتى ولو لم يكن بحاجة إليه، إذ يجب أن يكون العطش دليلك إلى ذلك. شرب الفرد وهو عطشان لن يجعله يعاني الـ hyponatremicوالجفاف. وهذا الأمر ينطبق على المياه والمشروبات الرياضية كذلك.
وفي دراسةٍ أخرى قامت بها البروفيسورة تمارا هيو وفريقها من جامعة أوكلن من روتشستر (ميشيغان) بجمع جميع البيانات المتعلقة بنقص الصوديوم في الدم، أشارت فيها إلى أنه عندما يكون معدل المياه المستهلكة مرتفعاً جداً ولا يتمكن الجسم من التخلص من الفائض (عبر التبول أو العرق)، تتسرب هذه المياه نحو الخلايا ما يتسبب في تضخّمها ويشكل هذا الأمر ظاهرة خطيرة خاصة عندما يتعلق الأمر بخلايا الدماغ.
وتمكن الفريق من رصد 14 حالة وفاة ناجمة عن نقص الصوديوم في الدم في العالم منذ 1981م، في أغلب الأحيان أثناء سباقات التحمل (ماراثون، ترايثلون أو السباق الثلاثي، …) أو تدريب عسكري مكثف.
حالات نقص الصوديوم الدموي الحاد هي نادرة، أول الأعراض هي الدوار وضعف الإدراك والغثيان. واستحضرت البروفيسورة تمارا هيو أيضا الانتفاخ خاصة على مستوى اليدين، كما ذكرت ارتفاع الوزن خلال الجهد، رغم أن هذا العرض الأخير صعب الكشف على أرض الواقع.
وأوصى الفريق بشرب الماء فقط عند الشعور بالعطش والأهم من ذلك التوقف عند الشعور بتوعك لأن ذلك قد يكون دليلاً على فقدانٍ ونقصانٍ حاد للصوديوم في الجسم، الأمر الذي قد يؤدي للوفاة.