المحلية

كلمة نائب رئيس هيئة الأركان العامة عن ذكرى البيعة

في ذكرى مناسبة عظيمة, وفي أيام خالدة كريمة, في يوم تسابق فيه الجميعُ، وذابَت به الفوارِق، وقوِيَت به الصلات, في يوم مهيب, وموقف رهيب ومشهَد تراصِّ الصفوف؛ حيث بايَعَ الناسُ ملكهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أطال الله في عمره – لقد كانت بَيعةٌ مباركة حصَّنَت الحِمَى، واستقر الأمرُ، ودخل الناس بها ساحةَ الإيمان والأمان؛ فلا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعةَ إلا بإمارة، ولا إمارةَ إلا بطاعة. نرَى هذا التلاحُمَ الكبير، والأُلفَةَ والثقة والمحبة المتبادلة بين القيادة والشعب، فنعلم أنه صوتُ الحقِّ والعدل.
إنَّ من شكر النعماء والتحدث بالآلاء ما تعيشه بلادنا الطيبة الطاهرة المباركة من اتفاق ومحبة وثقة بين الراعي والرعية، في مظهر فريد ونسيج متميز، ومنظومة متألقة من اجتماع الكلمة ووحدة الصف والتفافِ الأمة حول قيادتها، ومبادرة للبيعة الشرعية على الكتاب والسنَّة، والتوازن والاعتدال، والجمع بين الأصالة والمعاصرة، ولا عزاء للمغرضين والمزايدين، فلله الحمد والمنّة، وبهذه المناسبة فإننا نجدد البيعة لولاة أمرنا وفقهم الله على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن بلادنا تمُر بتحديَّات عظيمة، تتلاطم فيها الخُطوبُ، وتتشابك فيها الفتن، ولقد اتفق علينا الأعداء, وكثر حولنا الأفاكون , ليس ضعفاً منا بل هو لقوتنا ومنعتنا، وليعلم الشانِئون أنهم لن ينالُوا من بلادنا، ولن يطالوا من تماسكها، ولن يبلُغُوا حِماها؛ فهي عصِيَّةُ على الطُّغيان، شديدةُ البأسِ على العُدوان، بناؤُها من الداخِلِ متين، وهي – بإذن الله – حِصنٌ حَصين. صفوفها مُتراصَّة، سيحفَظُها الله بيَقَظَة وُلاة أمرِها، وإخلاصِ رجالها وأبطالها رجال القوات المسلحة.
ولا يسعنا في هذه المناسبة الغالية إلا أن نتقدم بخالص الشكر والتحية والتقدير إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز القائد الأعلى لكافة القوات العسكرية ــ أيده الله ــ وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع على الدعم والبذل والعطاء اللا محدود لقواتنا المسلحة حتى وصلت إلى مستويات عالية جداً من القوة والمهارة , فلقد تضافرت الجهود وتحققت الرؤى على جعل قواتنا المسلحة سياجا قوياً وسداً منيعاً ويعزز أمننا واستقرارنا, ولا زالت خطط تطوير قواتنا المسلحة وتحديثها وتأهيل كوادرها البشرية في مختلف مجالات التعليم العسكري الحديث والتدريب والتأهيل المتطور والتسليح وبأرقى المعايير العالمية مستمرة ولن تقف حتى تصل القوات المسلحة السعودية إلى أهدافها المرسومة.
ولا يفوتنا ونحن نبارك في ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين التعبير عن فخرنا واعتزازنا جميعاً حكومة وشعباً بدور أبطالنا ورجالنا وأبنائنا من منسوبي القوات المسلحة المشاركين بعاصفة الحزم وإعادة الأمل بالحد الجنوبي دفاعاً عن الحق والشرعية في اليمن الشقيق.. حيث يسطر أبطالنا البواسل أروع الملاحم ويقدمون نموذجًا مشرفاً للبطولة , فهم مبعث فخر وسند حقيقي لوطننا الغالي.
في هذه الذكرى الغالية على قلوبنا نقف وقفة إجلال وإكبار لأرواح شهدائنا الأبطال الذين سيظل عطاؤهم وتضحياتهم مشاعل مضيئة تنير حاضرنا ومستقبلنا وتقدم لأجيالنا الحالية والمقبلة القدوة والنموذج في الولاء والانتماء لوطننا وقيادتنا الرشيدة.
نجدد عهد الوفاء والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين ــ حفظهما الله ــ وعهدنا الدائم لهم أن نكون عند حسن ظنهم, وأن نكون أوفياء للوعد أمناء على أرضنا الطيبة وشعبنا الغالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى