المحلية

ثوابت التاريخ والمكانة تجهضان الحملات المعادية للمملكة

واجهت المملكة العربية السعودية الكثير من حملات التشوية المغرضة والإساءة الممنهجة والتي تقف خلفها دول معادية لا تتوانى في بث سهام أحقادها وسموم أهدافها أملاً في التأثير على مكانة المملكة الإسلامية والإقليمية والعالمية، غير أن المملكة بقيادتها الحكيمة ونهجها الثابت استطاعت وعلى الدوام تجاوز تلك الحملات مهما كانت قوتها وأياً كان توقيتها. فما هي الثوابت التي تواجه بها المملكة سياسياً ودبلوماسياً وإعلامياً هذه الهجمات المتعمدة؟ وكيف استطاعت أن تذيب الثلوج السياسية من حولها في كل حملة تستهدفها سراً وعلناً.

بداية يؤكد “د. إبراهيم بن محمود النحاس” -عضو بمجلس الشورى- على حكمة القرار السياسي التي تميزت بها المملكة خلال تاريخها الطويل والتي مكنتها من التقدم المستمر في جميع المجالات وفي نفس الوقت تجاوزت جميع التحديات التي واجهتها. ففي الجانب السياسي، للمملكة مصداقية دولية على جميع المستويات بنتها وعرفت بها من خلال وفائها بالتزاماتها التي وقعت عليها والتي تقوم على أساس احترام المعاهدات والقوانين الدولية. وفي الجانب الدبلوماسي التزمت المملكة بالأطر التي تحدد العلاقات بين الدول وأساسها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى مما جعل الدبلوماسية السعودية تحظى بقبول واحترام كبير في المجتمع الدولي. وفي الجانب الإعلامي تبنت المملكة سياسية إعلامية تعزز الأمن والسلم والاستقرار التزاماً بسياسة الدولة الداعمة لكل ما يقود لخير البشرية ويبني المجتمعات.

وأضاف النحاس أن هذه القيم والمبادئ الأصيلة المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف مكنت المملكة من تجاوز كل التحديات التي واجهتها والمؤامرات التي حيكت ضدها.

مشيرا إلى أن هناك جانباً يتعلق بمكانة قادة المملكة على المستويات الدولية. فمن المعلوم أن قادة المملكة يحظون بتقدير واحترام دولي كبير جداً مما عزز مكانة المملكة الدولية حتى أصبحت من الدول الرئيسية في السياسة الدولية.

مؤكداً على أن حكمة القرار السياسي جعلت للمملكة مكانة دولية، كما أن حنكة صناعة القرارات السياسية ساهمت مساهمة مباشرة في تجاوز التحديات الاقليمية التي واجهتها المملكة. فقادة المملكة يتمتعون ببعد النظر السياسي الذي مكنهم -بعد توفيق الله- من الذهاب بعيداً في بناء مكانة دولية مرموقة على المستويات الدولية حتى أصبحت إحدى دول مجموعة العشرين لأكبر اقتصاديات العالم. وبالإضافة لذلك فإن لقادة المملكة مكانة كبيرة في قلوب جميع المسلمين بتاريخهم المجيد وأعمالهم الجليلة وقيامهم على الدعوة للدين الإسلامي والاهتمام بخدمة الحرمين الشريفين والعمل على تسخير كل ما يؤدي لراحة الحاج والمعتمر. وفي الداخل، فإن العمل على مواجهة الفكر المتطرف ومحاربة الإرهاب ساهمت مساهمة مباشرة في الأخذ بأسباب البناء والتقدم وبناء خطط تنموية تساهم في بناء مستقبل زاهر لأبناء وأجيال المملكة. ومن الأهمية القول إن صلابة اللحمة الداخلية وولاء الشعب لقادته من شأنها أن تساهم في تجاوز كل التحديات والمؤامرات التي تواجهها المملكة في كل الأوقات.

فيما أوضح “مبارك آل عاتي” كاتب ومحلل سياسي؛ أن المملكة العربية السعودية تعمل وبنجاح ملموس على صد وإجهاض الحملة الإعلامية المسعورة الموجهة ضدها والتي تقف وراءها دول إقليمية وقوى دولية وفق أجندة متربصة.

مشيرا إلى أنها حددت مصادر الهجوم الشرس الذي لم يتوقف على الحملات الإعلامية التي كنا نعهدها بل إنها هذه المرة شهدت هجوماً شاملاً للداخل والخارج السعودي شمل الدولة ككل في قيادتها ومواطنيها ودستورها وتاريخها ومستقبلها بل إنهم تجرؤوا هذه المرة لمناقشة قضايا سعودية داخلية بحتة.

وقال آل عاتي: الرصد السعودي حدد مصادر الهجوم بجهاته المختلفة ونجحت المملكة سياسياً في تحجيم وصد تلك الحملات من خلال قوتها السياسية المشهودة ومن خلال نفوذها الاقتصادي المتصاعد دولياً. مبيناً أن آخر الجهود السياسية والاقتصادية هي جولة ولي العهد الناجحة في الدول العربية ومشاركة سموه المتميزة جداً في قمة العشرين الكبرى في الأرجنتين والتي تمكن خلالها سموه من استثمار الزخم الإعلامي المتابع لتحركات سموه وتطويعها بجعلها عتبات سلم صعد من خلالها إلى مسرح الاستفراد بالأضواء الإعلامية التي توجت بالمشهد السياسي الذي جمعه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وبعقد سموه قمم منفردة مع قادة الصين والهند وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية والارجنتين وبريطانيا وفرنسا وبكل تأكيد لقاء سموه بالرئيس الاميركي أيضاً كان فرصة لتقول السعودية إنها طوت صفحة تلك الحملة المغرضة، وشدد آل عاتي على أن المملكة اعتمدت في نجاح حملتها الدفاعية على حكمة قيادتها التي تميزت بها عبر العقود وصدق مواقفها وحزمها الحاسم في قراراتها وتمسكها بسيادتها الوطنية وعدم المساس بها أو التطاول على معتقداتها ومقدساتها وحفظ حقوق شعبها ومقدراته ومكتسباته، مضيفاً بكل تأكيد السعودية تعرضت لحملات سابقة وستتعرض في المستقبل، لكن ما يحميها هو قوة التماسك الداخلي واللحمة الوطنية الصلبة التي منعت وحطمت نوايا وجهود كل طامع وفي نفس الوقت تمثل التحالفات التي أقامتها السعودية سواء خليجياً كمحور السعودية والإمارات أو عربياً كتعاونها الوثيق مع مصر أو بيان البحر الأحمر الذي تشكل مؤخراً أو تحالفاتها مع القوى الدولية مثلت صمام أمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى