«الجنادرية» شاهد عيان لقصص كفاح وتطور الإنسان السعودي
أكد كتاب وأكاديميون خليجيون أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية” الذي يقام تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – شاهد عيان لقصص كفاح وتطور الإنسان السعودي في مختلف الميادين، مشيرين إلى أن أوبريت “تدلل يا وطن” يُلقي حجر الدهشة في بحيرة الفن السعودي.
وقالت الأكاديمية والكاتبة البحرينية بثينة قاسم إن مهرجان الجنادرية يُعد واحداً من أهم وأكبر التجمعات الثقافية والتراثية المرتقبة من قبل أولئك المتعطشون لمحاكاة الحاضر بالماضي والعودة إلى الجذور حيث الأصالة والإرث العربي العتيد، مبينة أن السعودية تولت على عاتقها برعاية ملوكها، مهمة الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية والخليجية على حد سواء.
وأضافت قاسم أن مهرجان الجنادرية يحظى باهتمام القادة، لما يشكله من قيمة كبيرة في تجسير العلاقات بين الشعوب لما للثقافة من دور هام في توطيد العلاقات وتقريب وجهات النظر.
وأبانت أن مهرجان الجنادرية في دورته الـ33 تحت عنوان “وفاء وولاء” يأتي بأبهى صورة لا تقل شأناً عن السنوات الفائتة منذ أكثر من ثلاثة عقود، حافلاً بعدد من الفعاليات ذات الصبغة الثقافية والسياسية والاجتماعية والأدبية التي تقام في مواقع متباينة من الرياض، وتمتد إلى مناطق المملكة المختلفة.
وتابعت الكاتبة بثنية قاسم: ما شدني في فعاليات هذا العام هو تخصيص فعاليات تحت عنوان (المرأة في رؤية المملكة 2030)، وذلك لما حظيت به المرأة السعوددية من مكانة مستحقه في السنوات الأخيرة، نالتها عن ثقة وإقتدار، وهي خير من يمثل المرأة العربية بوقارها واحترامها لعاداتها وتقاليدها.
لافتة إلى أن مهرجان الجنادرية ليس محفلاً ثقافياً وتراثياً فحسب، بل هو شاهد عيان لقصص كفاح ونجاح وتطور الإنسان السعودي في كافة الميادين وبمختلف الأبعاد البيولوجية.
وذكرت قائلة: نحن كخليجيين نشعر بكثير من الفخر والاعتزاز بإقامة هكذا محافل ثقافية عملاقة في منظومتنا الخليجية كما أننا نقدم كافة الدعم والمؤازرة لأِشقائنا في المملكة العربية السعودية ونخص بالذكر القائمين على تنظيمه وعلى رأسهم وزارة الحرس الوطني.
من جانبه، اعتبر الكاتب السعودي فاضل العماني أن الحضور الفني في مهرجان الجنادرية يُمثّل أحد أهم الأركان الرئيسية التي تُعطي زخماً وقيمة للمهرجان، إذ يُعتبر الأوبريت الذي يُرافق المناسبة منذ سنوات طويلة، الفعالية الأكثر جذباً وعشقاً على الإطلاق، فحضور الصورة والموسيقى والغناء والرقص والفلكلور والأزياء والتمثيل على مسرح واحد، تحوّل إلى حفلة موسيقية متنوعة كبرى، لا مثيل لها على الإطلاق في كل فعالياتنا الفنية والموسيقية.
وأضاف: “وفي إطلالة مذهلة، كعادته دائماً، يُطل فهد عافت، الشاعر المختلف الذي يعرف جيداً كيف ينسج مشاعره التي تُضفرها أشعة القصيد. أوبريت “تدلل يا وطن”، في مهرجان الجنادرية الـ ٣٣، شكّل بانوراما فنية رائعة، فقد تماهى الحرف واللحن والأداء والصورة، جميعاً في مسرح من الدهشة والإبهار والفرح”، متابعاً بالقول:(تدلل يا وطن)، مساحة من العشق، وفضاء من الدهشة، أوبريت جسّد كل معاني الوفاء ومضامين الولاء.
وأشار فاضل العماني إلى أن الأوبريت وحّد كل الوطن، في مفردتين رائعتين: وفاء وولاء”، منوهاً أنه رغم كل الصخب الجميل المنساب من الموسيقى ووقع الدفوف، ورغم كل الألوان والأزياء المتعددة، رفرف علم الوطن عالياً وشامخاً وجامعاً لكل تلك التفاصيل البديعة، لافتاً إلى أن “أوبريت (تدلل يا وطن)، تجربة ثرية وملهمة، يُجدد بها السعوديون، عشقهم لهذا الوطن الجميل الذي يستحق الدلال.
ويضيف: لعل أجمل ما ينتظره صنّاع هذا الأوبريت، هو كل هذا النقاشات المحتدمة حول هذا الأوبريت، والتي بدأت بمجرد أن أسدل الستار على هذا العمل الضخم.
ويبدو أن هذا الجدل الجميل، سيستمر طويلاً وهذا ما يحتاجه مشهدنا الفني الذي يُعاني الركود ولعل (تدلل يا وطن) يُلقي حجر الدهشة في بحيرة الفن السعودي.
وأوضح الشاعر الكويتي الشيخ دعيج الخليفة الصباح أن مهرجان الجنادرية أصبح بفضل الله ثم دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مهرجان عالمي والأول على مستوى المهرجانات العربية التي يفتخر بها.
وقال: أتشرف كوني خليجي وعربي ومسلم بما شاهدته من أوبريت وفعاليات الجنادرية التي تنظمها المملكة العربية السعودية، وتعد مفخرة لنا كخليجيين.