“الجنسية مقابل المال”.. ميدالية “حسونة” تضع الرياضة القطرية في مرمى السخرية
فوجئ العالم، أمس، بفوز الرباع المصري الأصل “فارس إبراهيم حسونة” بفضية بطولة العالم للكبار لرفع الأثقال، لصالح دولة قطر، عن وزن 94كجم.
واللاعب “حسونة” هو نجل الكابتن إبراهيم حسونة لاعب المنتخب المصري السابق، والذي تَوَجّه للعمل بمجال التدريب في عدد من الدول العربية، وشجّع “فارس” على اللعب باسم قطر، بعد عدة خلافات مع رئيس الاتحاد المصري السابق لرفع الأثقال.
مثار للسخرية
ولكن العارف بالأمور لم يُفاجأ؛ لسابق معرفته بأن النظام القطري اتخذ من الرياضة وسيلة للترويج لنفسه، وادعاء إحداث نهضة رياضية في البلاد بأيادي مجنسين أغلبهم لا يعرفون شيئاً عن قطر وثقافتها ولغتها ودينها وأهلها، وفي سعيه لذلك قام بتجنيس مئات الألوف من الأجانب؛ وهو ما أضرّ بالتركيبة السكانية والاجتماعية والسياسية؛ حتى أصبح أكثر من 70% من سكان الإمارة يحملون أسماء قبائل لا ينتمون لها، ولا يعرفون جذورها التاريخية في منطقة الخليج، وصارت أسماء الذين يتم تجنيسهم مثار تندّر وسخرية الكثيرين.
جنسية مقابل مال
“الجنسية مقابل المال” هو الشعار الذي رفعه النظام القطري، والذي يبدو أنه يتخذ من المال مطية في كل شيء؛ فبعد أن أثار الجدل باستخدامه المال بشكل غير قانوني للفوز بتنظيم بطولة كأس العالم 2022؛ استخدمه أيضاً لإغراء أبناء الدول الأخرى لتجنيسهم، واستخدامهم في البطولات الدولية؛ ليلعبوا تحت العلم القطري، ويحصدوا الميداليات والإنجازات لصالحهم؛ بدلاً من تحفيز الشباب القطري أبناء البلد لممارسة الرياضة، والتفوق فيها؛ وحتى يكون للإنجاز معنىً وطعم؛ ولكن يبدو أنهم اتخذوا الطريق الأسهل بتجنيس المتفوقين بدلاً من صناعة الأبطال.
ليست الحالة الأولى
وللتجنيس مع قطر حكايات؛ فهذه ليست الحالة الأولى ولا الوحيدة؛ فمنتخب كرة القدم مثلاً ينشط فيه بعض المجنسين مثل: الأوروجوياني سبيستيان سوريا، وقبله المصري حسين ياسر المحمدي، وهناك اتجاه داخل الاتحاد القطري لكرة القدم لتكوين منتخب قوي من المجنسين بالكامل للمشاركة في مونديال 2022 في الدوحة.
6 قطرين فقط!
وفي كرة السلة، منحت قطر الجنسيةَ لأكثر من لاعب مصري شاب، للدفاع عن ألوان منتخبهم، وقبلها في كرة اليد -وهي أكثر رياضة شاركت فيها قطر بمجنسين- لدرجة أن المنتخب الذي أحرز فضية بطولة العالم للرجال في 2015 لم تشتمل قائمته التي ضمت 17 لاعباً سوى على 6 لاعبين قطريين فقط، ويرجع أصول بعضهم أيضاً إلى دول أخرى!
مصر تحديداً
واعتادت قطر في السنوات الأخيرة، الاستعانة بخدمات مجنّسين ومواهب من مصر بالذات، لاقوْا تعنتاً من المسؤولين الرياضيين، أو لم يجدوا الدعم المادي المناسب ليواصلوا تألقهم أو صقل مواهبهم؛ فاتجهوا إلى قطر التي فتحت ذراعيها لهم أملاً في تحقيق إنجازات بسواعد مجنسة.